المغرب على طريق “اتفاقات هجرة” مع الاتحاد الأوروبي بمليارات اليورو

يقترب الاتحاد الأوروبي من التوصل لتوقيع اتفاق مع المغرب للحد من  ظاهرة الهجرة غير النظامية.

وأفادت صحيفة ” فاينشال تايمز” البريطانية، إن هذه الاتفاقات للحد من الهجرة غير الشرعية ستكون بمليارات اليورو، وتأتي في سياق يتزايد فيه الدعم للأحزاب اليمينية المتطرفة المناهضة للهجرة داخل الاتحاد، مما يدفع دول التكتل للاعتماد بشكل أكبر على دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للحد من ظاهرة الهجرة.

ونقلت الصحيفة عن المفوضية الجديدة للاتحاد الأوروبي لشؤون البحر المتوسط، دوبرافكا سويكا، قولها، إن المغرب سيكون الطرف التالي بعد الأردن الذي سيتم توقيع الاتفاقية معه، مضيفة أن “المغرب من بين الدول الأكثر أهمية”، مؤكدة على ضرورة مراعاة وضع الصحراء المغربية.

وأشارت  دوبرافكا سويكا، إلى أن الاتفاقيات مع المغرب ستكون “مماثلة” من حيث الحجم للاتفاقية مع الأردن و مصر، وستشمل مشاريع تجارية وطاقية بالإضافة إلى تدابير للحد من الهجرة.

وكانت وسائل إعلام،  قد نقلت في وقت سابق أن الاتحاد الأوروبي يريد توقيع اتفاقية للهجرة مع المغرب، وذلك بحلول نهاية عام 2024، وذلك استنادا لتصريحات دبلوماسيين رفيعي المستوى من بروكسل.

وعاد المغرب لإطلاق محادثات ثنائية مع عدد من الدول الأوروبية حول قضية الهجرة، منها ألمانيا التي وقعت وزيرة داخليتها قبل أشهر قليلة إعلان نوايا مع المغرب، في القضايا الأمنية ومجال الهجرة على الخصوص، معيدة بذلك قضية الهجرة إلى دائرة التوافق بين البلدين، بعد سنوات من الخلاف حولها.

وتعتبر مسألة الهجرة من القضايا الشائكة التي تشغل بال المجتمع الدولي، خاصة في ظل التغيرات المناخية والنزاعات المسلحة والبحث عن فرص أفضل.

و تشهد الدول الأوروبية تدفقاً متزايداً للمهاجرين، مما يضع ضغوطاً كبيرة على البنية التحتية والخدمات العامة، ويثير مخاوف أمنية واجتماعية.

كما تعاني دول شمال إفريقيا من تحديات اقتصادية واجتماعية، مما يدفع بالعديد من الشباب إلى الهجرة بحثاً عن فرص عمل أفضل.

وبينت معطيات البحث الوطني الذي انجزته المندوبية السامية للتخطيط أن ربع المغاربة يرغبون في الهجرة إلى أوروبا، أي حوالي 23 في المائة من المستجوبين من عينات مجتمعية مختلفة والذين شملهم استطلاع للرأي.

ويرى مختصون في المجال أن هناك عددا من العوامل المتحكمة في اختيار الهجرة منها التحول في عقليات المجتمع المغربي ومسألة فقدان الثقة في المستقبل، فضلا عن الإحساس باليأس من الواقع المعيشي لدى العديدين، فضلا عن عدم القدرة على التكيف مع الأوضاع الاجتماعية خاصة لذى أجيال ما بعد التسعينات من القرن الماضي حيث تغيرت عقليات المجتمع المغربي ولم يعد هناك التشبث بالأفكار من أجل قيم معينة، وظهرت بوادر ما نسميه بالفردانية والبحث عن عيش أفضل.

كما أن لتراجع التكافل الاجتماعي دور في الإقبال على الهجرة، وتناسل الشبكات التي تنشط في الترويج للهجرة السرية وتحاول التأثير في أفكار الشباب جور مباشر في دفع الشباب  نحو الهجرة إلى الخارج، خاصة أن هذه الشبكات تستهدف الشباب اليائس من واقعه المعيشي.

سعيد ايت اومزيد

Top