يسلط الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبدالله، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الحملة الانتخابية لاستحقاقات ثامن شتنبر التشريعية والجماعية والجهوية، الضوء على مضمون العرض الانتخابي للحزب ورهاناته من هذه الاستحقاقات وتحالفاته الممكنة وتمثيلية النساء.
> ما هو مضمون العرض الذي يقدمه حزب التقدم والاشتراكية لمواجهة التحديات التقليدية وأيضا التحديات الجديدة التي فرضتها الجائحة؟
<< يحمل البرنامج الانتخابي تصور الحزب للعمل الحكومي طيلة خمس السنوات المقبلة انطلاقا مما راكمه من تجارب سياسية ميدانية ومن تفكير جماعي ومن إسهاماته واقتراحاته في مختلف القضايا الهامة التي تشهدها البلاد خلال الظرفية الحالية.
وقد استلهم البرنامج الانتخابي لحزب التقدم والاشتراكية من الورقة التي أعدها المتضمنة لاقتراحاته وتصوره لمرحلة ما بعد جائحة “كوفيد 19”.
وقد استخلصنا دروسا من هذه الجائحة، التي خلفت آثارا صحية واقتصادية واجتماعية صادمة، وتتجلى هاته الدروس في كون الدولة تشكل ركيزة أساسية والجدار الذي يشكل مناعة الدول، كما اتضح لنا أن الكلام عن اقتصاد السوق والليبرالية لم يعد له جدوى اليوم حتى في أكبر الدول التي ساهمت باستثمارات كبرى لإعطاء دفعة جديدة لاقتصادها.
لذلك، يتعين بناء دولة قوية بمؤسساتها وديمقراطيتها، وهو تصور تضمنه أيضا النموذج التنموي الجديد، بالإضافة إلى أنه يتعين على الدولة أيضا توجيه الاقتصاد وتحديد القطاعات الأساسية التي يتعين الاستثمار فيها خاصة التصنيع والرقمنة والاقتصاد الأخضر والتركيز على الإنتاج الوطني من أجل التقليل من استيراد المواد المختلفة، وتقوية المقاولة المغربية من خلال استثمار عمومي قوي يعطي الأفضلية للمنتوج المغربي.
ونقترح أيضا التحول التدريجي للقطاع غير المهيكل للقطاع المهيكل حتى يساهم في تمويل الاقتصاد الوطني وحماية العاملين بهذا القطاع عبر تسجيلهم في الضمان الاجتماعي، كل هذه الخطوات من شأنها أن تسهم في استعداد الدولة للاستفادة من الانطلاقة الجديدة للاقتصاد العالمي.
في الجانب الاجتماعي، يتعين تعميم التغطية الاجتماعية، التي تعد اليوم ورشا أساسيا بالنسبة للمغرب خاصة بعد تداعيات الجائحة التي أدت إلى فقدان مليون منصب شغل، وذلك من أجل تمكين كل مغربي من الاستفادة من التطبيب والاسشفاء والأدوية والدخل الأدنى للأجور وتقاعد يحفظ كرامة الإنسان المغربي.
كما يطالب الحزب بالاستثمار في الصحة العمومية، وإحداث مستشفى جامعي في كل جهة، وكلية طب في كل جهة، فضلا عن إيلاء العناية اللازمة للعنصر البشري في مجال الصحة العمومية والتركيز على الخدمة الوطنية عبر اعتماد طب القرب.
ويركز برنامجنا الانتخابي أيضا على ضرورة الاستثمار في المدرسة العمومية وجعلها مدرسة تكافئ الفرص ابتداء من التعليم الأولي إلى غاية التعليم الجامعي، والاستثمار في البحث العلمي بانتقاله إلى 1.5 في المائة من ميزانية الدولة.
> كيف يستعد حزب التقدم والاشتراكية لخوض غمار الاستحقاقات ونحن على بعد أقل من أسبوع عن يوم الاقتراع؟ وما هي رهاناتكم من هذه المحطة الانتخابية؟
<< يستعد حزب التقدم والاشتراكية لهذه الاستحقاقات عبر اقتراح برنامج انتخابي سهر على إعداده منذ شهور، وأيضا عبر تعبئة مختلف الهياكل الحزبية استعدادا للمعركة الانتخابية.
