صادقت لجنة الداخلية بمجلس النواب أول أمس على مشروع القانون رقم 1211 المتعلق بتنظيم مراجعة استثنائية للوائح الانتخابية العامة، وذلك ضمن الاستعدادات الجارية للاستفتاء المرتقب حول الدستور الجديد. وبرغم أن مختلف الترتيبات الحالية تستهدف توفير كل الشروط القانونية والتنظيمية الضرورية للاستفتاء الدستوري، فإن موضوع اللوائح الانتخابية يفرض اليوم انكبابا تقنيا وسياسيا أكثر شمولية، بما يساعد على تنظيم انتخابات أكثر نزاهة وقدرة على عكس إرادة شعبنا بشكل حقيقي.
إن الحراك الشعبي والدينامية النضالية والمطلبية التي يعبر عنها الشباب المغربي، في تفاعل مع ما يجري في الجوار المغاربي والعربي، تفرض اليوم جعل الانتخابات البرلمانية والجماعية المقبلة أفقا رئيسا لهذا المد الشبابي، ومحطة أساسية لفرض التغيير الديمقراطي، وتحويل شعارات التنديد بالفساد والمفسدين إلى فعل ملموس يساهم في تخليق مؤسساتنا التمثيلية وتأهيلها.
إن مرحلة التسجيل في اللوائح الانتخابية يجب أن تمثل مناسبة لجماهير الشباب لفرض حقهم في أن يكونوا ناخبين ويمتلكون بطاقة التصويت، وبعد ذلك لا بد من تقوية الاستنفار لفرض تنقية حقيقية للوائح، ومحاربة الإنزال وتسجيل الموتى، وبهذا سنكون قد قدمنا خدمة حقيقية ملموسة لبلادنا ولنضالنا الديمقراطي، مع التأكيد هنا على أهمية المطالب التي عبر عنها الكثير من الديمقراطيين بشأن إلغاء بطاقة الناخب، والاكتفاء ببطاقة التعريف الوطنية، مع التعبئة لتعميمها على كافة المواطنات والمواطنين في مختلف جهات المملكة.
وبعد هذه المرحلة، ستأتي مرحلة الاستحقاقات نفسها، وهنا لا بد أن يعمل الجميع على تقوية انخراط الشباب، عبر الأحزاب، سواء كمصوتين أو كمرشحين لتولي المهمات التمثيلية في الجماعات المحلية وفي البرلمان، وجعل الانشغالات النضالية التي عبر عنها في المسيرات تنعكس في السلوك الانتخابي من خلال محاربة الشناقة وكل المفسدين، ومحاربة الرشوة وشراء الذمم أو بيعها، وفرض الحياد الايجابي للسلطات الإدارية، والإصرار على شفافية الاقتراع ونزاهته، وعلى حسن اختيار المرشحين من ذوي الكفاءة والإرادة لخدمة الصالح العام.
إن الإقبال على التسجيل في اللوائح الانتخابية بكثافة، وفرض تنقيتها، ثم تقوية الاستنفار النضالي عبر شبكات مدنية وتنسيقيات في الأحياء بمشاركة الجميع من أحزاب ونقابات وجمعيات وأفراد من أجل محاربة الفساد في الانتخابات، هما مهمتان نضاليتان إذا تمت التعبئة من أجلهما، سنكون قد أسدينا خدمة كبيرة لوطننا ولشعبنا، وسنكون جميعا قد حمينا نضالية الحراك الشبابي فعلا، وجعلنا للمطالب المرفوعة اليوم امتدادا ملموسا وسط الناس والمجتمع وفي مشهدنا الانتخابي والسياسي العام.