مداخل تركيبية حول فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان أفولاي للمسرح الأمازيغي بتزنيت

1 مدخل أول… في مقام الود والعرفان ..

استنادا إلى تجربة ميدانية أزعم أنها تجاوزت ثلاثة عقود من الزمن بقليل، ومنذ مشاريع مسرح الهواة بأحلامه الجارفة وتطوعه النبيل ويوتوبياه المزمنة حتى ما دعي وما يزال المسرح الاحترافي بالتباساته الكبرى وإعاقاته المتعددة وأعطابه الخفية والجلية معا، ما زلنا، هنا والآن، في مسيس الحاجة المنتظمة والدائمة لهذا (الشيء) الذي نسميه مسرحا بالمغرب المعاصر. ما نزال مضطرين، في نوع من الحتمية الانطولوجية، إلى صداقة المسرح وصناعة فرجاته والوعي بمضايق صنعته المعضلة بما يكفي من سداد النظرية وصواب المنهج وجسارة التجريب والجرأة على تحديث النظر إلى مسرح أصبح موغلا في استحالة أكيدة.
ولأن التجارب المتعددة والاختيارات الجمالية المتباينة والاقتراحات الفرجوية المختلفة التي ما يزال الريبرتوار الوطني يراكمها منذ عقود مديدة تكاد تجعل لكل فاعل مسرحي مسرحه المتخيل، فإن الحاجة في هذا المقام تستدعي معاودة استفهام تجارب المسرح الأمازيغي بعيدا عن يقين الهوية الخادع ونأيا عن كل طمأنينة كسولة المستقرة دوما في كل وعي هوياتي.
وإذا كانت صحبة الحياة والولع بمباهجها الطافحة تقترن بالذهاب إلى السينما، فإن الارتطام بأعطاب الكينونة وقلق الانطولوجيا تقتضي حتما الولوج إلى قاعة عرض مسرحي أو نظائره من الفرجات الحية. وبهذا المعنى لم يعد المسرح محض فرجة كسولة تؤثثها البداهة ويحتلها المشترك السردي والبصري المؤمم، وتتحرك على سطحها العاري الأجوبة الجاهزة والناجزة، ولكن فرجات المسرح الحية هي تلك الخشبات الضاجة بالأسئلة الكبرى والقلاقل العميقة. ومنذ أن ابتكر وجوده اللعين في ساحة (الأولمب) المجيدة، كان المسرح لعبا انقلابيا وانطولوجيا مرحة تتقن نسف العقائد المستبدة وهدم الأرثوذوكسيات المطمئنة وتدفع بالحقيقة الواحدة والمطلقة نحو حتفها الأكيد بما يجدر بها من حداد ممتع. المسرح، مرة أخرى، برهة أبدية يسائل فيها الإنسان قلقه الأصيل وينظر بغضب إلى أسلافه الرديئين ويدمن صداقة الاستفهام الناقد والسخرية اللذيذة من وقاحات الوجود.
بهذا المعنى، وعطفا على هذا الوعي الجديد، قدمت فرجات الدورة الثالثة من مهرجان أفولاي للمسرح الأمازيغي بمدينة تزنيت الدليل الإضافي على أن كل اقتراب من المسرح يكاد يكون اقترابا ضده، لأنه يكون منذورا على هجرة كل منظور استصغاري يختصر الفرجة في متعة طارئة أو لعب هامشي مجرد من القيمة والمعنى، وهو مجبول، بذات المناسبة، على مفارقة كل تعاط يستهل مصاعب المسرح ويعتبره مشاعا غفلا يقتحمه الجميع دونما استحقاق ولا جدارة.


