قالت وسائل الإعلام الرسمية الصينية نقلا عن وثائق من هيئة تنظيم الملكية الفكرية بالصين إن شركة كانسينو بيولوجيكس حصلت على موافقة من بكين على براءة اختراع للقاح “إيه دي5-إن سي أو في” ضد كوفيد – 19″.
وقالت صحيفة الشعب اليومية الرسمية الأحد، إن هذه أولى براءة اختراع تمنحها الصين للقاح ضد “كوفيد – 19”.
ونقلت الصحيفة عن وثائق نشرتها الإدارة الوطنية للملكية الفكرية بالصين قولها إنه تم إصدار براءة الاختراع في 11 أغسطس.
وقالت السعودية هذا الشهر إنها تعتزم بدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح كانسينو. وقالت كانسينو إنها تجري أيضا مباحثات مع روسيا والبرازيل وتشيلي لبدء المرحلة الثالثة من التجارب في تلك الدول.
وكانت بيانات اختبارات سريرية نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأميركية هذا الأسبوع، قد أظهرت أن لقاحا معطلا لكوفيد -19 طوّرته الصين يعد آمنا ويولد استجابة مناعية.
وقدمت الورقة البحثية تحليلا مؤقتا للمرحلة الأولى والمرحلة الثانية من التجارب السريرية للقاح معطل لكوفيد – 19 طوره كل من معهد ووهان للمنتجات الحيوية التابع للمجموعة الوطنية الصينية للتكنولوجيا الحيوية المنضوية تحت ساينوفارم، ومعهد ووهان لعلم الفيروسات التابع للأكاديمية الصينية للعلوم.
وتضمن البحث بيانات حول 320 من المتطوعين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عاما، حيث شارك 96 منهم في المرحلة الأولى من التجارب السريرية بينما شارك 224 في المرحلة الثانية من التجارب السريرية.
وسجل البحث متوسط عيار الأجسام المضادة المحايدة في المتطوعين، الذين تم تقسيمهم إلى مجموعة ذات جرعات منخفضة ومجموعة ذات جرعات متوسطة ومجموعة ذات جرعات عالية.
وأظهرت النتائج أن اللقاح حفّز بشكل فعال الأجسام المضادة المحايدة في المتطوعين وأظهر استمناعا جيدا، وهو ما يشير إلى قدرة المادة على إثارة استجابة مناعية.
كما قيّمت الورقة البحثية سلامة اللقاح، مشيرة إلى أنه لم تتم ملاحظة أي آثار جانبية سلبية خطيرة. وكان الأثر الجانبي السلبي الشائع هو الألم في موضع الحقن والذي تعقبه حمى، وكلاهما كان تأثيرهما خفيفا ومحتملا.
وليست الصين وحدها التي تتنافس على الوصول إلى اللقاح؛ فقد سارعت روسيا إلى إحراز تقدم في تطوير لقاح لوباء “كوفيد – 19” المستجد.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الماضي اكتشاف بلاده أول لقاح لفايروس كورونا. وقال بوتين إن وزارة الصحة أعطت موافقتها بعد أن خضع اللقاح للفحوصات اللازمة، مؤكدا أن إحدى بناته البالغتين قد تم تلقيحها، ومعبّرا عن شكره لأولئك الذين اتخذوا هذه الخطوة الأولى التي وصفها بالمهمة لروسيا والعالم بأسره.
وطالب علماء في روسيا بضرورة إجراء المزيد من الاختبارات لإثبات أن اللقاح آمن وفعال. إلا أن المسؤولين أكدوا أن تطعيم الأطباء يمكن أن يبدأ في وقت مبكر من هذا الشهر وقد يبدأ التطعيم الشامل للشعب في أكتوبر.
وحذر علماء في جميع أنحاء العالم من أنه حتى إذا ثبت نجاح اللقاح، فسيستغرق الأمر المزيد من الوقت لمعرفة المدة التي ستستمر فيها الحماية.
وقال الدكتور مايكل هيد، زميل أبحاث أول في الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون، “إنها مرحلة مبكرة جدا لتقييم ما إذا كان اللقاح سيصير فعّالا، سواء نجح أم فشل”.
وكان من السابق لأوانه أيضا رفض المزاعم الروسية تماما، على الأقل من قبل الأطباء بغض النظر عما يعلنه السياسيون.
ويرحّب سكان العالم حتى بلقاح آتٍ من روسيا أو الصين، شرط أن يكون حصل على موافقة المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض وإدارة الغذاء والدواء.
وقالت فرناندا هندرسون، وهي تضع طفلها في مقعد سيارة داخل حديقة في ضواحي ولاية ماريلاند بواشنطن من أجل استراحة من الحجر الصحي في المنزل، “أنا غير قادرة على تحمل ذلك بعد الآن. أشعر بالجنون. لا أعتقد أن مركز السيطرة على الأمراض أو إدارة الغذاء والدواء سيوافقان على شيء لن ينجح”.
لكن بالنسبة إلى فيسنا جيزيتش، وهي مواطنة من كرواتيا تبلغ من العمر 79 عاما وعالمة مناعة كانت تأخذ أحفادها إلى الحديقة نفسها، فإن التقدم السريع المريب في اللقاح الذي أعلنه بوتين كان سببا لإثارة الشكوك. وقالت “يمكنك أن تتخيل أننا لا نثق في أي شيء يأتي من روسيا”.
واستثمرت حكومة ترامب باكرا مئات الملايين من الدولارات في تجارب لقاحات تطورها مجموعات “جونسون أند جونسون” و”موديرنا” و”سانوفي”، أملا في أن تثمر إحداها ويصنع بالتالي اللقاح في الولايات المتحدة.
وكان مدراء “موديرنا”، وهي شركة تكنولوجيا حيوية، و”سانوفي” قد أكدوا سابقا أن بإمكان أوروبا أن تستوحي من الخطوة الأميركية. لكن على عكس عام 2009 عند انتشار فايروس “اتش وان إن وان”، يجري “الانطلاق هنا من صفحة بيضاء، ليس لدينا لقاح ومصنّع”، كما تقول باسكال بارولييه من مؤسسة “غافي” التي تشتري اللقاحات للدول النامية.
واستثمر “تحالف ابتكارات التأهب الوبائي”، الذي أنشئ عام 2017 لمواجهة الإخفاق الأولي في احتواء فايروس إيبولا، نصف مليار دولار في تسع شركات تطور لقاحات ضد “كوفيد – 19”. ويطلب منها في المقابل أن تُجري تشارك التقنيات المطورة من أجل عملية إنتاج سريعة وضخمة. ومع هذا الدعم، تعمل المختبرات على إنشاء سلاسل إنتاج إضافية دون انتظار نتائج الاختبارات السريرية.
وتعقد الشركات تحالفات في ما بينها. ويمكن لشركة موديرنا أن تنتج في الولايات المتحدة (للسوق الأميركي) وسويسرا (للسوق الأوروبي) وتتعاون سانوفي مع “جي.أس.كا” المنافسة. وتملك الشركتان العملاقتان مصانع في أوروبا وأميركا.
ويبقى السؤال الأصعب، في نهاية المطاف: أيّ من سكان الأرض البالغ عددهم 7.6 مليار نسمة سيلقح أولا؟
الصين تدخل حرب لقاحات كورونا مع الدول الكبرى
الوسوم