BASTA…

مرة أخرى يطفو على سطح الأحداث جنون إسباني آخر تجاه المغرب، وتمد إسبانيا الرجعية لسانها الاستفزازي  لبلدنا…
الجنون صار حرفة عند أوساط عديدة ضمن ما يسمى المجتمع المدني في البلد الجار… لقد أدى ترحيل السلطات المغربية سياحا أسبانا حلوا بمدينة العيون وتحولوا إلى «مناضلين» نظموا وقفة احتجاجية وسط المدينة المغربية رفعوا خلالها أعلام البوليساريو وشعارات تمس بالوحدة الترابية للمملكة، إلى عودة التوتر بين مدريد والرباط، والى عودة  جبهة  رجعية  إسبانية  لم تتردد في التهجم على بلادنا وتقديم المغرب كما لو أنه الطرف المعتدي، أو كما لو أن مواطنين مغاربة هم الذين حلوا ببلباو مثلا وقاموا باحتجاج غير مرخص وطالبوا باستقلال الباسك، أو في برشلونة وطالبوا بانفصال كاطالونيا عن إسبانيا.
الواضح إذن أن «المغرب» صار من جديد تيمة الضربات المتبادلة بين الأطراف في الساحة السياسية الإسبانية، حتى أن الجنون اليميني وعمى المواقف لديه أجبر مسؤولة العلاقات الخارجية في الحزب الاشتراكي الحاكم على الرد بأن المغرب من حقه منع أي تظاهرة أو احتجاج غير مرخص، مضيفة أن هذا عمل قانوني تقوم به كل الدول في العالم، وهو الموقف ذاته الذي عبرت عنه الخارجية الإسبانية، في بلاغ جاء فيه أيضا أن الحكومة الإسبانية، إذ تلتزم بالدفاع عن حقوق رعاياها في الخارج، تجدد ضرورة احترام القانون الجاري به العمل.
من جهة أخرى، فإن الاستفزاز الإسباني الجديد لم يأت في هذا التوقيت اعتباطا، حيث تزامن مع الخطوة الشجاعة لمصطفى ولد سلمى سيدي مولود، ومباشرة بعد زيارة وزير الداخلية الإسباني للرباط عقب العنف الذي مارسته قوات الحرس المدني الإسباني ضد مغاربة في مليلية المحتلة، وكل هذا يجعل من الإسبان الذين وصلوا إلى العيون مجرد منفذين للجنون الذي لازالت إسبانيا الرجعية تصر عليه .
السلطات المغربية قامت بتصرف قانوي وعادٍ وينسجم مع قوانين وأعراف كل الدنيا، وكان بالإمكان عرض المستفزين على المحاكمة أمام القضاء المغربي، ومن حسن حظ هؤلاء «السياح» من نوعية خاصة، أن حرسهم المدني غير موجود في العيون، وأن المغرب لم يتصرف تجاههم إلا بالحد الأدنى من الذي يحق له فعله، خصوصا أن وقاحتهم  تعلو فوق الجنون.
على إسبانيا أن تتذكر دائما أن المغرب بلد ذو سيادة، وأنها في نفس الوقت لا زالت تحتل جزء من أراضيه في هذا القرن الواحد والعشرين.
باستا…

Top