غدا ساعة الحسم، غدا جمعة التغيير المغربي، غدا يصوت المغربيات والمغاربة على دستور المملكة الجديد، ويصنعون بذلك الصورة الجديدة لبلدهم..غدا الجمعة، سنكون كمواطنات وكمواطنين أمام مسؤوليتنا، وعلينا كلنا أن نذهب بكثافة إلى مكاتب التصويت، لنعبر عن رأينا ولندلي بصوتنا، ولنساهم في صنع مستقبلنا بأيدينا..
إن التصويت بـ «نعم» للدستور الجديد، يعني اليوم جعل بلادنا تنجح في تقوية دولة المؤسسات وتوسيع فضاءات القانون وتمتين الاختيار الديمقراطي الحداثي للمملكة.
التصويت بـ «نعم» هو تصويت على دستور لم يكن هذه المرة، وهذه المرة فقط، ممنوحا، بل كان دستورا تشاركيا صنعه المغاربة من أجل المغرب والمغاربة..
التصويت بـ «نعم» اليوم يفتح الباب من أجل أن تتوفر لبلادنا حكومة قوية، منتخبة وتمتلك صلاحياتها كاملة كسلطة تنفيذية مسؤولة أمام الشعب، وبرلمان له صلاحيات في التشريع وفي المراقبة، ويضم كفاءات سياسية وطنية من الجنسين ويغيب عنه الترحال ..
التصويت بـ «نعم» هو تصويت من أجل استقلال القضاء والارتقاء به إلى مرتبة السلطة، وتصويت من أجل دولة القانون وحقوق الإنسان والديمقراطية والمساواة..
التصويت بـ «نعم» هو تصويت لإقرار هوية المغرب المتعددة، ولدسترة الأمازيغية، وللمغرب الموحد للجهات، وللانفتاح والتسامح..
التصويت بـ «نعم» هو بمثابة «لا» كبيرة في وجه الفساد والمفسدين والريع والانتفاعيين، وضد الحيف والتمييز والظلم، ومن أجل الحكامة الجيدة وتخليق الحياة العامة وتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة والتقدم..
التصويت بـ «نعم» هو إعلان عن التأسيس لمرحلة تاريخية جديدة في مسيرة بلدنا وشعبنا، مرحلة قوامها إصلاحات سياسية حقيقية، وإصلاحات اقتصادية واجتماعية وثقافية تستجيب لانتظارات ومطالب شعبنا.
التصويت بـ «نعم» يحقق للمغرب الاستقرار والتغيير في نفس الآن، ويحفزنا جميعا على الانطلاق نحو المعارك النضالية القادمة سياسيا وتنمويا.
إن خطاب الملك في تاسع مارس جسد الحدث برأي الكثيرين، وخطاب 17 يونيو أعلن عن ملكية جديدة وعن تعاقد تاريخي، وإن التصويت غدا الجمعة بـ «نعم» على الدستور الجديد هو تكريس للتعاقد الجديد في مغرب اليوم، وبالتالي بمثابة التوقيع المشترك بين الشعب وملكه على الولوج المشترك بالمغرب إلى مرحلة تاريخية جديدة ومختلفة.
التصويت بـ «نعم» هو كذلك تحية لأرواح شهداء المعارك الديمقراطية التي خاضها شعبنا منذ الاستقلال إلى اليوم، واحتفاء بتضحيات القوى الديمقراطية والتقدمية ومناضلاتها ومناضليها منهم من قضى نحبه ومنهم من يواصل…
التصويت بـ «نعم» هو موقفنا السياسي والوطني، وهو مضمون ندائنا إلى كافة المغربيات والمغاربة اليوم.
غدا الجمعة لنذهب كلنا إلى مراكز الاقتراع، ولنصوت لفائدة دستور الدولة الديمقراطية الحديثة..
نعم..