كما كان متوقعا، أعاد الناخب الوطني وليد الركراكي جناح نادي تشيلسي الإنجليزي حكيم زياش إلى تشكيلة المنتخب الوطني بتوجيه الدعوة له ضمن قائمة موسعة تضم 31 لاعبا، تحضيرا لمباراتين إعداديتين في إسبانيا هذا الشهر، والتي سجلت أيضا عودة يونس بلهندة بعد غياب لأزيد من 3 أعوام، إضافة إلى استدعاء مهاجم يلعب بالدرجة الثانية في إيطاليا، وظهيرين في الرواق الأيسر من البطولة الاحترافية.
وكشف الركراكي (46 عاما) صباح أمس الاثنين في ندوة صحفية بمركب محمد السادس، عن قائمة المنتخب الوطني الذي سيواجه منتخبي تشيلي وباراغواي -على التوالي-، في 23 و27 شتنبر الجاري بمدينتي برشلونة وإشبيلية.
وشهدت القائمة إضافة إلى عودة زياش، استدعاء يونس بلهندة الغائب لفترة طويلة نسبيا، وتحديدا منذ الإقصاء المذل ضد منتخب بنين في دور ربع نهائي كاس أمم إفريقيا 2019 في مصر، إلى جانب بدر بانون وعبد الصمد الزلزولي.
ووجه الركراكي الدعوة لأول مرة لكل من مهاجم نادي بالي الإيطالي (الدرجة الثانية) وليد شديرة ومتوسط ميدان نادي سامبدوريا الإيطالي عبد الحميد الصابيري.
واقتصرت تمثيلية البطولة الاحترافية على رضا التكناوتي ويحيى جبران ويحيى عطية الله (الوداد البيضاوي) وأنس الزنيتي (الرجاء البيضاوي) وحمزة الموساوي (نهضة بركان).
وفي معرض الرد على أجوبة الصحافيين حول العودة المرتقبة لزياش منذ وديتي غانا وبوركينافاسو في يونيو 2021، قال الركراكي “الاتصالات كانت سهلة جدا. تحدثت معه كمدرب للمنتخب المغربي. قلت له: أنا أريد أفضل اللاعبين وأنت واحد منهم. حكيم لاعب مقاتل، وكنت صريحا معه.
وأضاف “يجب أن لا ننسى أن حكيم اختار المغرب من القلب ولم ينتظر نداء منتخب أوروبي كما فعل آخرون. عندما يلعب ولو دقائق في ناد بحجم تشيلسي فذلك كاف بالنسبة لي. قلت له: سأنادي عليك. ورد: سوف أحضر”.
وحول إذا ما كان زياش سيكون المنفذ الأول لضربات الجزاء والأخطاء باعتباره النجم الأبرز للمنتخب المغربي، قال الركراكي “تحدثت معه (حكيم) فقط حاليا حول موضوع العودة. ومثل هذه الأمور سنتحدث عنها لاحقا”.
وعن عدم استدعاء مهاجم نادي اتحاد جدة السعودي عبد الرزاق حمد الله بعد رفع عقوبة الإيقاف عنه مؤخرا، قال الركراكي “تحدثت مع حمد الله. وكما يعلم الجميع فهو موقوف لـ 4 أشهر. وكنا ننتظر معرفة الجديد حول العقوبة. لقد لعب أول مباراة له قبل 4 أيام. حالي لدي 4 مهاجمين، وكما قلت في الندوة السابقة: لن أغير كثيرا في التشكيلة”.
وأضاف الناخب الوطني الجديد “سيكون عبد الرزاق واحد من اللاعبين الممكن عودتهم إلى اللائحة مستقبلا. لكن حاليا لا يمكنه الحضور اليوم. لدي 4 مهاجمين ضمنهم (وليد) شديرة الذي يعد مهاجما وسجل أهداف كثيرة. وكما قلت فالباب مفتوح للجميع، ورأيتم كيف أن هناك لاعبين كثر لم يتواجدوا رغم أنهم يستحقون ذلك”.
وبخصوص مركز الظهير الأيسر، قال الركراكي “أعلم أن (أشرف) حكيمي و(نصير) مزراوي قادران على اللعب في مركز الظهير الأيسر. لكن ذلك لم يمنعنا من استدعاء (حمزة) الموساوي و(يحيى) عطية الله تحسبا لأي طارئ قد يطرأ قبل المونديال أو في حال لم يقدم حكيمي أو مزراوي المستوى المطلوب في هذا المركز. هناك إمكانية الاستعانة بأسماء من البطولة التي ما تزال في بدايتها”.
وحول معايير اختيار اللاعبين وإمكانية حدوث تغييرات بعد مباراتي تشيلي وباراغواي، قال الركراكي “فكرنا في عدم التغيير لأن كأس العالم على الأبواب. لا أريد أن أرتكب أي أخطاء. هناك مدة شهر ونصف فقط لكي يحاول اللاعبون الغائبون استعادة مكانهم في المجموعة. وبكل تأكيد فمن لن يقنعني من هذه اللائحة فلن يتواجد في المونديال”.
