افتتاح فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي للمسرح وفنون الخشبة بأكادير / فيتاس

شهدت قاعة سينما الصحراء الشهيرة بحي تالبورجت العتيد بمدينة أكادير، حفل انطلاق فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي للمسرح وفنون الخشبة (فيتاس) يوم السبت 28 شتنبر بأكادير، المنظم من طرف جمعية “يلاه للفن والمبادرة الثقافية”. وقال رئيس الجمعية ومدير المهرجان، حمزة السباعي، في تصريح خص به جريدة “بيان اليوم”، بأن الدورة السابعة تميزت بحضور المملكة العربية السعودية كضيفة شرف، وذلك في إطار التقارب مع بعض الدول والمدارس المسرحية.

                                                                                                           تقديم العرض الافتتاحي في ساحة تالبورجت العمومية

في هذا الإطار، تميز حفل الافتتاح بتكريم شخصية مسرحية دولية، وهو السعودي الأستاذ إبراهيم عسيري، الملقب بسندباد المسرح العربي. وذلك عرفانا وتقديرا لسائر مساره الثقافي والمسرحي ومنجزه الثري سواء على صعيد المملكة العربية السعودية أو على المستوى العربي.. كما تم تكريم الدكتور عمر حلي، الرئيس السابق لجامعة ابن زهر ومستشار المدير العام لمنظمة الإيسيسكو حاليا، اعترافا بالمجهودات التي قام بها في خدمة الثقافة والفنون في مدينة أكادير منذ سبعينيات القرن الماضي إلى اليوم.. أما الشخصية النسائية الوطنية التي تم تكريمها في حفل الافتتاح فهي الفنانة الممثلة فضيلة بنموسى، التي تعتبر بامتياز سيدة الخشبة والشاشة في الدراما المغربية مسرحيا وسينمائيا وتلفزيونيا…

لحظة تكريم الفنانة فضيلة بنموسى

                    لحظة تكريم الفنانة فضيلة بنموسى

في هذا الصدد قالت الممثلة فضيلة بنموسى في تصريح للجريدة: “أسعدني هذا التكريم كثيرا لأنه جاء في وقت أعيش فيه ظروفا صعبة، لكن اعتراف الشباب كان بمثابة دعم وتشجيع من جديد. وقد سبق لشباب المهرجان التواصل معي في دورات سابقة، لكن لم أكن أستطيع الحضور لأن ظروفي المهنية لم تكن مناسبة. إلا أنه في هاته الدورة، قررت الحضور لتشجيع هاته المبادرة الثقافية، خصوصا أن وراءها شباب طموح”.

لحظة تكريم الدكتور عمر حلي

لحظة تكريم الدكتور عمر حلي

من جهة أخرى، قال إبراهيم عسيري في حديثه مع “بيان اليوم”: “نشكر دولتنا على دعهما للمسرح والمسرحيين لسنوات طويلة، حتى أصبحت السعودية تشارك في مثل هاته المهرجانات. نشكر، أيضا، المملكة المغربية على كرمها واستضافتها لنا. نتطلع لتعاون أكبر ومشاركات في مهرجانات أخرى لأن المغرب يزخر بفعاليات مسرحية كثيرة، ونتمنى أن يكون التواجد السعودي دائما ومستمرا في مثل هاته الحركات”. قبل أن يضيف: “هناك دعم كبير من طرف دولتنا للمسرح، ونشاط كبير تقوم به هيئات الترفيه من ناحية استضافة عروض مسرحية عالمية ليطلع الشعب السعودي على أنواع مختلفة من المدارس المسرحية (…) كما أن اتجاه الدولة لتدريس المسرح، ونشره في المدارس الحكومية سيساعد على تحبيب الناشئة بالمسرح منذ الصغر”.