لا شك أن تظاهرة فنية وعلمية بهذه القامة الفارهة، وهي تستضيف فرجات متنوعة المشاريع الفنية والاختيارات المسرحية وطرائق صناعة العرض الحي، من قبيل مهرجان أفولاي للمسرح الأمازيغي في دورته الثالثة، تكاد تصير تتويجا تنظيميا ومؤسساتيا لما أضحى كل متتبع يقظ لمنجزات المسرح الأمازيغي الحديث، وكل مواكب قريب من تجارب الفرجات الأمازيغية الحية ومظاهرها المتغيرة وأسئلتها الفنية ومعضلاتها الجمالية.. يعاينه من نمو كثيف لفرص العروض الأمازيغية وتواتر مطرد لشيوعها البصري إذ أصبحنا نشهد، منذ سنوات قليلة، ونتيجة لاعتبارات متعددة في مقدمتها انفتاح سياسة الدعم المسرحي العمومي على تجارب مهمة ضمن المنجز الفرجوي الأمازيغي، دينامية مسرحية أمازيغية برهانات جمالية حديثة تستند إلى اختيارات دراماتورجية جديدة وتصورات سينوغرافية وإخراجية مبدعة وذات نفس تجريبي لافت ومنتبه لأسئلة الجماليات المسرحية المعاصرة. وهو ما يشي، كما مثلته العروض الأمازيغية ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان أفولاي للمسرح الأمازيغي، باستناد الفرجات الأمازيغية الأربعة المتنافسة إلى تصور اختلافي للهوية والتفات إبداعي لذخائر متخيل الأمازيغ وغنى علاماته وكثافة سيمائياته الثقافية

2 مدخل ثان… ورشات التكوين وأسئلة الصناعة الثقافية والفنية …

ولأنه لا يبتغي بالمرة أن يتحول إلى مجرد مناسبة طارئة تستضيف أداءات فرجوية من هنا أوهناك في نوع من الاستمتاع العرضي والطارئ، راهن مهرجان أفولاي للمسرح الأمازيغي، منذ درواته الأولى، على تحويل الحادثة المهرجانية إلى فرصة نموذجية للتكوين والتكوين المستمر إيمانا بأن صناعة الفرجات الأمازيغية الحية، في أفق حداثة جمالية معاصرة، لم تعد ممكنة دون ما يكفي من كفاءات علمية ومهارات تقنية وأهليات متنوعة المصادر والمرجعيات ذات الصلة بالإبداع الفرجوي في عمومه. وبعد ورشات تكوينية في (الجسد والإيقاع والفضاء) وورشة في تقنيات (القناع المسرحي)، بالدورة الأولى، وانتباها إلى معضلات النص المسرحي وأسئلته الدراماتورجية وقضايا المسرحة (Théâtralisation) ، وهو موضوع ورشات الدورة الثانية (ورشة في مكونات الكتابة المسرحية وورشة في المسرحة ومسرحة الأجناس الإبداعية الأمازيغية: مسرحة الرواية نموذجا)، خصصت الدورة الثالثة ورشتين موضوعاتيتين في مجال (الصناعة الثقافية والفنية) وطرائق صناعة المشاريع الفنية والمسرحية حصرا. ولعل الإيمان بكون الإبداع شرط وجود المسرح ذاته، مما يستدعي امتلاك جملة من الكفايات الإبداعية، والانطلاق من ضرورة حيازة ما يكفي من الأهليات العلمية الكفيلة بصناعة فرجة أمازيغية معاصرة وحاذقة، هو ما يجعل سؤال صناعة (المشروع المسرحي) سؤالا على قدر فائق من الأهمية والاستعجال معا. وفي هذا الأفق، يظل غياب المشروع الأمازيغي إحدى النقائص الكبرى لفرجاتنا الأمازيغية المعاصرة:
أي مسرح أمازيغي نريد هنا والآن في المغرب المعاصر؟
أي طريق نسلكه من بين مسالك التمسرح (Théâtralité) المتعددة لصناعة عرض مسرحي يستجيب لجماليات الفن المسرحي ويكتب متخيله الأمازيغي بذكاء الخيال وحذق الحرفة وعمق الفكرة.؟
وفي هذا الأفق، وفي سبيل الدفع بعموم فاعلي المسرح الأمازيغي المعاصر، توقفت الورشتان الموضوعاتيتان عند أسئلة المشروع المسرحي بوصفه تحققا متميزا لسيرورات الصناعة الفنية والثقافية في عمومها.


