على خطوات منتخب الكبار في مونديال قطر سنة 2022، سار “الأولاد” في المنتخب الأولمبي وانتزعوا ميدالية نحاسية في دورة باريس، وبلغوا منصة التتويج رفقة منتخبي إسبانيا البطل وفرنسا الوصيف، لتحقق بذلك كرة القدم أول نجاح جماعي في الأولمبياد بعدما تألق الأفراد في دورات سابقة في مسابقات ألعاب القوى والملاكمة.
وبعد تحقيق انتصارات على منتخبات مرجعية في مونديال قطر، وضمان التأهل إلى دور النصف، ومناقشة مباراة مع منتخب فرنسا في محاولة العبور إلى النهائي، يؤكد “الأولاد” بعد سنتين الزحف الإيجابي في المنتخب الأولمبي نتيجة وأداء اعتمادا على جيل جديد من المواهب والطاقات.
مجموعة من العناصر دون 23 سنة، يدعمهم الثلاثي منير لمحمدي، وأشرف حكيمي وسفيان رحيمي، وهناك في فرنسا من محطات سانت إيتيان ونيس وباريس ومارسيليا و نانت، برزت رسائل وإشارات للاعبين يحملون قميص المنتخب الوطني ويدافعون عن ألوانه بحب وتفان وطموح جامح، بحثا عن إمتاع الجماهير وإسعادهم بالتفوق والنصر.
وفي دورة أولمبياد باريس ربحنا ميدالية نحاسية، ومكانا بين الثلاثة في منصة التتويج حيث الكبار، وربحنا جيلا عميده أشرف حكيمي، وهدافه سفيان رحيمي بـ 8 أهداف.
نعم ملايين العيون تحتضن لاعبي منتخبنا الأولمبي خلال 17 يوما، منذ هزم منتخب الأرجنتين 2-1 إلى تجاوز منتخب مصر بـ 6-0، والتحول إلى مسرح التتويج بملعب حديقة الأمراء، وطالأولاد” المغاربة النجوم موضوع الحديث في أوساط الكرة عالميا وخاصة لدى جماهير الفرق التي إنهزمت أمام الفريق المغربي.
وتصدر سفيان رحيمي عناوين أبرز الصفحات لمردوده الخارق، فسفيان الذي شد الأنظار في باريس في سن الـ 28 سنة، يؤكد قوة موهبته وجودة أدواته التقنية و التكتيكية و حضوره الوازن في التشكيلة.
سفيان رأى النور في بيت والديه بملعب الرجاء في ثاني يونيو 1996، يوم كانت فيه الرجاء في طنجة وفازت على الإتحاد المحلي وأحرزت لقب البطولة، وعند الرجوع ليلا تلقى والده الحاج محمد يوعري المكلف بأمتعة النادي الخبر السعيد، وهنأه الرئيس آنذاك عبد السلام حنات واقترح عليه أن يسميه “البطل”، واختار له الأب يوعري اسم سفيان.
وطبيعي أن يرتبط سفيان بالكرة وقد ولد في بيت فيه الكرات وأدوات اللعب، حيث التحق بالمدرسة ثم فريق الأمل من 2014، وعن طريق الخطأ تم إبعاده وقضى موسما لدى فريق نجم الشباب البيضاوي، إذ شارك في 28 مباراة وسجل 27 هدفا مترجما بذلك أهليته وأحقيته في حمل قميص فريقه الأم.
وبفضل النوايا الحسنة في مقدمتهم، فتحي جمال ومحمد عبد العليم “بينيني”، و عبد الحق نودير رئيس نجم الشباب، عاد سفيان إلى الرجاء و هاهو اليوم نجم ساطع خلال سبع سنوات فقط في فئة الكبار بمدار الاحتراف، أحرز خمسة ألقاب في الرجاء البطولة في موسم 2020، وكأس الكاف مرتين 2019 و2021، والسوبر الإفريقي 2021، وكأس محمد السادس للأندية العربية 2021.
ودخل محطة أخرى في 24 غشت 2021 في الدوري الإماراتي عبر بوابة نادي العين، و يواصل التألق وحصد الألقاب، كبطولة الدوري ولقب العصبة ودوري آسيا.
هو العصفور النادر، اللاعب المتميز بمؤهلاته البدنية والتربوية، هداف في الرجاء محليا وقاريا، ثم هداف كأس إفريقيا للمحليين في فبراير 2021 بـ 5 أهداف، وأفضل لاعب في الدورة ورجل المباراة في ثلاث مناسبات.
وفي غشت 2023 توج رحيمي هدافا لدوري أبطال آسيا بـ 13 هدف، وبلقب افضل لاعب في الدوري الإماراتي، واليوم في غشت الجاري هدافا كرة القدم في أولمبياد باريس بـ 8 أهداف، ويحظى بالتميز في مختلف مجالات الكرة.
وخلال هذه السنوات السبعة استمتع بمحطات الفوز وعانق الألقاب وأحرز البكالوريا، ودخل القفص الذهبي وعقد القران في أكتوبر 2021، ورزق بطولة في غشت الجاري، ورغم توسع مساحة شعبية إسمه لم يتغير بقي وفيا للمحيط، للكرة وجماهيرها يجسد نمودج الفتى الحالم، الخارج من وسط شعبي بسيط، محافظ ومتواضع يحقق الإيجابيات في دروب المجد، ربح لرحيمي و للوطن، تألق وسجل أهداف في ثلاث قارات (إفريقيا وآسيا وأوروبا) وطموحه جارف لتحقيق المزيد وأمامه عروض مغرية بصفقات رفيعة في الخليج وأوروبا الخير العميم أمامه.
سفيان عصفور مميز فريد زمانه نادر إما يجود الزمان بمثله لاعب مبدع، يمارس كرة بإبداع لا يفهمه إلا هو…
محمد أبوسهل