                                                                                                                                                                           لحظة تقديم الوفد السعودي ضيف شرف الدورة

كما تتميز الدورة السابعة من المهرجان، المنظمة من 28 شتنبر إلى غاية 2 أكتوبر، بعروض مسرحية ستشارك فيها فرق دولية ووطنية من المغرب، بلجيكا، فرنسا، إسبانيا، السعودية، ليتوانيا. كما عٌرف المهرجان منذ دورته الأولى بالدورات التكوينية المجانية، التي يستفيد منها شباب المدينة.
في هذا الصدد يقول مدير المهرجان حمزة السباعي: “تتسم برمجة المهرجان بالغنى والتنوع، فإلى جانب العروض المسرحية القادمة من مختلف الثقافات والآفاق، تتميز الدورة باللقاءات والورشات الاحترافية، لأنه يحضر بيننا في هذه الدورة، كما الدورات السابقة دائما، مدراء مهرجانات وبعض ممثلي المؤسسات الثقافية الدولية، في إطار خلق شراكات، والانفتاح على تجارب أخرى”. قبل أن يضيف: “جمعيتنا معروفة بنشاطها التكويني لفائدة الشباب على مدار السنة، ودأبت على القيام بزيارات وتكوينات متبادلة بيننا وبين دول العالم، في إطار الدبلوماسية الموازية والديبلوماسية الثقافية”.

جانب من الحضور

جانب من الحضور

هذا وعرف اليوم الأول، مباشرة بعد الافتتاح، عرض مسرحية “فرجة” لفرقة أوفير بويس من الرباط إخراج الفنان زهير أيت بنجدي، وتم تقديم هذا العرض الذي يندرج ضمن فنون ومسرح الشارع، في ساحة تالبورجت الشهيرة جوار سينما صحراء.. وفي اليوم التالي قدمت فرقة بلجيكية عرضها المسرحي الكوميدي “سجن الشرق كاريرا” بمسرح أودادن ببنسركاو. وفي مساء ذات اليوم أقيمت بقاعة سينما الصحراء ندوة هامة حول “راهن وآفاق المسرح الخليجي.. السعودية نموذجا”، أطرها الكاتب المسرحي والإعلامي المغربي الحسين الشعبي، وشارك فيها كل من الأستاذ نوح الجمعان، وهو مسرحي ومؤطر سعودي، الذي ركز على التحولات التي شهدها المسرح السعودي وآفاقه في ظل مشروع “السعودية رؤية 2020/ 2030″، والأستاذ مساعد الزهراني الذي تحدت عن مسار وتاريخ المسرح الجامعي في السعودية، والأستاذ محمد جميل مخرج العرض السعودي المشارك في المهرجان “السقوط من نص دافئ”، الذي تحدت عن عرضه المسرحي وتجربته الفنية منذ بداياته الأولى إلى اليوم…

                                                                                                                                 جانب من ندوة المسرح السعودي

كما أقيمت في ذلت الأمسية جلسة خاصة في إطار الماستر كلاس مع الممثل والمخرج والمنتج الفنان رشيد الوالي، والتي حضرها جمهور من الفنانين الشباب وتدخل فيها بعض النجوم المغاربة كالفنانة فضيلة بنموسى والفنان حسن ميكيات وأطر نقابية على رأسهم الدكتور مسعود بوحسين رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية..
وتتواصل أشغال المهرجان بتقديم المزيد من العروض المسرحية، وإقامة الورشات والزيارات، وندوة تقام اليوم في موضوع يتعلق بالصناعات الثقافية والإبداعية بالمغرب بمشاركة الأساتذة عز الدين بونيت، مسعود بوحسين، إلهام مراد، والحسين الشعبي.. وستقام أيضا موائد مستديرة وندوات موضوعاتية ووقفات اعتراف وعرفان اتجاه شخصيات بصمت الساحة الثقافية الأمازيغية بجهة سوس كالفنان عبد العزيز بوجعادة والفنانة وفاء أكيدي والفنان القيدوم عبد الرحيم أكزوم..
جدير بالذكر أن هاته الدورة تقام بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، المجلس الجماعي لأكادير، مجلس جهة سوس ماسة، مسرح محمد الخامس، وأيضا بتعاون مع ولاية جهة سوس ماسة.

مبعوثة بيان اليوم إلى أكادير: سارة صبري
تصوير: محمد أوبلا

Top