رخصت الهند أول أمس الأحد للقاحين ضد فيروس كورونا المستجد أحدهما اللقاح الذي طورته مجموعة أسترازينيكا مع جامعة أكسفورد، والثاني طورته شركة الأدوية الهندية بهارات بايوتيك، على ما أعلنت الهيئة الناظمة للأدوية، ما يفتح الطريق أمام واحدة من أضخم عمليات التلقيح في العالم.
وأوضح المراقب العام للأدوية في الهند ف.ج. سوماني خلال مؤتمر صحافي أن اللقاحين “تمت المصادقة على استخدامهما بشكل محدود في الحالات الطارئة”، في قرار سيسمح بإطلاق حملة تلقيح مكثفة في الهند.
وقال رئيس الوزراء ناريندرا مودي إن هذه الموافقة الطارئة تشكل “نقطة تحول حاسمة لتعزيز الروح القتالية” و”تسريع المسيرة نحو التخلص من وباء كوفيد-19″.
وسجلت الهند التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، أكثر من 10.3 ملايين إصابة وحوالي 150 ألف وفاة حتى الآن جراء الفيروس.
إلا أن معدل الإصابات الجديدة انخفض بشكل ملحوظ مقارنة بما كان عليه في شتنبر حين كان يتم تسجيل أكثر من 90 ألف إصابة جديدة يوميا.
ومن المفترض أن تتيح هذه الموافقة إطلاق حملة تلقيح واسعة النطاق.
وتم تنفيذ تمارين محاكاة لحملة التلقيح على المستوى الوطني وجرى تدريب 96 ألف عامل صحي على إعطاء اللقاح.
ورحبت منظمة الصحة العالمية بهذه الأنباء.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بونام خيترابال سينغ في بيان إن “استخدام اللقاح لدى الفئات السكانية الأكثر ضعفا إلى جانب استمرار تنفيذ تدابير الصحة العامة الأخرى ومشاركة المجتمع، ستكون مهمة في الحد من تأثير كوفيد-19”.
وجاءت الموافقات الرسمية وسط مخاوف في الهند، كما هي الحال في البلدان الأخرى، بشأن سلامة اللقاحات.
وأظهر استطلاع حديث شمل 18 ألف شخص في كل أنحاء الهند، أن 69 في المئة منهم ليسوا على عجلة من أمرهم للحصول على اللقاح.
وأفاد المصرفي فيجايا داس (58 عاما) لوكالة فرانس برس الأحد “كنت متحمسا في البداية بشأن اللقاح لكنني لم أعد كذلك لأنني لا أثق به. لن أتلقى التطعيم”، مرددا المخاوف الشائعة في كل أنحاء البلاد.
وقال سومان سوراب وهو مدير مبيعات يبلغ من العمر 48 عاما “لا يوجد لقاح فعال بنسبة 100 في المئة، فما هو الضمان أنني لن أصاب بفيروس كورونا بعد حصولي على اللقاح؟”.
وأوضح أناند كريشنان وهو أستاذ في طب المجتمع في معهد آل إنديا للعلوم الطبية في نيودلهي إنه على السلطات نشر المزيد من البيانات حول نتائج تجارب اللقاح.
وأضاف لوكالة فرانس برس “عليهم أن يشاركوا نتائج التجارب والسماح للعلماء بالتوصل إلى استنتاجاتهم الخاصة وبهذه الطريقة، يكون التردد المحيط باللقاح أقل بكثير”.
ويتم إعطاء كل من اللقاحين على جرعتين ويمكن نقلهما وتخزينهما في درجات حرارة التبريد العادية.
وقال معهد “سيروم إنستيتيوت” في الهند، أكبر منتج للقاحات في العالم، إنه سيصنع ما بين 50 و60 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا كل شهر.
ولفت الرئيس التنفيذي للمعهد أدار بوناوالا بعد إعلان الموفقة إلى أن اللقاح سيكون “جاهزا للتوزيع في الأسابيع المقبلة”.
ولم تكمل بهارات بايوتيك المرحلة الثالثة من التجارب السريرية بعد، لكن سوماني قال إنه تمت الموافقة على لقاح الشركة للاستخدام المحدود من أجل “المصلحة العامة كإجراء وقائي إضافي في انتظار الحصول على مزيد من خيارات اللقاحات، خصوصا في حال الإصابة بالفيروس المتحور”.
وقال سوماني لوسائل الإعلام إن الهيئة الناظمة للأدوية “لما كانت منحت موافقتها (على اللقاحات) لو كان هناك مخاوف متعلقة بالسلامة”.
وأضاف “هذه اللقاحات آمنة مئة في المئة” موضحا أن الآثار الجانبية الملاحظة مثل “الحمى الخفيفة والألم والحساسية، شائعة في كل اللقاحات”.
< أ.ف.ب