طلبة الطب يقاطعون الامتحانات ويحتجون أمام البرلمان والوسيط يتدخل من جديد

في تصعيد جديد، خاض مئات الطلبة من شعبة الطب من مختلف كليات الطب والصيدلة بالمغرب احتجاجات حاشدة بالعاصمة الرباط، أول أمس السبت، في مسيرة وطنية تحت شعار “شباب المغرب وأطره من أجل وضع صحي وحقوقي أفضل” تمركزت قبالة مبنى البرلمان.
ورفع الطلبة المحتجون شعارات مناوئة للوزراة الوصية، احتجاجا على استمرار رفض مطالبهم ووصول الأزمة إلى الباب المسدود، بعدما أعلنت الوزارة عن جدولة الامتحانات من جديد في دورة استثنائية، بالرغم من عدم الوصول إلى حل للملف.
وقرر طلبة الطب مقاطعة الامتحانات التي بدأت يوم الجمعة الماضي، مؤكدين أنهم غير معنيين بها في ظل استمرار صم الآذان عن مطالبهم ومتابعة 28 منهم أمام المحاكم، معتبرين ذلك تطورا خطيرا في الملف وفي تعامل الوزارة مع مطالبهم “العادلة والمشروعة”.
وأدان طلبة الطب، في مسيرتهم الوطنية، سياسة وزارة التعليم العالي، محملين الحكومة مسؤولية الاحتقان الذي وصلت إليه كليات الطب والصيدلة بالمغرب بعد أزيد من من 10 أشهر من المقاطعة والاحتجاج.
وحمل الطلبة لافتات تؤكد استمرارهم في المقاطعة والنضال من أجل نيل مطالبهم وفي مقدمتها مطلب الاحتفاظ بـ 7 سنوات للدراسة بكليات الطب والصيدلة، وضمنها شعار باللون الأسود كتب عليه “لي غايداويك غدا لقى راسو تعتاقل نهار قال إذا قريت غير 6 سنين غنصدق قاتل”، بالإضافة إلى شعارات أخرى من قبيل “ميراوي أكبر مشكلة.. 6 سنين راهيا تبهديلة”، وشعار “الإضراب حق مشروع والطالب ولى مقموع”.
كما رفع المحتجون وزرات بيضاء ملطخة بالدماء، في إشارة إلى التدخلات العنيفة التي تمت خلال الأسبوعين الماضيين في حق طلبة الطب بالرباط، والبيضاء، وطنجة وأكادير ووجدة، والتي أدت إلى إغماءات وإصابات في صفوف الطلبة، مستنكرين التنكيل الذي تعرض له الطلبة الأطباء وذويهم ،واعتقال بعضهم ومتابعتهم بتهم ثقيلة.
في هذا السياق، قال طلبة شاركوا في الاحتجاج إن شعبة الطب متمكسة بالإضراب والمقاطعة، لأن الأمر ليس اختيار، وإنما فرضته سياسة الحكومة مع الطلبة، وبسبب تعنت الوزارة التي دفعت بالملف إلى الباب المسدود.
وأضاف الطلبة أنهم دفعوا نحو التصعيد بسبب إغلاق الأبواب في وجوههم وصم الآذان أمام مطالبهم، وكذا إغلاق باب الحوار ومحاولة الوزارة فرض سياسة الأمر الواقع عبر برمجة دورات استثنائية بدون تشاور وبدون إيجاد حل.
وعبر الطلبة عن تخوفهم من شبح السنة البيضاء الذي يقترب يوما بعد يوم، مشيرين إلى أن الأمر ليس بيدهم، بل بيد المسؤولين الذين عمقوا الجراح وأوصلوا الملف إلى الوضع المتأزم.
إلى ذلك، علمت بيان اليوم، أن وسيط المملكة استدعى ممثلين لطلبة شعبة الطب لاجتماع جديد مساء السبت عقب الاحتجاجات العارمة التي نظمها الطلبة وطنيا بالعاصمة الرباط، وذلك في إطار جهود الوساطة والمساعي لاحتواء الأزمة.
ويواصل وسيط المملكة خوض جهود لرأب الصدع وتقريب الرؤى بين الطلبة ووزارة التعليم العالي، من أجل إنهاء الاحتقان وحل الملف، خصوصا بعد الوساطة الناجحة التي قادها والتي أدت إلى حل ملف طلبة شعبة الصيدلة وتوقيع اتفاق ثنائي بين طلبة الشعبة المذكورة والوزارة.

< محمد توفيق أمزيان

تصوير: رضوان موسى

Top