التراجع المخيف لياسين بونو…

في الوقت الذي يتابع فيه الجمهور الرياضي، ومعه مختلف المتتبعين والمختصين، بكثير من الإعجاب! الأداء الباهر المقدم من طرف لاعبينا المحترفين، الممارسين بمختلف الدوريات الأوروبية، بنفس القدر يسود تخوف كبير بخصوص تراجع الحارس رقم واحد، ياسين بونو المنتمي للنصر السعودي.
فتألق كل من أشرف حكيمي وإبراهيم دياز ويوسف النصيري وسفيان أمرابط وياسين بن الصغير وعز الدين أوناحي ونايف أكرد ونصير مزراوي وإسماعيل الصيباري وبلال الخنوس… واللائحة طويلة، في انتظار تعزيز هذه الكوكبة بانضمام المتميزة، ظاهرة الدوري البلجيكي هذا الموسم، المهاجم شمس الدين طالبي، هداف نادي كلوب بروج.
كل هذه المميزات، تعطي أكثر من إشارة اطمئنان، شريطة إيجاد التوليفة المناسبة، تمكن المدرب من توظيف كل هذه الطاقات، في قالب جماعي هادف، يعطينا منتخبا قادرا على رفع التحدي، خلال كأس الأمم الأفريقية القادمة، فوق الأراضي المغربية.
إلا أن هناك قلقا كبيرا يحيط بمركزين مهمين، الأول، يتعلق بحراسة المرمى، والثاني يهم قلب الدفاع، فهناك -كما قلنا- تراجع مستوى بونو ، وهناك تعرض أكثر من عنصر، يلعب إلى جانب أكرد كمدافع أوسط، لإصابة فرضت عليهم الخضوع للعلاج المكثف.
طبيعي أن هناك مجموعة من الخيارات المطروحة، أمام المدرب وليد الركراكي، وقد استبق الأحداث بوضع المدافع سامي مايي، لاعب نادي سيسكا صوفيا البلغاري، ضمن اللائحة الأولية، كما أن هناك خيارا آخر متاحا، ويتمثل في إمكانية إرجاع أمرابط للوراء، تماما كما يتم توظيفه حاليا من طرف الخبير البرتغالي جوزيه مورينيو، مع العلم أنه لعب مع الفريق الوطني لبعض الفترات خلال مونديال قطر بهذا المركز بالذات، وكان في مستوى هذه المهمة الحيوية.
أما بالنسبة لحراسة المرمى، فهناك بالفعل قلق كبير يشغل بال الكثيرين، صحيح أن هناك حارسا متألقا اسمه منير الكجوي، يقدم كالعادة مستوى قارا مع فريق نهضة بركان، وكثيرا ما قدم الدليل على أنه في مستوى الثقة، كلما تم الاعتماد عليه، لكن المحمدي شيء، وبونو شيء آخر.
فالتقدير الذي يحظى به ياسين بونو، لا ينقص من قيمة الحارس الحالي لنهضة بركان، لكن درجة الاطمئنان التي يمنحها “مول الضحكة” لا تقدر بثمن، خاصة في التصدي لضربات الجزاء الحاسمة، وهذه نقطة قوة لا يستهان بها، فكثيرا ما رجحت فعاليته كفة “أسود الأطلس”، تماما كما حدث خلال مونديال 2022.
هناك حكم عام بالدوري السعودي يقول إن مستوى بونو تراجع بشكل كبير، فالحارس الذي كان يُعتبر من الأفضل على الصعيد الدولي، لم يعد يقدم نفس المستوى العالي الذي عود عليه الجميع.
إلا أن أصحاب هذا الحكم القاسي الذي يهم ظاهرة المونديال القطري، لا يأخذون بعين الاعتبار الضعف الذي أصاب المنظومة الدفاعية للهلال ككل، مما جعل الحارس المغربي يمر من فترة فراغ، أثرت كثيرا على معنوياته، والدليل هي النرفزة التي أصبح يتعامل بها في أغلب فترات المباريات.
وسط كل هذا اللغط السلبي، ظهر رأي يمكن أن يوصف بالموضوعي، لصاحبه الناقد الرياضي عبد الكريم الجاسر، والذي أرجع سبب تراجع مستوى ياسين بونو، إلى اهتزاز المنظومة الدفاعية للهلال، الفريق الذي شهد في نظره، تراجعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، مما كان له تأثير سلبي على أداء بونو، المتمتع بخبرات كبيرة، وأكد هذا الناقد في تصريحات تلفزيونية، حتى وإن كنا أمام أفضل حارس في العالم، لن يتمكن من التصدي لجميع هجمات المهاجمين، إذا كان يلعب خلف دفاع مهتز.
وفي هذا السياق، بدأت تطرح تساؤلات حول إمكانية تأثير هذا التراجع على مكانة بونو ضمن المنتخب المغربي، إلا أن قيمة بونو لا تناقش، وكل المكونات ترى أن مكانته ضمن صفوف المنتخب ثابتة، إلى أن يظهر العكس، لأنها قناعة تبقى راسخة؛ حتى ولو استمر احتياطيا مع الهلال.

 محمد الروحلي

Top