وزارة الفلاحة تتغاضى عن نفوق آلاف رؤوس المواشي والدواب جراء الزلزال

خلف الزلزال الذي ضرب المغرب في الثامن من شتنبر الجاري، آلاف البهائم والماشية والدواب النافقة تحت الأنقاض والركام على مستوى إقليمي الحوز وتارودانت، التي لا زالت روائح “جيفها” تزكم الأنوف، تاركا بعضا من “كسيبة” سكان القرى المنكوبة بدون كلأ أو أعلاف، حيث حصدت هذه الفاجعة كل شيء ولم تترك وراءها إلا الركام والأطلال وعددا من الناجين من السكان وقليلا من “كسيبتهم” التي لم تكن داخل الحضائر لحظة الهزة الأرضية.

وفي الوقت الذي تفاعلت فيه كل الوزارات الوصية مع ما يعنيها في علاقته بالفاجعة، التي تفاعل معها الجميع من مواطنين ومسؤولين، كل حسب اختصاصه وإمكانياته، تخلفت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تاركة “الجيف” تحت الأنقاض بروائحها الكريهة، وما تشكله من خطورة على السكان، غير مبالية بصحة وسلامة وتغذية ما نجا من هذه البهائم والماشية والدواب.
ولم تقدم وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات حتى الساعة أي إحصائيات أو أرقام عن عدد الماشية والدواب التي نفقت تحت الأنقاض أو تلك الناجية التي تواجه المصير ذاته (النفوق) بسبب غياب الأعلاف وقلة الكلأ بسبب الجفاف.
وعاينت بعثة بيان اليوم إلى مختلف القرى المنكوبة العديد من الدواب والماشية النافقة بجانب الأنقاض، إضافة إلى روائح كريهة تزكم الأنوف تنبعث من تحت الأنقاض أكد ضحايا الزلزال الناجون أن لجيف “كسيبتهم” ودوابهم التي نفقت تحت الأنقاض.

ماشية وماعز داخل حضيرة في حاجة للأعلاف

وفوق أنقاض منزل تفوح من تحتها روائح كريهة جدا، بقرية آيت سليمان بإقليم تارودانت، أكد أحد الناجين الذي توفي ستة من أفراد عائلته، في حديثه مع بيان اليوم، أنه فقد خمسين رأسا من الماعز إلى جانب دابته تحت الأنقاض، مبرزا أنها كانت كل ما يكسب ويعيش على عائداته قبل الزلزال.
وتابع المتحدث نفسه: “لم يتبقى لنا أي شيء نعيش عليه، لم يتبق هناك الأركان واللوز بسبب الجفاف، واليوم خسرنا ما كان قد تبقى لنا، لم يعد لنا أي شيء، خسرنا كل شيء، سنحاول فيما بعد إخراج هذه الجيف، لأن الروائح المنبعثة تصل إلى الخيم وتضرنا كثيرا”.
وعبر جل الضحايا الناجين في حديثهم مع بيان اليوم عن استنكارهم لترك “الجيف” تحت الأنقاض رغم ما تشكله من أخطار على الصحة والبيئة، مستهجنين اللامبالاة تجاه ما نفق من كسيبتهم وأيضا ما نجا منها.
وأكد المتحدثون أنفسهم على أنهم لا يجدون ما يقدمونه لما تبقى من كسيبتهم ودوابهم، موضحين أن ما كان يملكون ذهب تحت الأنقاض، مطالبين باستخراج الجيف من تحت الأنقاض ومساعدتهم لتوفير العلف والكلأ لما تبقى لهم.
في سياق متصل بادر عدد من المواطنين في إطار المبادرات التضامنية التي ميزت الشعب المغربي مع ضحايا الزلزال والقرى المنكوبة، إلى تقديم مساعدات إلى المنكوبين عبارة عن عدد من رؤوس الماعز والماشية وأيضا بعضا من الدواب، اعتبارا لكونها من أساسيات الحياة والعيش بهذه المناطق.

عنزة نافقة متروكة فوق الأنقاض

هذا وكانت الحكومة قد خصصت غلافا ماليا بقيمة 10 ملايير درهم لدعم الفلاحين في مواجهة الجفاف وارتفاع تكلفة الأعلاف. وسبق لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أن أعلن عن ذلك  يوم الاثنين 5 ماي 2023، خلال رده على أسئلة شفوية بالبرلمان،  مشيرا إلى أن هذه العملية خصص لها غلاف مالي بقيمة 10 ملايير درهم.  وتشمل هذه الإجراءات برنامجا لدعم تربية المواشي، خصصت منه 5 ملايير درهم تهم خصوصا الأعلاف بكمية كافية وتوزع بطريقة جديدة.
ولم تكن هذه المرة لدعم الفلاحين في الظروف الطارئة، كالجفاف وموجة البرد، المرة الأولى، بل سبقها برنامج أخر في سنة 2018، حيث، قامت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بإطلاق برنامج لدعم تغذية المواشي من خلال تموين مربي الماشية بالشعير المدعم، وذلك لمواجهة موجة البرد والثلوج التي مست مجموعة من الأقاليم.
هذا ويشار إلى أن الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز خلف حوالي 3000 من الضحايا وأكثر من 2500 جريحا، بالإضافة إلى خسائر مادية أخرى تتمثل في انهيار المباني السكنية وتضرر بنايات أخرى ونفوق عدد مهم من رؤوس الماشية.

 < عبد الصمد ادنيدن
>تصوير: عقيل مكاو

Top