حرك اختيار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) لمركب محمد الخامس، لاحتضان نهائي عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، الكثير من المياه الراكدة، وأثارت العديد من ردود الفعل الغاضبة منها والمؤيدة.
وطبيعي أن يتزعم الجانب المصري، وخاصة نادي الأهلي، ومن يدور بفلكه، جبهة الرفض، إلى درجة التصعيد، والتهديد باللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية (TAS)، واتخاذ أسرع الإجراءات والمرافعات، قصد تدارك الزمن قبل تاريخ 30 ماي الجاري، موعد المباراة على أرضية “دونور”، كما جاء بقرار الجهاز القاري.
وإذا كانت كل المعطيات تؤكد صحة الموقف المغربي، على اعتبار أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تقدمت بترشيح مركب البيضاء في الآجال القانونية، بينما فضل الآخرون، عدم تحمل تبعات أي ترشيح، باستثناء السنغال، ثاني بلد قدم ترشيحه، تحت تأثير نشوة إنجاز ملعب بمواصفات عالمية، إلا أنها انسحبت في آخر لحظة، بعدما تبين الاكتساح الكبير لملف مركب الدار البيضاء.
قضي الأمر، وفاز الترشيح المغربي بثقة الأغلبية الساحقة من أعضاء المكتب التنفيذي لـ (الكاف)، ومباشرة بعد ظهور نتائج مباراتي الذهاب لنصف النهاية، اندلعت شرارة حرب ضروس، تجاوزت حدود اللباقة وأهمية الاحترام المتبادل، ليمتد إلى درجة التخوين والتآمر والاتهام بالتدليس، وغيرها من الاتهامات المجانية التي ألصقت بالجانب المغربي، وخاصة رئيس الجامعة فوزي لقجع، الذي بدأ يزعج بحضوره، ودرجة التقدير التي يحظى بها، والأكثر من ذلك توفره على بعد نظره وقوة الشخصية، بدأ يربك مخططات جيوب المقاومة، الذين تعودوا الصيد في المياه العكرة.
وجود مسؤول بهذه القيمة والقوة، واقع لم تألفه رموز الفساد في أي عضو مغربي آخر، سبق أن انظم لهذا الجهاز القاري، جهاز عاش لسنوات طويلة تحت وطأة طغيان دول معينة، إما لأنها استفادت من قربها من محيط الرئيس الكاميروني عيسى حياتو، أو استغلال عامل احتضان المقر، مع ما يترتب عن ذلك من عائدات، لا تعد ولا تحصى.
والواقع أن بروز اسم لقجع على الساحة، خلخل الكثير من بؤر الفساد إلى درجة تحول معها إلى شخص غير مرغوب فيه، مستهدفا من طرف دول معينة، لكن الإيجابي في الأمر أن الأغلبية الساحقة من الاتحادات القارية، لا تخف دعمها لرئيس الجامعة المغربية، كما تقدر عاليا الدور الذي يلعبه من أجل محاربة الفساد الذي عشعش طويلا بأقوى جهاز رياضي على الصعيد الإفريقي.
وما يعزز تواجد لقجع على الصعيد القاري، وحتى الدولي، تميزه بنظافة اليد، إذ لم يسبق أن ورد اسمه لا من قريب أو بعيد ضمن التحقيقات وعمليات الافتحاص التي عصفت بـ (الكاف)، خلال السنوات الأخيرة، حيث ظل بعيدا عن كل الشبهات.
المؤكد أن لقجع سيواصل حضوره بنفس الفعالية، ونفس الدور اللافت والمؤثر، يسمع صوت المغرب عاليا، مغرب يحلم بإفريقيا موحدة، تطمح لغد أفضل، بعيدا عن كل أساليب التدليس والتأمر والتشرذم والانقسامات.
محمد الروحلي