عندما سجل المهاجم الفرنسي المخضرم كريم بنزيمة ثلاثية رنانة لناديه ريال مدريد الإسباني في ملعب الغريم برشلونة الأسبوع الماضي، أصاب عصفورين بحجر واحد.
ساهمت الهاتريك بتأهل ريال مدريد إلى نهائي كأس إسبانيا في كرة القدم وإقصاء “البلوغرانا” في عقر داره، وتحت أنظار العالم المتابع للكلاسيكو، وجه بنزيمة رسالة شديدة اللهجة حيال طموحاته مع الاقتراب من نهاية الموسم.
يرحب الفريق الملكي مساء اليوم الأربعاء على ملعب “سانتياغو برنابيو” بتشيلسي الإنجليزي في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وسلاحه الهجومي يتألف أساسا من بنزيمة.
بعد بداية موسم متقلبة، ارتدى “لوس بلانكوس” ملابس التحدي الاعتيادية في دوري الأبطال، في سعيه لإحراز اللقب السادس في عشر سنوات والخامس في عشر في تاريخه معززا رقمه القياسي.
سجل كريم 12 هدفا في آخر ثلاث مباريات، بينها رباعية نظيفة في شباك برشلونة المرشح بقوة لنيل لقب الدوري، نظرا لصدارته المريحة.
صحيح انه سقط في مباراته الأخيرة في الدوري أمام فياريال 2-3، إلا أن مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي أجرى ستة تغييرات على التشكيلة الفائزة في برشلونة، محافظا على نضارة أمثال الألماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش لموقعة تشيلسي.
كان بنزيمة سجل ثلاثيتين متتاليتين أمام بلد الوليد (6-0) وبرشلونة، رافعا من مستوياته مع تقدم الموسم ووصوله إلى المراحل الحاسمة.
وقال أنشيلوتي بعد التتويج بالكلاسيكو “لقد انطلق في عملية التغيير”، مضيفا “ساعده العمل في فترة التوقف الدولية كثيرا ، هو بحال جيدة لصناعة الفارق”.
وشبه الإيطالي المحنك في مارس الماضي فريقه بسخان المياه الذي يصل إلى الحرارة المرغوبة في الوقت المناسب “عندما يقترب الفريق من اللقب، ترتفع حرارة السخان”.
بعد الفوز الصاخب على برشلونة 4-0 في “كامب نو”، والذي شهد بلوغ ريال مدريد نهائي الكأس للمرة الأولى منذ 2014، استحضر أنشيلوتي السخان مجددا “عاد السخان إلى حرارته الطبيعية في أهم فترة من الموسم”.
تقلبت حرارة بنزيمة هذا الموسم، من لحظات تهديف خارقة إلى ابتعاد طويل عن الملاعب بسبب الإصابة.
أمضى ابن الخامسة والثلاثين معظم أكتوبر ونونبر مبتعدا ولم يشارك في مونديال قطر مع منتخب فرنسا بعد تعرضه لإصابة بفخذه.
أخفق بنزيمة في التسجيل بدور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، لكنه ضرب بثلاثية أمام ليفربول الإنجليزي في مواجهتي دور الـ16.
اعتاد تشلسي على الضرر الذي بمقدور بنزيمة التسبب به، إذ سجل ثلاثية الموسم الماضي في ملعبه “ستامفورد بريدج” في غرب لندن، خلال الفوز ذهابا 3-1 في ربع النهائي.
رغم كفاح لاعبي المدرب الألماني توماس توخل وقتها في برنابيو، فرض المضيف وقتا ممددا وسجل بنزيمة برأسه هدف التأهل في الدقيقة 96، بعد انزلاق المدافع الألماني أنتونيو روديغر المنتقل لاحقا لحمل ألوان ريال مدريد.
كانت ليلة أوروبية ملحمية، ورغم فوز تشيلسي 3-2، مضى كل من ريال مدريد وبنزيمة في طريق إحراز اللقب المرموق.
توج الملكي في النهائي على حساب ليفربول في باريس، ويضع عينه الآن على نهائي اسطنبول.
وقال أنشيلوتي بعد خسارة فريقه السبت في الليغا “الحقيقة أننا وجدنا صعوبة أن نكون متحفزين بنسبة 100%، وهذا طبيعي”.
سحب المدرب بنزيمة بعد نحو ساعة على بداية اللقاء عندما كان فريقه متقدما 2-1، بحثا عن إراحته قبل مواجهة تشيلسي.
خسر ريال المباراة في نهاية المطاف، فيما كان أفضل لاعب في العالم للموسم الماضي يتابع من مقاعد البدلاء.
وأقر أنشيلوتي بعد المباراة، مستحضرا مجددا السخان “تقلصت حرارة السخان نوعا ما اليوم”، خاتما حديثه “لكن الأربعاء سنكون بسرعتنا القصوى”.
بنزيمة يصل إلى ذروته مع ريال مدريد قبل مواجهة تشيلسي
الوسوم