تعززت المكتبة المغربية مؤخرا بإصدار جديد للكاتب والشاعر حسن إبراهيمي تحت عنوان «جراح وطن»، وهو كتاب يندرج ضمن مشروع المساهمة في التعريف بالكتابة الشذرية.
تضمن هذا الكتاب، حسب تصريح للأستاذ حسن إبراهيمي، «شذرات أدبية ورد فيها السرد بمقوماته الحديثة، كما وردت الشعرية به بمقوماتها الحديثة أيضا بناء على مستجداتها».. كما أن هذه الشذرات، يضيف الكاتب في اتصال أجرته معه بيان اليوم، «جاءت في قوالب فنية يتسم فيها الإبداع بوعي بأهمية القارئ من منطق اعتباره مكونا هيكليا داخل النص، لذلك جاءت هذه الشذرات من منطلق أهمية القارئ، والعمل على دفعه لتمثل مستجدات الإبداع بالتركيز على التجريب، والثورة على القوالب الفنية التقليدية المتجاوزة..»
وبخصوص مضامين هذه الشذرات، التي يطبعها التأمل الفلسفي، فإنها تتسم بالتنوع والتعدد، حيث صيغت، يؤكد الكاتب، «على أساس الرجوع لبعض مكونات ثقافتنا الأمازيغية والعربية العامية المغربية، وكذلك بالرجوع إلى بعض مقومات نصوص فصيحة، بمعنى أن المعجم الموظف ضمن هذه الشذرات جاء سهلا متاحا لكل أنواع القراء، ذلك أن بعض المصطلحات الموظفة ضمن هذه الشذرات متداولة في اللغتين الأمازيغية والعربية العامية المغربية، كما أنها متداولة في اللغة العربية الفصحى في نفس الوقت، كل ذلك من أجل تقريب معاني هذه الشذرات للقراء» .
بمعنى، يوضح الكاتب، أنها «راهنت على توظيف المشترك الثقافي في سياق تطوره التاريخي ضمن إطار الوعي بأهمية قيم أمازيغية وعربية تسعى لبناء الإنسان على أساس بناء الهوية والشخصية الوطنيتين» .
لذلك فالوطن، كما جاء في العنوان، «يكتسي أهمية بالمساهمة، اتكاء على الابداع، في بناء وعي جديد يمكن المواطنين من الانخراط في بناء مشروع مجتمع حداثي مبني على تعاقد مجتمعي على أساس تعزيز مكتسبات العلم ومستجداته ببلداننا العربية، وهي مكتسبات تؤسس للانخراط في مجتمع الحداثة، وقيم العقلانية والتنوير».
من هذا المنطلق، يضيف المتحدث، جاءت مجموعة من الشذرات «متضمنة خطورة بعض الظواهر التي تفرزها بعض العلاقات بمجتمعاتنا العربية، منها ظاهرة العنف، التي يغديها التخلف، وانتشار الأمية، والجهل، والتقاليد الفاسدة، التي تمنع مجتمعاتنا من الانتقال من طور التخلف إلى طور التقدم» .
إضافة لذلك، فالكتاب رصد ظواهر أخرى من بينها ظاهرة الهيمنة الذكورية، وإعادة إنتاج التمييز بين الناس على أساس العرق، أو الجنس، أو اللون، أو اللغة، أو غيرها.. لذلك جاءت بعض الشذرات من أجل التحسيس بخطورة التشدد الديني، ونبذ العنف، والدعوة للمساواة بين الجنسين.. .
وعلى مستوى الجانب الفني في كتابة هذه الشذرات، يقول الكاتب حسن إبراهيمي: «لقد جاء الكتاب متضمنا رؤى وعوالم امتزج فيها التاريخ بالمتخيل، ضمن إطار قوالب فنية أطرها التناص، التكثيف، الانزياح، المجاز، المفارقة، الحذف، وغيرها من الوسائل الفنية التي أستهدف منها دفع القراء لتحقيق الدهشة، ودفع التوتر عندهم إلى أقصاه خدمة لاستراتيجية التأويل» .
وتضمن الكتاب أيضا العديد من المفاجئات التي تحقق المتعة والفائدة للقراء…