CNDH يحتفي بالذكرى 74 لليوم العالمي لحقوق الإنسان تحت شعار “تعابير الحق”

اختار المجلس الوطني لحقوق الإنسان (CNDH)، شعار “الحق في التعبير” تيمة للاحتفاء بالذكرى الرابعة والسبعين لليوم العالمي لحقوق الإنسان، وحرص للتأكيد على أساسية هذا الحق وانعكاسه الإيجابي داخل المجتمع وإبراز تجليات ذلك في التنوع والتعدد اللغوي والثقافي الذي يميز المغرب، عبر تنظيم حفل فني مساء أول أمس الاثنين بمسرح محمد الخامس بالرباط، قامت بتنشيطه فرقة فنية جسدت هذا الحق في التعابير والتنوع الذي يزخر به الموروث الثقافي الأصيل والمتعدد للمملكة.
وتوالت على خشبة مسرح محمد الخامس خلال هذا الحفل المتميز الذي حضرته شخصيات حكومية وحقوقية و فعاليات من المجتمع المدني وعالم الفن بمختلف تعبيراته، فرق تتكون من أعضاء من مختلف الفئات، أشخاص في وضعية إعاقة من خلال فرقة جمعية ترانيم للإيقاع الفني الإفريقي، ونساء من خلال فرقة أخوات الفن الأصيل للحضرة الشفشاونية، وأطفال يمثلون فرقة مسرحية بمدرسة الإمام الشافعي العمومية بحي الفرح بالرباط، فضلا عن فرقة للموسيقى الكناوية تمثل بدورها العمق الإفريقي للمغرب والفرقة التراثية لأولاد العزاوي، بالإضافة إلى قراءة شعرية باللغتين الأمازيغية والعربية للتلميذة والشاعرة الواعدة حياة إتر هنا.
كما شهد هذا الحفل الحقوقي المتميز تكريم الشاعرة والروائية عائشة البصري، وتقديم قراءة شعرية باللغتين الأمازيغية والعربية للتلميذة والشاعرة الواعدة حياة إتر هنا التي تنحدر من قرية معلقة بجبال الأطلس الشامخة، والتي ترفع في قصائدها مطالب بالمساواة بين الذكور والإناث في الحقوق، أساسا التعليم.
هذا وحرصت آمنة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في كلمة ألقتها في افتتاح هذا الحفل، على توجيه أفضل التحايا لكل المدافعين عن حقوق الإنسان في المغرب ومحيطه الجهوي والعالمي لما يبذلوه من أجل حماية حق الإنسان الأصيل، ممثلا في الحق في الحياة رغم ما يعيشه العالم من حروب ونزاعات.


كما حرصت رئيسة المجلس الوطني، في كلمتها على التأكيد على الأهمية البالغة والأساسية للحق في التعبير وإبراز القيمة التي يشكلها التنوع والتعدد التي تحفل به الثقافة المغربية والتي هي انعكاس لما يميز الهوية المغربية، مذكرة بمنطوق الدستور في هذا الصدد حيث نص على مكونات الهوية المغربية والتي هي “العربية الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية”، قائلة “إن التنصيص الدستوري على الهوية المغربية يعد، فتحا حقوقيا لآفاق الثقافة المغربية على أساس المساواة وعدم التمييز”.
وأوضحت رئيسة المجلس الوطني “أن تنظيم المجلس لهذا الحفل الحقوقي، الذي يتضمن تجليات حقوق الإنسان عبر مختلف التعابير الفنية والثقافية، تحت شعار “تعابير الحق، يأتي للفت الانتباه إلى الإمكانيات الواعدة والمزدوجة التي تزخر بها كل التعابير الفنية والأدبية والفكرية من أجل حماية الحق في التعبير والنهوض به على مختلف المستويات والأصعدة”.
وأوصت بضرورة إيلاء الاهتمام الرصين بهذه الثقافة، بكل مكوناتها، من حيث الرصد والتصنيف والأرشفة لترسيخ استراتيجية وطنية تستفيد من التجربة الإنسانية وقادرة على أن تشكل إضافة إلى هذه التجربة. معلنة أن هذا الورش فتحه المجلس في بنياته الداخلية ويواصل وضع بصماته لتعزيز الشروط، البشرية والمادية والمعنوية، المتناسبة مع أهميته ومحوريته الحقوقية.
وأكدت على الإرادة والإلحاح من أجل تكريس والانخراط في تربية قيم حقوق الإنسان والنهوض بها والعمل على وضع حد لانتهاكها والوقاية من الاستهتار بها، قائلة “إن الإلحاح والاستمرار في تعبيد سكة الحقوق هو الوقود الذي يجعل من الإرادة ينبوعا لا ينضب وأسلوبا سلميا لتحقيق التراكمات المؤدية إلى دولة الحق والقانون، وإقرار المساواة بين الناس وعدم التمييز بينهم بغض النظر عن العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي سياسيا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أي وضع آخر”.
التعابير تعد في حد ذاتها، حقوقا أساسية، وأن ضمان الحق في التعبير هو أحد أهداف الفاعلين المؤسساتيين والغير المؤسساتيين، وذلك باعتباره المرآة التي تعكس تجذر الحقوق في الحياة اليومية أو تهافت طمسها”.
وأبرزت أن تنظيم المجلس لهذا الحفل الحقوقي، الذي يتضمن تجليات حقوق الإنسان عبر مختلف التعابير الفنية والثقافية، تحت شعار: تعابير الحق، يأتي للفت الانتباه إلى الإمكانيات الواعدة والمزدوجة التي تزخر بها كل التعابير الفنية والأدبية والفكرية من أجل حماية الحق في التعبير والنهوض به على مختلف المستويات والأصعدة”.

< فنن العفاني

تصوير: رضوان موسى

Related posts

Top