انتقدت وسائل إعلام إسبانية بشدة التدخل السافر للنظام الجزائري في الشؤون الداخلية للمؤسسات الأوروبية واستغلال تقاربه مع فرنسا في محاولات يائسة للنيل من قضية الصحراء المغربية.
في هذا السياق، فضح الموقع الإخباري»كرونيكا غلوبال» ما يقوم به هذا النظام الفاسد من استغلال لما يدعى بـ «مجموعة الصحراء» في مخططاته من أجل التدخل بشكل خاص في البرلمان الأوروبي، موضحا، أن المجموعات المشتركة تشكل مكانا للتبادل غير الرسمي لوجهات النظر بخصوص قضايا محددة، وكذا لتعزيز الاتصالات بين أعضاء البرلمان الأوروبي والمجتمع المدني.
وأردف المصدر ذاته، أنه توجد حالة نموذجية توضح كيفية اختيار هذه المجموعات المشتركة من طرف مصالح بلد ثالث، مثل الجزائر التي تحيك مخططاتها للتدخل في المؤسسات الأوروبية من خلال المجموعة المشتركة حول «الصحراء المغربية»، التي تعتبر الوحيدة بخصوص منطقة جغرافية معينة.
وتابع الموقع ذاته، أنه تمت دعوة عدد من البرلمانيين الأوروبيين من هذه المجموعة المشتركة، بمن فيهم ميغيل أوربان، المناهض للرأسمالية وآنا ميراندا المؤيدة للاستقلال، من أجل المشاركة في ما يسمى بـ»مؤتمر البوليساريو» الذي جرى انعقاده في منتصف شهر يناير، مبرزا، أن المشاركين وصلوا إلى تندوف على متن طائرة استأجرتها الجزائر من برشلونة.
وقال المصدر نفسه، «إن ما يثير الاستغراب هو أنه في الأسبوع الذي أعقب هذه الزيارة، كان البرلمان الأوروبي ينتقد المغرب بشكل خاص».
وسجلت «كرونيكا غلوبال» أنه «في مواجهة هذا الوضع المأساوي، حيث تكون مصداقية المؤسسة وحتى المشروع الأوروبي على المحك، يجب ألا يكون للبرلمان الأوروبي مجال لأنصاف المقاييس وينبغي أن يكون طموحا في تنظيم الملاذات المستخدمة للتدخل في قراراته، بما في ذلك المجموعات المشتركة».
ووفقا لما جاء في نفس الموقع الإسباني، فإن البرلمان الأوروبي نفسه يعترف بأن هذه المجموعات المشتركة تكون أحيانا تحت رعاية مجموعات الضغط أو الحكومات، غير أنه يشترط في حالة كانت هذه المجموعات تقوم بزيارة إلى الخارج، فلا يمكنها التحدث نيابة عن البرلمان لكونها لا تتوفر على وضع رسمي.
وكان البرلمان الأوروبي قرر في 19 يناير الماضي توصية غير ملزمة، انتقدت تدهور حرية الصحافة في المملكة، مطالبة السلطات «باحترام حرية التعبير وحرية الإعلام»، و»ضمان محاكمات عادلة لصحافيين معتقلين».
ولقيت هذه الخطوة إدانة قوية في المملكة المغربية، عبر عنها خصوصا البرلمان المغربي الذي أعلن عزمه على «إعادة النظر» في علاقاته مع نظيره الأوروبي، منددا بـ»تدخل أجنبي» و»ابتزاز».
وتركزت انتقادات الطبقة السياسية والإعلام المحلي على باريس، في سياق تقارب فرنسي جزائري يثير حفيظة الرباط، وذلك على خلفية توتر إقليمي حاد بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء المغربية.
سعيد ايت اومزيد