وباعتبارها سيرورة مركبة تبتغي تحويل مواد مختلفة إلى منتوج فني وثقافي، كانت الورشة مناسبة نظرية وإجرائية للتعرف على مفاهيم الصناعة الثقافية وعموم حدودها النظرية والمفاهيمة (تحديد اليونسكو نموذجا)، وكذا سياقها التاريخي (العقد الرابع من القرن الماضي في المجال الفرنكفوني) ومجمل المقتضيات المترتبة عن انتقال تداولي لمفردة (الصناعة) إلى مساحة فنية وثقافية لها ميزاتها الاستثنائية وخصائصها المتفردة.
واستنادا إلى كون مفهوم (الصناعة الثقافية أو الفنية) ينهض، في عمقه المكين، على تحويل (الفن)، على سبيل الحصر، إلى نشاط إنتاجي منتج للثروة ومدر للدخل خصوصا وأن حدود الصناعة الثقافية تمتد لتطال حقولا عديدة من حقول الإنتاج الإنساني من صناعات الإعلام وتصميم الأزياء والنسيج واللباس والعطور والحلي، إلى التراث المعماري حتى مختلف الفنون البصرية وفن العيش.
وبغية المساهمة في تحويل (العرض المسرحي الأمازيغي) إلى رأسمال منتج للثروة، كانت الورشات الموضوعاتية للدورة الثالثة من مهرجان أفولاي للمسرح الأمازيغي لحظة أساسية من لحظات التكوين في مجال تحويل العرض المسرحي من منتوج فرجوي أو إبداعية فنية إلى صناعة فنية قادرة على إنتاج الثروة وخلق مداخيل مهمة تغني الفن عن استجداء الدعم من هذه الجهة أو تلك. وفي هذا السبيل، تمكنت الورشة من تنظيم حصص عملية تضمنت خطاطة تطبيقية تمكن الفاعل المسرحي من بناء مشروعه الفني بناء احترافيا عبر بطائق تقنية دقيقة، في خطوة أولى، تتضمن اسم المشروع وحامله وأهدافه والفئات التي يستهدفها وزمانه ومكانه ومدة إنجازه وكلفته، وانتهاء بخطوة تالية تتضمن إعدادا دقيقا للميزانية العامة بشروطها المالية ونموذجها المحاسباتي والمقاولاتي. وهو ما فتح الورشات، في نوع من التنظيم الجدلي السلس لفقرات المهرجان ومفاصله العامة، على أسئلة المقاولة الفنية وآفاق تحويل العرض المسرحي إلى صناعة مقاولاتية للفرجة. وهي الأسئلة التي خصص لها المهرجان حيزا كافيا من التأمل النظري والدرس العلمي لإشكاليات المسرح والمقاولة المسرحية والصناعة المسرحية والفنية والثقافية في شمولها.

3  مدخل ثالث… الورش النظري والسؤال العلمي حول المقاولة المسرحية وأسئلة الصناعة الفنية في المغرب المعاصر 

