جمهورية الكونغو الديمقراطية تتوصل بالدفعات الأولى من اللقاح ضد جدري القردة

توصلت جمهورية الكونغو الديموقراطية، بؤرة وباء جدري القردة، أول أمس الثلاثاء، بدفعة جديدة من لقاحات جدري القردة بكميات محدودة (50 ألف جرعة) تبرعت بها الولايات المتحدة وتسلمتها كينشاسا الثلاثاء بعد 200 ألف جرعة من الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي.
وأعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى جمهورية الكونغو لوسي تاملين في رسالة على منصة اكس أن “التبرع بخمسين ألف جرعة لقاح لجدري القردة أرسلت من الولايات المتحدة وصلت اليوم إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية”.
وتضمنت هذه الشحنة أيضا 15 ألف جرعة بتمويل من التحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي).
وأرسل الاتحاد الأوروبي الذي سلم أول هبة لقاحات إلى جمهورية الكونغو الخميس، ما مجموعه 200 ألف جرعة منذ الأسبوع الماضي.
وكانت المفوضية الأوروبية، قد أعلنت أن هذه اللقاحات هي جزء من إجمالي 215 ألف جرعة لقاح حصلت عليها هيئة التأهب والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية التابعة للمفوضية الأوروبية وتعهدت بإرسالها إلى البلدان المتضررة من وباء جدري القردة في إفريقيا.
من جهة أخرى، أشارت إلى أنه سيتم تسليم 351 ألف و 500 جرعة إضافية قادمة من فرنسا وألمانيا وإسبانيا ومالطا والبرتغال ولوكسمبورغ وكرواتيا والنمسا وبولندا، وربما من بلدان أخرى أعضاء، إلى وكالة الصحة المستقلة التابعة للاتحاد الإفريقي (Africa CDC) بهدف توزيعها على البلدان المتضررة.
وحسب بيان صحفي للمفوضية الأوروبية، فإن إجمالي عدد جرعات اللقاح المقدمة من طرف “فريق أوروبا” يصل إلى ما لا يقل عن 566 ألف و500 جرعة.
وفي هذا الصدد، نقل البيان عن المفوضة المعنية بالصحة وسلامة الأغذية، ستيلا كيرياكيدس، قولها: “نعي جيدا، في أعقاب جائحة كوفيد-19، أنه لا يمكننا مكافحة التهديدات الصحية مثل فيروس جدري القردة، إلا من خلال العمل المشترك والبرهنة على تضامن عالمي عابر للحدود”. ومن المنتظر أن تبدأ جمهورية الكونغو الديموقراطية حملة التطعيم الشهر المقبل.
وتعتبر الدولة الواقعة في وسط إفريقيا الأكثر تضررا من الفيروس في العالم ولديها الآن 265 ألف جرعة لقاح صنعها المختبر الدنماركي بافاريان نورديك.
جدير بالذكر أن دفعات الجرعات التي توصلت بها جمهورية الكونغو الديمقراطية لحد الآن ليست سوى جزء بسيط من 3 ملايين جرعة قالت السلطات إنها ضرورية لإنهاء تفشي جدري القردة في الكونغو، بؤرة حالة الطوارئ الصحية العالمية. وتعهدت دول الاتحاد الأوروبي بالتبرع بأكثر من 500 ألف أخرى، لكن الجدول الزمني لتسليمها يظل غير واضح.