وأضاف “هناك مدة كافية لحدوث الكثير من الأمور. لدينا فكرة عن المجموعة الأساسية ودائما هناك مجال لحدوث مفاجآت. وعلى الجميع أن يقاتلوا من أجل التواجد في اللائحة التي ستسافر إلى قطر”.
وعن الحلول الهجومية التي يحتاجها المنتخب الوطني، قال الركراكي “أعتقد أنه من المهم منح الثقة للمهاجمين حتى يتمكنوا من التسجيل. فمثلا شديرة الذي يلعب في الدرجة الثانية سجل 4 أهداف في 5 مباريات. يوسف (النصيري) سجل أكثر من 18 هدفا في الماضي، وهو يمر بمرحلة فراغ، ونفس الأمر لـ (ياسين) بونو. ريان (مايي) مهاجم جيد وسجل أول أمس (الأحد) هدفين وهو عائد للتو من الإصابة. أيوب (الكعبي) مهاجم يجيد ويعرف الجميع قدراته”.
وأضاف “سنشتغل معهم. نختار أفضل المهاجمين وهؤلاء هم الأفضل في الوقت الراهن. أعتقد أنه يمكن إضافة حمد الله شريطة أن يستعيد مستواه السابق. كما لا ننسى تواجد لاعبين ذي حس هجومي كزياش و(سفيان) بوفال و(زكرياء) أبوخلال. وبطبيعة الحال، لن نسجل فقط بواسطة المهاجمين، فجميع اللاعبين يمكنهم التسجيل”.
وأبرز الركراكي تفضيله للاعبين ذوي الشخصية، بقوله “يلزمنا لاعبون يتمتعون بشخصية قوية كزياش. لا يهم إن كان يرفض قرار التغيير ما دام يسجل هدف أو هدفين. قد تكون هناك مشاكل في المستقبل معهم، لكن سنعالجها كعائلة. المهم بالنسبة لي هو عقلية الفوز والأداء في الملعب”.
وعن ضيق فترة التحضير للمونديال، قال الركراكي “قلتها في الندوة الأولى: أعلم ما ينتظرني ولن أتحجج بالوقت. لدينا مباراتان لكي نكون جاهزين للمونديال. سنعمل خلال هذه الفترة القصيرة على تكوين فريق منسجم بروح قتالية عالية. نتوقع حدوث بعض الأخطاء، لكننا سنعالجها في وقت لاحق من خلال متابعة كافة اللاعبين مع أنديتهم”.
وتحدث الناخب الوطني عن إعادة لاعب نادي أضنة سبور التركي يونس بلهندة، إلى كتيبة “أسود الأطلس” بعد غياب منذ 2019، حيث قال “يونس يلعب حاليا أساسي وسجل 3 أهداف. هو لاعب خبرة وخاض كأس العالم 2018 في روسيا. واستبعد من المنتخب بسبب خلافات لا تهمني”.
وأضاف “أنا أرى ما يقدمه يونس الآن. وسوف نرى ماذا سيقدم في الأيام القادمة. وهل يستحق الذهاب إلى قطر أو لا؟ بالنسبة فضلت يونس على حساب (فيصل) فجر”.
وحول إمكانية الاعتماد على لاعبين شباب بعد المونديال، قال الركراكي “أيمن سلامة كان في الهواة وهو يتعرف حاليا على الاحتراف. لدينا لاعبون كبار يلعبون في أندية كبيرة. وهؤلاء عليهم العمل ومكانهم سيكون متاحا في المستقبل
وأضاف “لن أوجه الدعوة للاعب فقط لأنه خاض 4 مباريات مع فريقه كأساسي. على هؤلاء اللاعبين أن يتحلوا بالصبر. فهناك استحقاقات مهمة مقبلة ككأس أمم إفريقيا 2024. ورغم ذلك، فمن الممكن أن يشارك أحدهم في المونديال، خاصة أنهم كانوا متواجدين في القائمة المبدئية”.
وحول قدرته على فرض طريقة لعبه في فترة زمنية قصيرة، قال الركراكي “لدينا مباراتان فقط قبل المشاركة في المونديال. حاولنا إيجاد منتخب ثالث ولم ننجح لأن أندية الدرجة الثانية ملتزمة بالمباريات. لن نتحجج بضيق الوقت وسنحاول التكيف مع الوضع. سنحاول الاستفادة من اللقاءين -بأكبر قدر ممكن- في طريقة اللعب وغيرها من الأمور”.
وحول قدرة عطية الله على تعويض غياب آدم ماسينا المصاب، قال “كمدرب، علي أن أتنبأ بأي طارئ يمكن أن يحدث. يجب أن نكون جاهزين ويمكن أن نجد ظهيرا أيسر آخر سواء كان محترفا أو لاعبا في البطولة. عموما أنتظر أجوبة من اللاعبين على أرضية الميدان، ولن نظلم أحد”.
صلاح الدين برباش