فاز المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم على نظيره ليسوتو بنتيجة هدف للاشيء، في المباراة التي جمعت بينهما، أول أمس الاثنين، على أرضية الملعب الكبير بأكادير، لحساب الجولة الثانية من إقصائيات المجموعة الثانية لكأس إفريقيا للأمم المغرب 2025.
وسجل الهدف الوحيد في اللقاء اللاعب إبراهيم دياز في الدقيقة الثالثة من الوقت الإضافي للمباراة.
وأقدم الناخب الوطني، على إحداث تغييرات كثيرة في تشكيلة المنتخب مقارنة بالتي بدأ بها المباراة السابقة والتي عرفت فوز الأسود على منتخب الغابون(4-1).
ولم يحتفظ الركراكي إلا بأشرف حكيمي ونايف أكرد، فيما اعتمد على الوافد الجديد آدم أزنو في الرواق الأيسر، وتيرغالين في وسط الدفاع، وأمير ريتشادسون إلى جانب عز الدين أوناحي في الوسط، كما وضع الثقة في الثلاثي الهجومي المشكل من أمين عدلي وأخوماش والكعبي.
وراهن الركراكي من خلال التغييرات التي أدخلها في التشكيلة التي بدأ بها المباراة على محاولة إيجاد التوليفة المناسبة داخل النخبة الوطنية لخلق التوازن المطلوب بين كتلتي الدفاع والهجوم، وهو ما نجح في جزء كبير منه خلال المباراة التي هيمن أسود الأطلس على كل مجرياتها.
وانطلقت المباراة بضغط قوي من الأسود، رغم قلة المحاولات بسبب التكتل الدفاعي الكبير لمنتخب ليسوتو، وكانت أول محاولة جادة للتهديف في الدقيقة 14 بعد مجهود فردي رائع قام به آدم أزنو، في أول مباراة رسمية له مع المنتخب الوطني، حيث توغل في مربع عمليات منتخب ليسوتو، متجاوزا مدافعين، غير أنه فشل في ترجمتها إلى هدف.
وعلى الرغم من تكتل دفاع منتخب ليسوتو واستماتته في الضغط على حامل الكرة، إلا أن محاولات العناصر الوطنية لفك شفرة الدفاع والوصول إلى المرمى تواصلت لكن بدون نتيجة، ليعلن حكم المباراة عن نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي (0-0).
وانطلقت الجولة الثانية بنفس الطريقة التي انتهت بها الأولى، مع ضغط هجومي وصعوبة في الوصول للمرمى رغم محاولات الاختراق عبر الأجنحة، مقابل دفاع متأخر منتخب ليسوتو.
لكن الدقائق الأولى من الشوط الثاني شهدت خروج منتخب ليسوتو من مناطقه في محاولة لمباغتة المنتخب الوطني، لكن سرعان ما عاد إلى أسلوبه بغلق جميع المنافذ نحو مرماه والاكتفاء بمراقبة الكرة في انتظار اقتناص هجمة مرتدة.
وأمام الصعوبات الكبيرة التي واجهها المنتخب الوطني، بادر الناخب الوطني إلى إجراء 4 تغييرات دفعة واحدة في محاولة لتنشيط الخط الهجومي، ودفع بزياش مكان ريتشاردسون، ودياز مكان أخوماش، والنصيري مكان الكعبي، والزلزولي مكان عدلي.
وساهمت هذه التغييرات في رفع نسق المباراة، وكثفت من مناورات العناصر الوطنية داخل مربع عمليات ليسوتو كان أخطرها رأسية الزلزولي من الجهة اليمنى بعد ضربة ركنية انبرى لتسديدها العميد حكيم زياش.
وكثف أسود الأطلس هجماتهم على دفاع منتخب ليسوتو وحاولو التسجيل في أكثر من مناسبة، لكن الجدار الدفاعي الذي وضعه الفريق الخصم ظل صامدا.
ولم تستسلم العناصر الوطنية وآمنت بقدرتها على تغيير النتيجة إلى آخر لحظات اللقاء، وهو ما تأتى لها في حدود الدقيقة الثالثة من الوقت الإضافي، بعد جملة تكتيكية محكمة بدأها زياش بتمريرة في معترك العمليات، استقبلها النصيري بصدره وهيأها لبراهيم دياز الذي تلاعب بدفاع ليسوتو وسدد كرة زاحفة على يمين الحارس معلنا هدف الفوز للمنتخب الوطني.