600 مليون دولار لمواجهة الوباء

وكانت المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية قد دشنت، يوم الجمعة الماضي، خطة استجابة على مستوى القارة لتفشي جدري القردة، بعد ثلاثة أسابيع من إعلان منظمة الصحة العالمية أن تفشي المرض في 12 دولة إفريقية يمثل حالة طوارئ عالمية.
وتبلغ الموازنة التقديرية للخطة التي تستمر ستة أشهر حوالي 600 مليون دولار، مع تخصيص 55% منها للاستجابة لتفشي جدري القردة في 14 دولة، وتعزيز الاستعداد في 15 دولة أخرى، في حين يتم توجيه 45% نحو الدعم التشغيلي والفني من خلال شركاء، حسب ماصرح به المدير العام لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، جان كاسيا، للصحفيين.
وقال كاسيا إن الخطة ترتكز على المراقبة والاختبارات المعملية والمشاركة المجتمعية، مؤكدا أن اللقاحات ليست كافية لمكافحة تفشي المرض.
وأعلنت المنظمة أنه منذ بداية عام 2024، ظهرت 5549 حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة في أنحاء القارة، و643 حالة وفاة مرتبطة بها، في تصاعد حاد للإصابات والوفيات مقارنة بالسنوات السابقة. وشكلت الحالات في الكونغو 91% من العدد الإجمالي.
وظهرت معظم حالات الإصابة بجدري القرود في الكونغو وبوروندي، ثاني أكثر الدول تضررا، بين الأطفال دون سن الـ15 عاما.
وتم الإعلان عن الخطة بعد يوم من وصول الدفعة الأولى من لقاحات جدري القردة إلى عاصمة الكونغو، بؤرة تفشي المرض.
وكان كاسيا قد قال الخميس: “هذه اللقاحات حيوية لحماية العاملين في مجال الصحة والسكان الضعاف، وفي الحد من انتشار مرض جدري القردة”.

في حاجة إلى التطعيم وأشياء أخرى

وقال إيمانويل لامبير، ممثل منظمة أطباء بلا حدود في الكونغو، إن التطعيم هو أداة إضافية، وإن التدابير الصحية الأساسية لا تزال ضرورية لمكافحة تفشي المرض، ومن الواضح أن هناك تحديات تواجه ذلك في مناطق عديدة من الكونغو.
وأصدرت الكونغو موافقة عاجلة على اللقاح، الذي تم استخدامه بالفعل في أوروبا والولايات المتحدة في البالغين. وقال كاسيا إن الطرح في الوقت الحالي سيكون مخصصا للبالغين، مع إعطاء الأولوية للفئات المستهدفة، وهي من كانوا على اتصال وثيق بمصابين والعاملين في مجال الجنس.
وصرح لوران موشيل، مدير عام وكالة الأدوية الأوروبية بأن الوكالة تفحص بيانات إضافية لتتمكن من إعطائه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما، وهو ما قد يتم في نهاية الشهر المقبل.
وأضاف للصحفيين يوم الجمعة: “ليس لدينا كل الأجوبة. نحن نتعلم بالممارسة. سنقوم بتكييف الاستراتيجية اعتمادا على تأثير حملة التطعيم”.

                                                                                         ***

ولاية بجنوب موريتانيا تفرض فحص جدري القردة على الوافدين من البلدان المجاورة

أعلنت ولاية بجنوب موريتانيا عن عزمها فرض فحص جدري القردة على العابرين إليها من البلدان المجاورة، وذلك وفق السلطات المحلية.
ونقلت مصادر إعلامية موريتانية عن والي ولاية كيدي ماغه (جنوب البلاد بالمحاذاة مع نهر السنغال)، قوله إن الجهات الصحية في الولاية «ستفرض إجراء فحوص الكشف عن جدري القردة في المناطق الحدودية، خصوصا للقادمين من الدول الإفريقية المجاورة».
وشدد الوالي، أحمد ولد محمد محمود ولد الديه، وفق ذات المصادر، خلال اجتماع للجنة الجهوية للطوارئ خصص لمناقشة الإجراءات الضرورية للتعامل مع العابرين إلى الولاية من الدول المجاورة، على ضرورة «بذل كل الجهود لتفادي عبور المرض إلى البلاد» بعد انتشاره في أفريقيا.
وقال هذا المسؤول إن «السلطات العليا بالبلاد تحث على أخذ كامل الحيطة والحذر».
تجدر الإشارة إلى أن موريتانيا قد أعلنت، مؤخرا، خلوها من أي حالة مرضية من جدري القرود الذي ظهر بعدد من بلدان العالم.
و «إمبوكس» المعروف بجدري القردة، هو مرض فيروسي ينتشر من الحيوانات إلى البشر ولكنه ينتقل أيضا بين البشر من خلال الاتصال الجسدي، ويتسبب في حمى وآلام عضلية وبثور جلدية.

Top