مثل الرحيل المفجع لزميلنا وليد أبو سرحان، مراسل “بيان اليوم” بفلسطين، صدمة لكامل أسرة هذه الجريدة عند العلم به زوال أول أمس الأحد، مباشرة بعد مسيرة الرباط التضامنية مع فلسطين ومع القدس.كل منا استعاد لحظات زيارته السابقة، رفقة زوجته، لمقر الجريدة بالدار البيضاء، وتذكرنا ضحكاته وإقباله على الحياة، وكيف كان سعيدا وزوجته أن يتواجدا في الدار البيضاء، ثم بمدن مغربية أخرى زاراها معا في هذه الفترة.
شخصيا كنت أعرف وليد قبل هذه الزيارة، والتقينا أكثر من مرة، ولدينا أصدقاء مشتركين في الرباط وعمان وفلسطين، وفي أماكن أخرى يعززون محبتنا وصداقتنا باستمرار، ولكن لما كان بمعيّة زوجته هنا في الدار البيضاء كم تأثرنا كلنا لهيامه ببحرنا وسمائنا وحياتنا، ولحبه لبلادنا ودفاعه عنها، وكم تأثرنا لما قررت زوجته ألا تأكل في بلدنا سوى أسماكه، نظرا لكونها لم تتحمل يوما، وهي ابنة مدينة ساحلية فلسطينية، أن يحرمها الاحتلال الإسرائيلي من تذوق سمك بحرها…
حكت لنا كل المعاناة مختصرة وبليغة بهذا الإيجاز المعبر…
وليد يسحرك بتلقائيته، بابتسامته الصادقة والدائمة، ويفرض عليك، في نفس الآن، الإعجاب بكتاباته الصحفية، وبمهنيته العالية…
تعاونه المهني معنا من داخل فلسطين جعل صحيفتنا تنفرد بهذا الحضور في المشهد الفلسطيني العام ومتابعة تطوراته بشكل يومي، وعبر، من خلال صفحاتها، مختلف رموز الطيف السياسي والثقافي والمجتمعي الفلسطيني عن رؤاهم وأفكارهم بحرية ومصداقية وتوازن…
وليد لم تنحصر علاقته بـ “بيان اليوم” وبنا فقط في العمل الصحفي اليومي، ولكنها تعدت ذلك لترسخ صداقات إنسانية متينة، ولما حلت ابنته داليا بالرباط قصد الدراسة، قادها منذ اليوم الأول لتتعرف على طاقم الجريدة بمكتب الرباط وعلى مدير نشرها، وباتت الجريدة لديها أسرة لها هنا في الرباط، بالإضافة إلى الزميل الصحفي الفلسطيني المغربي محمود معروف الذي تعتبره عما لها وأخا لوالدها الفقيد.
وليد زميل، صديق، أخ ومحب لبلادنا وشعبنا…
كل الحكايات التي جمعتنا، كل ما قصه على مسامعنا هنا أو هناك، تجعله خالدا في البال والقلب.
الرحمة لوليد أبو سرحان
العزاء لأرملته وبناته وأولاده
العزاء للجسم الصحفي الفلسطيني
العزاء لصديقنا وزميلنا محمود معروف
العزاء لنا كلنا.
محتات الرقاص