“الله دايم”.. شفاء بالموسيقى على الطريقة الحمدوشية

ألهبت الطريقة الحمدوشية، حواس الجمهور الذي كان متواجدا مساء أول أمس الاثنين 27 ماي بحديقة جنان السبيل، في إطار فعاليات الدورة 27 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة.
شيء من السحر كان منبعثا من خشبة المسرح، الأصوات، العزف والرقصات.. وكأن تلك الموسيقى كانت شفاء للحاضرين. في تلك الناحية، امرأة تبكي في خشوع تام، وأخرى تضع يدها على قلبها، وآخر يرقص واقفا محركا رأسه يمينا وشمالا.. كانت لقطات تفاعل الجمهور في هاته الليلة وكأنها مشاهد سينمائية.
لم تفوت جريدة بيان اليوم، الفرصة للحديث مع نور الدين بنونة، مقدم الطائفة الحمدوشية بفاس، ليقربنا أكثر من سحر الأجواء التي تقدمها الطريقة الحمدوشية فوق المسرح، حيث قال: “هاته أول سنة نشارك في مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، والحمد لله المهرجان ناجح، وكذلك الجمهور الذي تفاعل بشكل إيجابي مع ما قدمناه فوق الخشبة، لأن الطريقة الحمدوشية لم تكن معروفة قبل، حاليا الناس يعرفونها ويحبون ما نقدمه. أعجبتنا أجواء الليلة لأن الجمهور كان متحمسا جدا”.
كما أوضح بنونة بأن ما يقدمونه هو متوارث أبا عن جد “أبي كان ينتمي للطائفة الحمدوشية، وحينما توفي، أصبحت “معلم” عام 1984. الطائفة الحمدوشية عاشت معي في جميع مراحل حياتي، في العقيقة والختان والزواج.. ومعظم من معنا في الفرقة عاشوا مع “حمادشة” إذ فتحوا أعينهم على آبائهم أو أجدادهم المنتمين إلى الفرقة”.
بالنسبة لبنونة، فيكفي أن تقول يا رب، وهو سيستجيب وييسر أمرك لكل ما هو خير. وأما عن إحساسه وهو فوق الخشبة، فقد قال: حينما أكون فوق المسرح أكون سابحا في ملكوت النغم، لا أتذكر أبي أو أمي أو إخوتي.. “هذا ما يسمى بـ”الحال بالنية”. “تحمدوشييت” صعبة جدا، وميزانها أصعب، ويمكن أن يكون أقرب الناس إليك واقفا بقربك دون أن تنتبه إليه. تشرع الفرقة في الانغماس في لحظات حميمة محضة وهي تردد “الله دايم.. الله دايم..”.
بالنسبة للآلات، تستعمل الطائفة الحمدوشية في الفرقة ما يسمى بـ”الدعدوع” و”الطعريجة” و”الكنبري”.. ومع تمازج هاته الآلات والرقصات.. تصبح موسيقى الطائفة الحمدوشية أقرب إلى موسيقى كناوة. اختتم بنونة حديثه بالقول: “الموسيقى الحمدوشية فيها شيء من الشفاء، يجب أن تعطي نيتك ثم تطلب من الله ما تشاء وسيحققه لك”.
يشار إلى أن الدورة 27 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، قد انطلقت يوم الجمعة الماضي في حفل افتتاح بهيج حمل عنوان “زرياب أو الوتر الخامس”، وقد عرف مشاركة مجموعة من الفنانين من دول مختلفة، في عروض تعمقت أكثر في سحر الموسيقى الأندلسية.

مبعوثا بيان اليوم إلى فاس
متابعة: سارة صبري
تصوير: طه ياسين شامي

Top