تم يوم الأربعاء بطنجة، رفع الستار عن النسخة الرابعة لمهرجان الفيلم رأس سبارتيل، بعرض للفيلم القصير الفرنسي “سوري” للمخرج كريستوف سويتزر.
ويتطرق المخرج في هذا الفيلم لموضوع مهم، متعلق باستقبال اللاجئين السوريين بفرنسا، من خلال قصة رجلين يلعبان دورهما الحقيقي، ويحكي هذا الشريط القصير (19 دقيقة) حياة وسيم، وهو لاجئ سوري يسعى للذهاب إلى أفينيون، قبل أن يتيه في الغابة ويلاقي في طريقه عجوزا فظا يتحدث العربية.
وتعود أحداث الشريط لخريف سنة 2015، اثر الوصول المكثف للاجئين إلى أوروبا، حيث علق كريستوف سويتزر “لم أكن متفقا مع الخطاب الإعلامي الفرنسي خلال فترة موجة اللجوء السوري، لقد كنت أرغب في إضفاء طابع إنساني على الأمور وزيادة الأمل”.
وقال كريستوف سويتزر أن “سوري”، هو رسالة سلام وحب وأمل، مضيفا أنه بإمكاننا مد يد العون لرانسان ليقيم ببلد ليس بلده والذي يتنازل عن كل شيء مقابل البحث عن السلام”.
وتضمنت التشكيلة الرئيسية للشريط القصير، التي تم عرضها خلال حفل افتتاح هذا المهرجان الذي يكرم السينيما الايطالية، كلا من “لأجل سلامتك الخاصة” (فور يور أوون سايفتي) للمخرج فلوريان هينزن-زيوب، و(قضيتي) للمخرج ناتالي ربيزن و “حب بالمكافأة”(ريكويتد لووف) لكريستينا كازيني، و”على الحدود” (آت ذو بوردر) للورنت روي.
وتتكون لجنة تحكيم المهرجان من الناقد الإيراني بارويز جاهد والفنانة الإيطالية مارينا مورينو والمخرجة المغربية رشيدة شباني.
وعرف هذا اللقاء تكريم الصحفي محمد المريني والكاتب راشيل مويال، الوجهيين المعروفين اللذين ساهما بأعمالهما في إغناء تاريخ المدينة.
وفي هذا السياق، أبرز مدير المهرجان عز الدين الوافي، أن هذه التظاهرة تهدف إلى جعل السينما، ليست كوسيلة للترفيه فقط، بل مصدرا للتفكير حول القضايا الكبرى بالعالم والتي كانت وراء اختيار “السينما والحدود” كشعار لهذه النسخة، مع الانفتاح على الجامعات والشباب.
وأبرز أن الهدف هو منح الشباب الفرصة لتعزيز مواهبهم وقدراتهم الابداعية في هذا المجال والتعرف على الوجوه المعروفة للفن السابع والتعبير عن آرائهم حول مواضيع تستأثر باهتمامهم.
من جهته، قال المدير الجهوي للثقافة بطنجة تطوان الحسيمة، محمد الثقال، أن هذا الموعد السينمائي يعد من أكبر التظاهرات الثقافية والسينمائية وتعزيز تبادل الخبرات والمساهمة في النهوض بالدينامية الثقافية في المدينة.
ويتنافس 19 فيلما على جوائز المهرجان المنظم بمبادرة من المرصد المغربي للصورة ووسائل الاعلام تحت شعار “السينما والحدود”.
كما تتنافس خمسة أعمال على جوائز الأشرطة الوثائقية والروائية القصيرة، وستة في صنف “الأفلام البانورامية”، وثمانية أفلام لشباب ينحدرون من عدة مدن مغربية، منها طنجة ووجدة وأكادير والدار البيضاء والعرائش.
وسيعرف المهرجان تنظيم عدد من الورشات حول تقنيات التصوير السينمائي وكتابة السيناريو لفائدة تلاميذ وتلميذات ثانوية عبد الخالق الطريس الذين سيستفيدون من ورشة في التعبير الجسدي وأخرى في كيفيات إعداد شريط سينمائي وكتابة السيناريو، إلى جانب معرض للصور الفوتوغرافية الإيطالية.
وسيتم خلال هذه الدورة أيضا، برمجة مائدة مستديرة حول أعمال المخرج الإيراني عباس كياروستامي في ذكرى رحيله مع عرض بعض الأفلام القصيرة عنه لأول مرة، من إنجاز طلبته، إضافة إلى توقيع إصدارين سينمائيين لمحمد البوعيادي وإصدارات للمرصد المغربي للصورة والوسائط، وتنظيم قراءات شعرية وفقرات موسيقية.
النسخة الرابعة لمهرجان الفيلم رأس سبارتيل
الوسوم