انحسرت الحداثة عن ما بعدها، فتفسخت مقولاتها وتصدعت إنشاءاتها التي تَفنّن العقلُ الحداثيّ الغربيّ في ابتنائها، وترسيخها بداهاتٍ ومسلمات حاسمة. التاريخ، التقدّم، النزعات الإنسانية، الذات العاقلة: كلّها ثيماتٌ آلت إلى التقويض والهدم والاندكاك، فالتفكيك والتحلّل والتطويح بها بعد أن نصّبتها النزوعات الحداثيّة ثوابتَ ويقينيّات، فولجت فضاءاتِ قولٍ مغاير ومختلف. كما أنّ ما لفّه الكتمان، مقصيًّا…