لا مراء أن مهرجان أفولاي للمسرح الأمازيغي، منذ تصوره المرجعي البدئي وعبر دورتيه السالفتين، لم يكن منفصلا عن هموم العلم وقضايا المعرفة المسرحية ومعضلات الأشكلة النظرية والنقدية لعموم أسئلة الفرجات الأمازيغية. ولذلك، ليس من قبيل التقليعة النظرية أو محض استئناف لتقاليد تنظيمية راسخة في مهرجانات سابقة أن تخصص الدورة الثالثة من مهرجان أفولاي للمسرح الأمازيغي بتزنيت مساحة محترمة للسؤال العلمي المتصل، من جهة، بمشكلات الصناعة الثقافية في عمومها (موضوع الندوة العلمية)، والمرتبط، من جهة أخرى، بالتجارب المسرحية الجهوية وآفاق خلق أنظمة مقاولاتية خاصة بالمنتوج الفرجوي والفني عموما (ندوة الحوار الجهوي حول التجارب المسرحية بالجهة وآفاق خلق نظام مقاولاتي (.
وبمناسبة تأمله في  التجارب المسرحية على صعيد الجهة، واستفهامه النقدي لمختلف المعيقات المؤسساتية والتنظيمية التي ما تزال تكره الفرق المسرحية بالمدينة والجهة على اجترار أزماتها البنيوية المزمنة وإعادة إنتاج أعطابها الفنية وتضطر، إثر ذلك، إلى مجابهة عزلاء، دون دعم كاف ودونما سياسة ثقافية عمومية مساندة، لمضايق ترويج منتوجاتها المسرحية وإشاعة حضورها المشهدي والثقافي. بهذه المناسبة شكل الحوار الجهوي، الذي نشطه ثلة من الأساتذة والفاعلين الذين توزعوا بين البحث الأكاديمي والترافع النقابي والإبداع المسرحي، فرصة استثنائية لاستعراض نقدي لمجمل الإكراهات المتعددة التي ما تزال تحدق بالاعتراف المؤسساتي والتقدير السوسيو- ثقافي المحترم لفرجاتنا الأمازيغية بالجهة. وفي هذا السياق، توقف هذا الحور الجهوي الجسور والصريح عند نقيصة البنيات التحتية المناسبة للعرض الفرجوي بخصائصه الجمالية والهندسية والتقنية، زيادة على معضلة ترويج الفرجات وحسن تسويقها، إضافة إلى نقد سياسة الدعم العمومي التي استنفذت وظائفها الأولى إذ لم تعد محركا كافيا لدينامية مسرحية جهوية منتظمة، بل إن هذا الدعم تحول، في حالات كثيرة، إلى عطب تنظيمي ومؤسساتي أضحى عائقا أساسيا ضمن عوائق انتظام الإنتاج الفني بعموم الجهة .

وفي هذا الأفق، يظل الانتقال من (البنية الجمعوية) إلى (البنية المقاولاتية) من الرهانات الإستراتيجية الكبرى التي تعد بفيض من الآمال الحالمة في تحول (الفرجة) إلى (صناعة)  و(الفن) إلى (منتوج) داخل اقتصاد ثقافي نشيط وسوق فنية توفر عروض شغل كريم للشغيلة الفنية بالجهة. ولن يستقيم مثل هذا الانتقال دون استحداث مدونات تشريعية محينة ومناسبة ومراجعات ضريبية واعتماد سياسة جبائية وقانونية تمتع المقاولات الفنية بجملة من الحوافز والامتيازات نظير خصوصية صناعة المنتوج الفني وهشاشة نموذجه الاقتصادي وضعف إغرائه الرأسمالي .
ولعل الندوة العلمية التي احتضنتها الدورة الثالثة كانت لحظة علمية ونظرية نوعية مكنت عموم الحاضرين، من فاعلين وفنانين وباحثين وشبيبة مسرحية وفنية، من الوعي بأسئلة الصناعة الثقافية وأهميتها من زاوية التشخيص والتمحيص وليس مسايرة لتقليعة مناسباتية معينة. وفي هذا الصدد، تستند الصناعة الثقافية إلى نموذج اقتصادي رغم ارتكازها على ما هو إبداعي، من قبيل الفرجة أو الكتاب وغيرهما. ولذلك لم يكن المسرح بعيدا عن هذا الأفق الصناعي الذي يستدعي الزواج بين الإبداع والسوق الاقتصادية بمختلف محدداتها الرأسمالية من حركية وحرية وترويج ومقاصد ربحية .