في الحقيقة، حزبنا ليس تشكيل سياسي موسمي يرتبط نشاطه وحضوره بالمحطات الانتخابية فقط، بل هو حزب يمتلك مقرات في جميع ربوع المملكة، و له منظماته الشبيبية والنسائية وفروعه المختلفة. واستعدادا لهذه الاستحقاقات عمل الحزب منذ شهور على البحث على مرشحين ومرشحات تتوفر فيهم كل شروط النزاهة والكفاءة لخوض هذه المعركة الانتخابية.
> من أهم التعديلات التي تضمنتها القوانين الانتخابية تعزيز التمثيلية النسائية، كيف يتعاطى الحزب مع هذا المعطى في ترشيحاته إن على مستوى الدائرة الوطنية أو على مستوى الدوائر الانتخابية الجهوية؟
<< هنا أريد التأكيد على أن الحزب يثق في النساء ويولي أهمية بالغة لمسألة المساواة والمناصفة، لذلك نعتبر أنه لا يمكن إنجاح أي نموذج تنموي دون تحقيق مساواة حقيقية في الحقوق السياسية من خلال الرفع من التمثيلية النسائية، وإداريا من خلال المناصب الإدارية المختلفة، واقتصاديا عبر المساواة في الأجور والمشاركة في مراكز القرار الاقتصادي بمختلف تجلياته، وأيضا تحقيق مساواة في الحقوق الاجتماعية والثقافية، وتحديث مدونة الأسرة للارتقاء بدور النساء في المجتمع.
وفي هذا الصدد، يتعين الإشارة إلى أن الحزب رشح ما يزيد عن 25 من النساء كوكيلات للائحة سواء في الدائرة المحلية أو الدائرة التشريعية الجهوية، وذلك تجسيدا لمواقف الحزب من مسألة المرأة على أرض الواقع. كما تم ترشيح عدد كبير من الوجوه الشابة سعيا منا إلى تشبيب العمل السياسي.
ورشحنا أيضا ما يناهز 5000 امرأة في المغرب على مستوى المحلي والجهوي والتشريعي منهن مئات المرشحات كوكيلات لوائح على المستوى المحلي.
ماهي توقعاتكم لنتائج الحزب خلال هذه الاستحقاقات، وما هي رهاناتكم من هذه المحطة الانتخابية؟
<< أتوقع أن يضاعف الحزب حضوره في المجالس المنتخبة وهذا أمر ممكن بالنظر للأصداء الايجابية التي تصلنا خلال الحملة الانتخابية، ويمكن أن نحتل مراتب متقدمة وتحقيق المفاجئة شريطة أن تكون نسبة المشاركة مرتفعة خاصة من قبل العازفين عن التصويت.
بالنسبة لنا خوض معركة الانتخابات لا يعني أننا سنظل في المعارضة لأنه أي حزب سياسي يدخل غمار الانتخابات يهدف إلى الفوز والحصول على أصوات الناخبين وثقتهم ولكي يتبوأ أحسن موقع يمكن التأثير من خلاله حالة ما ساهم في الحكومة وذلك ما نسعى إليه.
> ماذا عن التحالفات الممكنة لحزب التقدم والاشتراكية ما بعد نتائج الانتخابات؟
<< أعتقد أن الاصطفاف الطبيعي للحزب هو في تحالفات يسارية وتقدمية ووطنية ( …) وأيضا مع أحزاب الكتلة.
لذلك، سينطلق الحزب من تحالفه مع أحزاب المعارضة الذي تم تشكيله مع حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة شريطة أن يكونا بدورهما مستعدان لنفس المقاربة.
كما سيكون تحالف الحزب مع الأحزاب التي تحمل نفس تصوره وتتقاطع مع توجهاته على أساس البرنامج الانتخابي الذي يضع الإنسان في قلب المسلسل التنموي، وبناء اقتصاد متين وقوي في دولة الحق والقانون تلعب فيه الدولة دور التوجيه وتقنين الاستثمار العمومي ودعم المقاولة المغربية، وتعزيز الديمقراطية واحترام الحريات والمساواة بين الرجل والمرأة ومراجعة القانون الجنائي وكل القضايا الأساسية الأخرى.
ولتحقيق مضامين هذا البرنامج، أدعو المواطنين إلى التصويت على مرشحين يحملون برامج ويتمتعون بأخلاق وكفاءة، والمشاركة بكثافة في هذه الاستحقاقات التي تعد لحظة مصيرية وأعمق من كل اللحظات الأخرى.
< حاورته: خديجة الطاهري (و.م.ع)
< تصوير: عقيل مكاو