خلد الشعب المغربي ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير هذه السنة الذكرى 71 لاستشهاد الفدائي البطل علال بن عبد الله، والتي تجسد علامة وضاءة ومنعطفا مفصليا وحاسما في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال.
وتخليدا لهذه العملية الفدائية الجريئة، أحيت المندوبيـة السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير هذه الذكرى الغراء، يوم الأربعاء 11 شتنبر 2024، حيث وقف الوفد الرسمي أمام قبر الشهيد علال بن عبد الله بمقبرة الشهداء بالرباط بعد صلاة العصر للترحم على روحه الطاهرة وعلى أرواح شهداء ملحمة الحرية والاستقلال والوحدة الترابيـة، وفي طلعيتهم بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس، ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني.
واحتضن الفضاء الوطني للذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالرباط في نفس اليوم، ابتداء من الساعة الخامسة عصرا، مهرجانا خطابيا وندوة فكرية تخللتهما كلمات وشهادات استظهرت أمجاد وروائع الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال.
وفي كلمته بالمناسبة، أوضح مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن هذه العملية الاستشهادية ضاعفت من أشكال المواجهة مع الاحتلال الأجنبي بتأجيجها وإلهابها لمسلسل المقاومة التي توالت فصولها عبر عمليات نضالية رائدة لمنظمات وتشكيلات وخلايا الفداء التي كانت تستلهم قوتها من المواقف الشهمة للملك المجاهد جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، ويقينه وإيمانه الراسخ بحتمية انتصار إرادة العرش والشعب في تصديها المستميت للاستبداد الاستعماري.
وأضاف أن الشهيد علال بن عبد الله جسد من خلال عمليته الجريئة أوج الروح الوطنية الصادقة وذروة الوعي بالمسؤولية والتعلق بالثوابت والمقدسات العليا للأمة. فبالرغم من اختراق جسده الطاهر برصاص الغدر قبل أن يتمكن من طعن دمية وصنيعة المستعمر “محمد بن عرفة”، فقد حقق هدفا ساميا وبلغ رسالة عظيمة، والتحق بقافلة الشهداء الأبرار الذين سقوا بدمائهم الطاهرة الزكية شجرة الحرية والعزة والكرامة.
وقد حرص بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس في السنة الموالية أثناء الاحتفال بذكرى ثورة الملك والشعب، يضيف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إلا أن يشيد بالشهيد علال بن عبد الله حيث قال جلالته رضوان الله عليه: ”… إن قصة علال بن عبد الله قصة بسيطة ولكن مغزاها عظيم ومهم، يجب أن يبقى كدرس للوطنية الحقة، لقد كنا في كورسيكا واليوم يوم جمعة11شتنبر1953 وسمعنا تلك القنبلة التي زعزعت أركان الاستعمار، وما زادت تضحيات علال بن عبد الله في قلب جلالة الملك إلا إيمانا بقضية الوطن وثقة بالمغاربة”.
وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وهي تخلد هذه الذكرى المجيدة الطافحة بأعظم الدروس والعبر، والمفعمة بصور الاستشهاد والتضحية والفداء، لتستحضر بإجلال وإكبار أرواح شهداء الاستقلال والوحدة الذين استرخصوا أرواحهم في سبيل عزة الوطن وإعلاء رايته.
واعتبر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن تخليد هذه الذكرى الوطنية المجيدة، يعتبر وقفة للتأمل والتدبر وترسيخ الروح الوطنية الحقة ومواقف المواطنة الإيجابية والفاعلة والمسؤولة واستكمال بناء المجتمع الديمقراطي الحداثي والنهضوي.
وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على التعبئة المستمرة والتجند الموصول لسائر فئات وشرائح المجتمع والقوى الحية والشعب المغربي قاطبة وراء جلالة الملك محمد السادس من أجل الترافع على قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية، التي تعد بحق المنظار الذي يحدد من خلاله المغرب مسار علاقاته الخارجية، كما أكد ذلك جلالته في خطابه السامي بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب.
وسيرا على السنة المحمودة، جرت مراسم تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، عربون وفاء وبرور وعرفان بخدماتهم الجلى ومواقفهم الوطنية وتضحياتهم الجسام، متشبعين بالاعتزاز بالوطن وبالمثل العليا ومكارم الأخلاق في خوض غمار الكفاح الوطني والمقاومة من أجل تحرير البلاد وتحقيق وحدتها وسيادتها.
وفي أجواء الاعتزاز بالانتماء الوطني والهوية المغربية التي وسمت الاحتفاء برموز وأعلام المقاومة وجيش التحرير، أشرف السيد مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مع عدد من الشخصيات المدعوة على تسليم لوحات تقديرية للمكرمين والمحتفى بهم ولذوي حقوق المتوفين منهم.