الشاعر عبد الله اتهومي: أود أن أكون سياسيا للمساهمة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه
تشتمل هذه السلسلة على حوارات مع مبدعات ومبدعين من مشارب مختلفة، تختلف اهتمامتهم واتجاهاتهم الإبداعية، لكنهم يلتقون حول نقطة بعينها، ألا وهي الصدق في العطاء الفني والطموح إلى التجديد.
في هذه الأيام المطبوعة بالوباء وبإكراهات الحجر الصحي، فتحوا لبيان اليوم صدورهم وتحدثوا لنا عن تجاربهم الإبداعية، عن معاناتهم، وعن أحلامهم وطموحاتهم.
> من هو عبد الله اتهومي؟
> عبد الله اتهومي، كاتب و شاعر من مواليد مدينة الدار البيضاء، حيث أنهى دراسته الثانوية ليسافر إلى بغداد العراق سنة 1978 /1979 ليحصل فيها على شهادة الباكالوريا ومنها انتقل إلى مدينة أميان، بفرنسا حيث درس علم الاجتماع بجامعة بيكاردي، وحصل فيها سنة 1985على الشهادة الجامعية الميتريز، وواصل دراسته بنفس الجامعة حتى مستوى دبلوم الدراسات المعمقة، ، ليعود للمغرب بعد حرب الخليج الثانية سنة 1991، ويشتغل كموظف بالجماعة الحضرية عين الشق، وككاتب و شاعر له أشعار حول القضية الفلسطينية وأيضا الحرب على العراق أسماها « بغداديات» و»مشت الإبل حين اكتمل البدر كما صدر له مؤلف «ذاكرة النسيان» يبحث في الأوضاع التي سادت الوطن العربي أثناء « الربيع العربي « 2011
> ما هي المهنة التي كنت ترغب فيها غير التي تمارسها الآن؟
> كنت أود أن أكون سياسيا، في ظل المشهد السياسي العربي المشحون و الذي جعل العديد من البلدان تعيش أزمات حقيقية، أكون سياسيا بقصد المساهمة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه ليعم الخير و النماء في الوطن، و أيضا لاستعادة المواطن الثقة في هذا المشهد.
> ما هو أجمل حدث ظل موشوما في ذاكرتك؟
> أجمل حدث عشته في مسيرة كتابتي يتمثل في الرد الإيجابي والمشجع للأديبة الروائية زهرة عز التي كانت صداقة عبر الفايسبوك، وحين طلبت منها ارتساماتها حول ما كتبت عن الأحداث الإجتماعية العربية التي حدثت في العالم العربي، بحيث شجعتني على نشرها لما رأت فيها من إبداع، ومن هنا انطلقت الفكرة وبدأت أنشر نصوصي على صفحتي على الفايسبوك وحين انهيت الجزء الأول اقترحت كل هده النصوص على الشاعر محمد اللغافي، رئيس جامعة المبدعين المغاربة الذي قبل طبع كتابي الأول «ذاكرة النسيان».
> ما هو أسوء موقف تعرضت له في مسارك الإبداعي؟
> أسوأ موقف تعرضت له هو حين رفض نائب رئيس مقاطعة عين الشق أن يمد جمعية موظفي المقاطعة بالقيمة المالية لأربعين نسخة من كتابي « ذاكرة النسيان « والذي سبق أن سلمتها لهم على أساس ذلك المبلغ المالي، وبذلك تبخر حلمي بطبع الطبعة الثانية من نفس الكتاب.
> ما هي طموحاتك مستقبلا؟
> الشيء الذي أطمح إليه ولم يتحقق بعد، أن أرى الوطن في سموق، يسير بخطى ثابتة وبجهود تسمح للجميع بتقديم مساهمته من أجل رقيه، بكل احترام وتقدير في إطار مقاربة تشاركية أي ديموقراطية اشتراكية.
> كلمتك لشباب اليوم؟
> نصيحتي للشباب واضحة، وهي ملخصة في كلمة قالها لنا يوما أستاذ علم الاجتماع جوزيف كابل، صاحب كتاب الوعي الخاطئ، La fausse conscience عندما التمسنا منه أن يمدنا بطريقة الكتابة، حيث وقف في وسط القسم ونظر بنصف عينيه إلى السقف والنصف الآخر إلينا وقال ثلاث مرات في تتابع: «عليكم بالقراءة، Il faut lire, Il faut lire, IL faut lire فسكت ثم قال ثلاث مرات: « عليكم بالكتابة، بالكتابة، بالكتابة، Il faut écrire، Il faut écrire، Il faut écrire، هكذا كان نبل الرسالة وقد قمت بتجربتها وأعطت نتيجة قيمة فهذه نصيحتي للشباب .
>كلمة أخيرة؟
> أتمنى أن أكمل مشروعي المبني على طريقتي باستقراء اللوحات التشكيلية بأسلوبي المتفرد والمميز، وهذا ما يقوله النقاد في العالم العربي كما أتمنى أن ينجح كتابي «ذاكرة النسيان: بغداديا « كما لا يفوتني أن أشكر جريدة بيان اليوم على هذه البادرة الطيبة في حق المبدعين المغاربة.
> سلسلة من إعداد: محمد الصفى