وقعت كل من وزارة السياحة والمؤسسة الوطنية للمتاحف مؤخرا، اتفاقية إطار تهدف إلى تقوية جاذبية المتاحف عبر مجموعة من الأنشطة الترويجية تروم تعزيز العرض المتحفي لدى الزوار المغاربة والأجانب.
وتهدف الاتفاقية التي وقعها كل من وزير السياحة لحسن حداد، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي، إلى توحيد الجهود من طرف المؤسستين وإلى بلورة إجراءات موحدة لتنمية جاذبية العرض المتحفي والرفع منها، سواء لدى الزوار المغاربة أو الأجانب.
وبموجب الاتفاقية، ستعمل كل من وزارة السياحة والمؤسسة الوطنية للمتاحف على تنمية السياسة الثقافية للمملكة المغربية، كما سيسهر الطرفان على تعزيز جاذبية المتاحف عبر إجراءات ترويجية مستهدفة بتنظيم دورات تكوينية وإغناء آليات الترويج والتواصل (دليل تقديمي للمتاحف، مواقع إلكترونية، إشهارات ترويجية)، فضلا عن تنظيم معارض كبرى بالمغرب وبالخارج.
وتنص الاتفاقية أيضا، على تحسيس الفاعلين السياحيين عبر مجموعة من الإجراءات المشتركة (سلاسل فندقية، منظمي الرحلات، وكالات الأسفار) للترويج والحث على زيارة وجهة المغرب بصفة عامة والمتاحف المغربية بشكل خاص. كما سيتم تضافر الجهود من أجل تنمية مشاريع متحفية جديدة تدخل في إطار مخطط عمل المؤسسات التابعة لوزارة السياحة، خاصة الشركة المغربية للهندسة السياحية.
وركز السيد حداد، في كلمة افتتاحية على هامش التوقيع، على أهمية المكون الثقافي بالنسبة للصناعة السياحية المغربية، موضحا أن 80 بالمائة من السياح الذين يزورون المغرب مهتمون بثقافته.
وأضاف الوزير أن المتاحف تعتبر مكونا أساسيا عبر عرضهم الثقافي والفني الذي يجتذب الزوار المغاربة، ولكنها تشكل أيضا مصدر ترفيه بفضل عرض ثقافي متنوع يساهم في إغناء العرض السياحي الثقافي للمملكة.
وأكد حداد أن المغرب يسعى، من خلال هذه الاتفاقية، إلى تعزيز صورة “الثقافة العالمة في وجه الثقافة الشعبية وثقافة الفولكلور”، مشيرا إلى أن وزارته نفذت سلسلة من التدابير لتثمين التراث المغربي وهيكلته من خلال رؤية 2020، الرامية إلى جعل المملكة وجهة سياحية ووضع سياسة لتجديد المتاحف. وسجل الوزير أن الاستراتيجية الثقافية للمغرب تهدف إلى “جعل المتاحف صناعة، وبنية ثقافية ووجهة إلى عالم الفن”، مؤكدا أن المغرب وجهة ثقافية بامتياز، حيث يتم العمل بشكل متزايد، على عملية الإنتاج والحفظ والجمع ووضع المنتجات بالمتاحف (المنتجات اليدوية أو الفن الكلاسيكي)، التي تقدم للسياح عنصرا جديدا وانفتاحا على الآخر عبر نظرة الفنان أو الحرفي.
من جهته، أوضح مهدي قطبي أن المؤسسة الوطنية للمتاحف تسعى أساسا إلى تثمين غنى وتنوع الثقافة المغربية من خلال المتاحف التي تسيرها، مشيرا إلى أهمية اكتشاف كل من المغاربة والزوار الأجانب للتراث المتميز والألفي للمغرب.
وقال قطبي إن الثقافة جزء أساسي في التنمية، مذكرا في هذا الصدد، بالمدن العالمية التي تطورت بفضل المتاحف، كمدينتي باريس أو نيويورك.
وأشار رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف إلى أن المؤسسة قامت بوضع استراتيجية للحفاظ على المتاحف وتطويرها، مضيفا أن هذه الاستراتيجية تروم توفير متحف بكل مدينة حسب خصوصياتها الثقافية والحضارية.
وأعلن قطبي أنه سيتم افتتاح متحف للحضارات المتوسطية في متم أبريل القادم بمدينة طنجة، مشيرا إلى أن هذا المتحف الجديد سيسمح بالتعرف على المدينة عن كثب كما سيجعل منها مركزا للإشعاع الدولي.
يذكر بأن المغرب يضع الترويج للموروث الثقافي في صلب استراتيجيته للتنمية السياحية، ويتموقع كوجهة ثقافية وتاريخية مميزة، كما أن العديد من المدن المغربية توجد حاليا ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو.
التوقيع على اتفاقية بين وزارة السياحة والمؤسسة الوطنية للمتاحف
الوسوم