استقبل محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، مساء أول أمس الأربعاء، وفدا فلسطينيا رفيع المستوى يرأسه الوزير أحمد عساف المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني، وسفير دولة فلسطين لدى الرباط جمال الشوبكي.

وتباحث الطرفان في الاجتماع الذي احتضنه المقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية بالرباط، مستجدات الأحداث التي تعرفها فلسطين ولبنان، والانتهاكات المتواصلة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وأكد الطرفان على ضرورة رفع الجهود والمساعي لوقف انتهاكات الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني وآلة التقتيل والتدمير التي ينهجها الاحتلال بقطاع غزة في محاولة منه لإنهاء القضية عبر إبادة الشعب الفلسطيني وتدمير أرضه.

وتوقف الجانبان في الاجتماع عند الانتهاكات الصارخة للاحتلال والمباركة الدولية لجرائمه، وكذا توسيع رقعة الصراع لتشمل الشعب اللبناني، في سياق عنترية واستعلائه على القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

في هذا السياق، جدد محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية الذي كان مرفوقا بوفد من عضوات وأعضاء المكتب السياسي، إدانته للانتهاكات والجرائم التي يقترفها جيش الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، سواء من خلال حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة، أو على مستوى الانتهاكات المتواصلة ومسلسل الاستيطان الذي ينهجه بالضفة الغربية.

كما عبر بنعبد الله عن إدانته للتحركات الأخيرة والانتهاكات التي طالت لبنان والعاصمة بيروت وقرى وبلدات الجنوب، والشروع في تحرك بري، مشيرا إلى أن هذا الأمر يكشف عن عنجهية الاحتلال وعن تغوله ولامبالاته بالقوانين الدولية وبالمنتظم الدولي، معتبرا الأمر توجها خطيرا وانتكاسة للقانون الدولي والأعراف الدولية.

وجدد بنعبد الله تأكيده على أن حزب التقدم والاشتراكية يظل منخرطا في مختلف المبادرات المدنية انطلاقا من دوره، سواء من خلال الدفاع عن القضية أو من خلال المشاركة في مختلف الفعاليات والتظاهرات الرامية إلى الدفاع عن الشعب الفلسطيني وإدانة السلوكات والجرائم الهمجية التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

من جانبه، استعرض الوزير أحمد عساف المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني الذي كان مرفوقا بسفير دولة فلسطين، جمال الشوبكي ووفد عن الإعلام الرسمي الفلسطيني يتكون من محمد خليل خطاب، مدير عام الأخبار في تلفزيون فلسطين، وعايد عويمر، مدير عام إذاعة صوت فلسطين، ومحمد أبو الهيجاء رئيس تحرير جريدة الحياة الجديدة، ومهند جدوع مدير عام التحرير في وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا، ومحمد خضر مدير مكتب الوزير المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني، (استعرض) الأوضاع التي تعرفها فلسطين على مستوى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس وباقي المناطق المحتلة.

وقال عساف إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول فرض روايته، وأن الحرب الدائر اليوم مختلفة عن سابقاتها لكونها تنبني على حرب الرواية وترويج المعطيات والمعلومات، والتي يحاول فيها الاحتلال ترويج المغالطات وقلب الحقائق لصالحه.

ودعا عساف إلى التعاون وتكثيف الجهود من أجل مواجهة هذا التوجه الذي اعتبره خطيرا، مؤكدا على أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بمجازر لا يتصورها العقل في قطاع غزة، وأيضا بحق الأسرى داخل السجون، في ظل صمت دولي رهيب عن هذه الجرائم التي ارتفعت حدتها بشكل يفوق الوصف.

وكشف الوزير الفلسطيني أن نوايا الاحتلال تظهر للعيان من خلال جرائمه وهي دفع الشعب الفلسطيني للاستسلام ومغادرة أرضه، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني لن يكرر خطأ 1948 ولن ينسحب من أرضه، وأن الفلسطينيين سيظلون في أرضهم ولن رحلوا عن فلسطين إلا إلى فلسطين، مشددا على أن الإيمان يتعاظم لدى الشعب الفلسطيني بالنصر.

ولفت عساف إلى أن ما يقع بفلسطين من جرائم غير مسبوق ويفوق التصور والعقل، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يقابل هذه الجرائم بالصمود والإصرار على البقاء في أرضه، وانه شعب يحب الحياة والحرية وسيصمد حتى تحقيق النصر.

إلى ذلك، نوه المسؤول الفلسطيني بالمبادرات والاحتضان الشعبي والرسمي للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن المغرب من البلدان التي يلمس الفلسطينيون دعمهم واحتضناهم سواء من خلال المواقف، أو الحشد الشعبي والتظاهرات المستمرة بمختلف مدن المغرب لنصر القضية الفلسطينية.

بدوره أكد جمال الشوبكي سفير دولة فلسطين لدى الرباط أن المغرب من طليعة البلدان التي احتضنت القضية الفلسطينية شعبيا ورسميا من خلال مظاهر الدفاع عن القضية وحضورها في وجدان وقلوب المغاربة.

وقال جمال الشوبكي إن المغرب والمغاربة كانوا دائما متشبثين بقضية فلسطين وبرموزها، ومدافعين عنها ومتملكين لها، مشيرا إلى أن مواقف حزب التقدم والاشتراكية المتواصلة تكشف عن مدى تعلق المغرب بمختلف هيئاته وأطيافه بالقضية الفلسطينية.

وتابع الشوبكي “حزب التقدم والاشتراكية والمغاربة على طريق فلسطين منذ عقود”، موضحا أن كل ما يجري من حراك في الشارع المغربي وداخل الشعب المغربي نجد حزب التقدم والاشتراكية في طليعة المشاركين والمنخرطين، منوها بهذه الدينامية التي تبرز كل يوم في شوارع مختلف المدن والأقاليم المغربية التي تناصر القضية الفلسطينية.

يشار إلى أن اللقاء انطلق بالترحم على الشهداء الفلسطينيين، ضحايا الحرب والعدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، بالإضافة إلى تجديد التضامن اللامشروط مع الشعب الفلسطيني في مقاومته المشروعة للاحتلال وكذا مع الشعب اللبناني الذي يتعرض بدوره لعدوان الاحتلال.

كما يشار إلى أن اللقاء خلص إلى مواصلة الجهود والمساعي للتباحث في سبل تطوير التعاون بين مؤسسات الإعلام الفلسطيني الرسمي وصحافة حزب التقدم والاشتراكية وهيئاته المكلفة بالإعلام والتواصل، إضافة إلى تدارس إمكانيات اتخاذ مبادرات تواصلية مشتركة نصرة لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل التحرر والانعتاق وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

محمد توفيق أمزيان

تصوير: رضوان موسى