وكان المنتخب الوطني المغربي قد تمكن من الانتصار بأربعة أهداف لهدف على الغابون، في المباراة التي جرت أطوارها الجمعة الماضي، على أرضية ملعب أدرار بأكادير، لحساب الجولة الأولى من تصفيات كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025.
ورفع المنتخب الوطني المغربي رصيده إلى 6 نقاط في صدارة المجموعة الثانية، متبوعا بإفريقيا الوسطى بالرصيد ذاته، فيما يتواجد كلا من ليسوتو والغابون في المركزين الثالث والرابع على التوالي، برصيد خال من النقاط، علما أن رفاق ابراهيم دياز، مؤهلين سلفا للعرس الإفريقي، بحكم احتضان المغرب للمنافسة، على أن يتأهل منتخب آخر رفقته عن هذه المجموعة.
الركراكي: أنا معجب بأداء أزنو..
قال الناخب الوطني وليد الركراكي، إن “مباراة اليوم أمام منتخب ليسوتو كانت صعبة وسنواجه مثل هذه الفرق في كأس إفريقيا”.
وأضاف الركراكي ، في الندوة الصحفية التي أعقب نهاية المباراة التي جمعت منتخب “أسود الأطلس” ضد منتخب ليسوتو، “قررت أنا والطاقم التقني بتغيير تشكيلة الفريق في مباراة اليوم لمنح الفرصة للاعبين آخرين لإبراز قدراتهم.. والخطأ الذي ارتكبناه هو إجراء تغييرات عديد في مباراة الغابون وليسوتو وهذا أمر ليس سهلا. وليس مبررا لهذه النتيجة التي حصلنا عليها”.
وأوضح أنه “في الشوط الأول كنا متقدمين في المباراة لكن في الشوط الثاني واجهنا منتخبا منظما صعّب علينا إنهاء العمليات الهجومية لأنه لعب بدفاع متأخر، فعلا اننا كنا سيطرنا لكن لم نكن بنجاعة المطلوبة، الأمر الذي جعلنا نقحم لاعبين لهم تجربة ومكننا من تسجيل الهدف في الدقائق الأخير”، مشيرا إلى أن “هذه المباراة تنضاف للمباريات التي نتعلم منها الأخطاء وستضيف الشيء الكثير للاعبين”.
وشدد الركراكي، أن “مايهم الآن هو نتيجة الفوز والروح العالية التي أبان عنها جل اللاعبين داخل المباراة، قدموا ما كانوا منتظرا منهم بتسجيل هدف الفوز”.
وتابع الركراكي، أن “اختياري للتشكيلة المنتخب أمام ليسوتو لم تكن اعتباطيا بل كان الهدف منها معرفة جميع المشاكل وكان تحديا بيني وبين اللاعبين لإظهار قدراتهم ورغم ذلك فهؤلاء اللاعبين سيحتكون مع مثل هذه مثل هذه المباريات ليكونوا في المستوى المطلوب في المستقبل”.
وقال وليد الركراكي، “إن كثيرا من الأمور لم ترقني خصوصا في الشوط الأول بمباراة المنتخب الوطني أمام ليسوتو، حيث كنت أنتظر من عدد من اللاعبين تقديم أفضل ما لديهم خلال المباراة خصوصا على مستوى الأهداف”.
واعتبر الركراكي “مايهم هو النتيجة طبعا ولكن يجب أن نمنح الفرصة للجيل القادم من اللاعبين داخل المنتخب، وهو ما سعينا إليه في مباراة اليوم من خلال إقحام لاعبين جدد في تشكيلة اليوم”، مشدد على أن “مباراة اليوم كانت فرصة لتجريبهم ولايمكن الإنتظار أكثر لاكتشافهم لذلك قررنا منهحم الفرصة في هذه المباراة”.
وختم الناخب الوطني حديثه قائلا، “ما أسعدني في المباراة هو تألق اللاعب أزنو رغم صغر سنه وعدم احتكاكه بشكل كبير مع زملائه، حيث قدم مباراة كبيرة وهو مكسب لمستقبل المنتخب الوطني وعلينا عدم السماح فيه”.
- القسم الرياضي
- تصوير: عزيز الصالحي