نظم المنتدى العربي الأوربي لمكافحة الكراهية يوما دراسيا حول موضوع “أي دور للتربية في مكافحة الكراهية” بالتعاون مع جمعية النور والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية في طنجة والمفوضية الأمريكية. وذلك يوم السبت 12 أكتوبر الجاري في مقر المفوضية الأمريكية بمدينة طنجة. وهدف هذا اللقاء العلمي إلى إبراز دور التربية والتعليم في معالجة وبناء القدرة على مواجهة خطاب الكراهية، وتعزيز التنشئة على القيم المدنية وإدماجها في المناهج الدراسية للحد من مخاطر الكراهية، وتفعيل دور المعلمين في محاربة الكراهية داخل المؤسسات التعليمية وخارجها.
وتضمن جدول أعمال اللقاء مناقشة محورين أساسين هما محاربة الكراهية في المرجعيات الدولية، ودور التربية على الحوار في محاربة الكراهية والتطرف العنيف. وحضر هذا اللقاء نخبة من الأساتذة والباحثين في قضايا التربية والقانون الدولي والتربية النظامية ومحاربة الأمية وممثلو عدد من جمعيات المجتمع المدني النشيطة في مجال التربية والتعليم والحوار والتعايش والاندماج الاجتماعي. كما حضره بعض أعضاء المكتب التنفيذي للمنتدى.
وفي جلسة علمية ترأستها الدكتورة المرابط رشيدة، أستاذة التعليم العالي في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، قدم الدكتور علي كريمي، رئيس المنتدى العربي الأوربي لمكافحة الكراهية، عرضا أبرز فيه السياق الدولي والإقليمي ودوره في انتشار الكراهية على مستوى الخطاب والممارسة، مشيرا إلى أهم المواثيق والإعلانات والقرارات الدولية ذات الصلة بالموضوع. وأوضح ضرورة المساهمة في جهود المجتمع الدولي الساعية إلى محاربة الكراهية والحد من انعكاساتها الخطيرة على الأمن والسلم العالميين وعلى التنمية المستدامة والتعايش بين الشعوب.
من جهته تناول الدكتور المحجوب بنسعيد، الكاتب العام للمنتدى والباحث في الاتصال والحوار الحضارى، في مداخلته موضوع التربية على مكافحة الكراهية في الوثائق المرجعية للمنظمات الدولية وأشار إلى أن خطاب الكراهية أصبح مصدر قلق متزايد في السنوات الأخيرة لدى المؤسسات الرسمية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية ومراكز البحث المهتمة بقطاع التربية والتعليم. وأوضح أهداف ومضامين التوصيات والقرارات ذات الصلة المضمنة في خطة عمل الأمم المتحدة، ومبادرات منظمة اليونسكو والاستراتيجية التربوية لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) ورابطة العالم الإسلامي من خلال وثيقة مكة المكرمة.
وتمحورت مداخلة مرزوق أكري، رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية في طنجة، حول الجهود التي تبذلها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في التصدي لخطاب الكراهية والتربية على الحوار والتسامح واحترام الآخر. وأبرز في هذا الصدد أهداف وبرامج عمل مشروع مدرسة الريادة في شقه المتعلق بالحياة المدرسية ومحاربة السلوكات المشينة المساعدة على انتشار الكراهية في الفضاءات المدرسية.
ومن خلال المناقشة وتبادل وجهات النظر والتفاعل مع ما جاء في المداخلات الرئيسة، تم الـتأكيد على أن خطاب الكراهية يسئ للأفراد والجماعات وينتقص من آدميتهم بالاستناد إلى القولبة النمطية وشيطنة الآخر وتعريضه للخطر والمفاهيم الخاطئة المتعلقة في أغلب الأحيان بالأصل العرقي أو الدين أو الانتماء السياسي بما يتعارض مع قيم الديمقراطية والتعددية الثقافية ويتناقض مع أهداف التربية الرئيسية المتمثلة بتكوين مواطن صالح ومتسامح ومتعايش مع محيطة الاجتماعي. وأوصى المشاركون في هذا اللقاء العلمي بضرورة تخصيص المناهج الموجهة للناشئة، من الأطفال والشباب في مؤسسات التعليم النظامي والتعليم غير النظامي، لبرامج وأنشطة تنشر الوعي بخطورة الكراهية وتعمل على ترسيخ قيم التسامح والوسطية والاعتدال والمواطنة والعيش المشترك، ونبذ الغلو والتطرف، واحترام حقوق الإنسان والتنوع الثقافي والديني.
يذكر أنه تم تأسيس المنتدى العربي الأوربي لمكافحة الكراهية بمدينة الدار البيضاء في ماي 2024 بمبادرة نخبة من الأساتذة الجامعيين والخبراء المتخصصين في القانون الدولي وحقوق الإنسان والإعلام والاتصال. ويسعى المنتدى إلى نشر الوعي بخطورة الكراهية من خلال الرصد والبحث والتشخيص والتدريب والـتأهيل. ويهدف إلى التعريف بالقوانين والمواثيق والإعلانات الدولية المتعلقة بحذر التحريض على الكراهية القومية والعنصرية والدينية، بالتنسيق مع الهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين العربي والأوربي.
المنتدى العربي الأوربي لمكافحة الكراهية ينظم يوما دراسيا حول موضوع “أي دور للتربية في مكافحة الكراهية”
الوسوم