4  مدخل رابع… الفرجات الأمازيغية .. من جماليات إعادة الإنتاج إلى حداثة الفرجة المسرحية المتعددة 

لاشك أن الدورة الثالثة من مهرجان أفولاي  للمسرح الأمازيغي بتزنيت شكلت لحظة تاريخية بامتياز ولاعتبارات عديدة. فهي لحظة كاشفة عن راهن الإنجاز الفرجوي الأمازيغي في موسم مسرحي بمواصفات استثنائية بعد ما أضحى مشتركا بصدد الجائحة وآثارها المدمرة لسوسيولوجيا الاجتماع الفني برمته جهويا ووطنيا ودوليا. كما كانت هذه الدورة الثالثة إضاءة جديدة لعدد من الأسئلة القلقة والمؤرقة المتصلة بصناعة الفرجة الأمازيغية الحية المستندة إلى اختيارات جمالية متباينة ومقترحات دراماتورجية متعددة المصادر والحساسيات وتصاميم سينوغرافية ومشاريع إخراجية مختلفة .

وقد شكلت العروض المسرحية المبرمجة ضمن المنافسة، وخارجها كذلك، نموذجا حيا ومتنا فرجويا كاشفا عن راهن المسرح الأمازيغي الذي ما يزال متراوحا بين تحققين فرجويين:   
– جماليات مسرحية محاكاتية موسومة بهيمنة نوازع التقليد وإعادة الإنتاج إذ تحولت الحكاية / السند في بعض الفرجات المنتسبة لهذا الاختيار المسرحي إلى مروي مشترك موغل في البداهة الواقعية والمحتمل السردي ومسكوكات الذاكرة الاستقبالية وأنواع تلقيها لحكاية هادئة ومطمئنة ومعروفة سلفا لا تستدعي كبير تفكير ولا تفترض جهدا تركيبيا في التحليل والتأويل. وهو ما يبدو بعيدا عن مكتسبات الحداثة المسرحية المعاصرة التي تؤسس الفرجة على مفاعيل التغريب وصناعة  المفاجأة وخلق دعائم  الغرابة والدفع بآفاق الانتظار نحو مضايق التأويل واستصعاب المعنى واستشكال الصورة المسرحية في كليتها .
– عروض تجريبية تجعل المشروع الفرجوي المنجز منتصرا لرحابة الخيال المسرحي ومغادرا، بأشكال ودرجات متراتبة، للسياجات التقليدية لهوية جوهرانية ومغلقة. وفي هذا الجانب، استمتعنا، بكثير من الانتباه العاشق، بفرجات أمازيغية ذات نزوع تجريبي لا يعيد استنساخ ذاكرته الهوياتية ويعيد إنتاج مكوناتها السردية والبصرية قدر ما ينتج فرجة واضحة الانتساب إلى (التمسرح) (Théâtralité) أولا وأخيرا قبل (المسرح) (Théâtre) ذاته. حيث تتخيل الفرجة مكوناتها المؤسسة في شساعة الحرية وامتداد الحلم وجسارة التجريب بعيدا عن كوابح الإيدولوجيا وانسداد الهوية .
ولن ندعي أي جديد إذا ما عاودنا الإلحاح بأن الفرجات التي كان لنا شرف مشاهدتها، في هذه الدورة الناجحة بمقاييس متعددة، نموذج أمازيغي آخر لما أصبح من مألوفات الدرس المسرحي المعاصر حيث أن المسرح فرجة (Spectacle) بالأساس وإنجاز بصري (Performance) كذلك وعمل جسدي وتمرين صوتي وحركي. وهو كذلك تمثيل أو عرض (Représentation) يتقدم بوصفه وسيلة جمالية تمنح للمتفرج الوهم الممتع واللذيذ الذي يدفعه إلى الاعتقاد بأن ما يعاينه بعينيه، وبحواسه الأخرى، في برهة المشاهدة، ليس ما يبدو عليه في مشترك الحس البصري. وكل هذه الكلية السيميائية التي ندعوها مسرحا ليس سوى (سيمولاكر) (Simulacre) بصري لواقع أكثر خفاء وغموضا وتمنعا .

< بقلم: ذ. رشيد أوترحوت

Related posts

Top