رد لاعبا ناديي تشيلسي الإنجليزي وأجاكس أمستردام الهولندي، حكيم زياش ونصير مزاروي بشكل صادم على تصريحات لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، إذ أكدا الأحد رفضهما أي دعوة مستقبلية من الناخب الوطني البوسني وحيد خاليلوزيتش.
وكشف لقجع صباح الأحد في تصريحات إذاعية، أن زياش ومزراوي سيعودان إلى التشكيلة الأولية لكتيبة “أسود الأطلس” تحضيرا للمواجهتين الحاسمين ضد منتخب الكونغو الديمقراطية برسم الدور الفاصل من تصفيات كاس العالم 2022، والتي سيعلن عنها خاليلوزيتش الخميس المقبل، ليخرج اللاعبان مساء برد صدم كثيرا رئيس الجامعة.
وقال زياش في بلاغ على حسابه على (أنستغرام) “أحب بلدي واللعب للمنتخب المغربي لكرة القدم كان شرفا لي، لذلك يجب أن أعلن -بحزن شديد- أنه على الرغم من أن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أكد اليوم أنه سيتم اختياري مسبقا للفريق، إلا أنني لن أعود للعب مع المغرب”.
وأضاف “يؤسفني أن أخيب آمال المشجعين، لم يكن هذا القرار سهلا، لكن للأسف أشعر أنه ليس لدي خيار آخر. تقديم كل ما لدي للفريق على مدى السنوات الستة الماضية ودعمته طوال حياتي، المسؤولون واصلوا نشر معلومات خاطئة عني وعن التزامي تجاه بلدي. أفعالهم تجعل من المستحيل بالنسبة لي أن أكون جزء من الفريق”.
وتابع “لقد لقيت خبر استدعائي في نفس الوقت مثل أي شخص آخر، لذلك أنا أصدر هذا البيان للتأكد من أن الجميع يسمعون الحقيقة مباشرة مني”.
وختم “شكرا لكل من دعمني، أتمنى للفريق كل التوفيق في المستقبل.تركيزي كلاعب ينصب على نادي تشيلسي”.
وكان زياش الذي خاض آخر مباراة له بقميص المنتخب الوطني ضد بوركينافاسو يونيو 2021، قد أعلن فبراير الماضي على هامش مشاركته رفقة تشيلسي ببطولة كاس العالم للأندية بالإمارات، اعتزاله اللعبة على المستوى الدولي.
وقال زياش آنذاك في تصريحات لقناة (أبوظبي الرياضية) “لن أعود إلى المنتخب المغربي. وهذا قرار نهائي”، مضيفا “كل شيء واضح بالنسبة لي عن الكيفية التي تجري بها الأمور هناك. أنا أركز على ما أفعله وما أقدمه مع فريقي”.
يذكر أن خاليلوزيتش استبعد زياش صاحب 17 هدفا في 40 مباراة دولية، من كتيبة الأسود لأسباب انضباطية، علما أنه سبق أيضا للاعب أن خرج من حسابات الناخب الوطني السابق الفرنسي هيرفي رونار لنفس الأسباب، قبل أن يتدخل لقجع وينجح في إنهاء الخلاف بينهما.
من جهته، خرج مزراوي على حسابه على (أنستغرام) قائلا “من أجل المغرب والشعب المغربي والمشجعين الذين أحبهم بشدة. على مدار عام ونصف، لم يتم استدعائي للانضمام إلى المنتخب الوطني دون أي سبب أو تفسير”.
وأضاف “على مدار عام ونصف، لم يأخذ أي شخص من الجامعة أو طاقم التدريب الوقت للتواصل معي أو يسألني عن السبب بالضبط وراء ذلك. لم أشعر من قبل بهذا عدم الاحترام تجاهي كلاعب محترف أو كشخص بشكل عام”.
وتابع “لقد كان وقتًا مؤلمًا بالنسبة لي. بعد كل الأكاذيب التي تناقلتها وسائل الإعلام تجاهي كشخص، التزمت الصمت والهدوء. أحب أن ألعب لبلدي وقد قدمت دائمًا كل ما لدي. لقد كان من الصعب جدًا بالنسبة لي أنني لم أتمكن من المساعدة وأن أكون جزءً من الفريق خلال عام ونصف. لم يكن هذا خياري أبدًا وأعتقد بصدق أنني لم أستحق هذا”.
وأردف “بعد كل ما قيل وفعلت، ما زلت مؤخرًا أتحلى باللباقة للتحدث وتبادل الآراء مع المسؤولين بالجامعة بشأن الوضع في السنوات الأخيرة. لقد فعلت ذلك من أجل الحب الذي أحمله للجماهير وبلدي المغرب”.
وزاد “مع الأسف، يبدو لي أنه لم يكن لدى الناخب الوطني الوقت للاجتماع ومناقشة الوضع الذي تم إنشاؤه حولي كلاعب للمنتخب. مقابلة المدرب وتبديد كل المفاهيم الخاطئة التي تحيط بي، هو الأهم بالنسبة لي ليس فقط كرياضي محترف ولكن أيضا وقبل كل شيء كإنسان”.
وختم حديثه بإعلان قراره قائلا “لذلك بقلب مكسور قررت عدم اللعب رفقة المنتخب الوطني في المباريات القادمة. أتمنى الأفضل للاعبين، وآمل أن ألقاكم في المستقبل إن شاء الله”.
ويبدو موقف مزراوي الذي لعب لآخر مرة مع المنتخب الوطني أمام جمهورية إفريقيا الوسطى في نونبر 2020، مفاجئا أكثر بحكم أنه لم يعلن اعتزاله دوليا كما فعل زياش، وكان ممكنا إذابة خلافه مع خاليلوزيتش منذ البداية.
وإذا كانت ردة فعل زياش مزراوي صادمة للقجع والمشجعين المغاربة، فإنها ستكون مفرحة لخاليلوزيتش الذي شدد في آخر حوار مع قناة (N1) الإخبارية، على رفضه استدعاء أي لاعب لا يحترم المنتخب الوطني.
كما سبق للناخب الوطني خلال ندوة صحفية بعد المشاركة المخيبة بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2021، التأكيد على أن “المنتخب الوطني مقدس وغير قابل للمساومة”.
< صلاح الدين برباش