مسؤولون روس وأساتذة وطلبة مغاربة يستشرفون آفاق التعاون بين البلدين في مجال التعليم العالي

نظم المركز الروسي للعلم والثقافة بشراكة مع الجمعية المغربية لأساتذة اللغة الروسية الخميس الماضي لقاء هم تسليط الضوء على تطور تدريس اللغة الروسية بالمغرب وسبل تعزيز حضورها في المشهد الثقافي والتعليمي الوطني.
شارك في اللقاء كل من السفير الروسي بالرباط فلاديمير بايباكوف ومدير المركز الثقافي الروسي بيتر ألكسندر ياخمينيف ومحمد غزال، رئيس الجمعية المغربية لأساتذة اللغة الروسية لتسليط الضوء على الزخم الذي عرفته هذه اللغة على مستوى التدريس الجامعي.
كما هم اللقاء استطلاع الأدوار الهامة التي يمكن أن تلعبها اللغة الروسية في التعليم العالي وتعزيز قدرات الطلبة المغاربة بما يدفع في اتجاه تعزيز التعاون المغربي الروسي على كافة المستويات.
في هذا السياق، عبر الجانب الروسي عن إشادته بما عرفته اللغة الروسية من توسع بين الأسر المغربية وارتفاع عدد الطلبة المقبلين على دراسة اللغة في الجامعات، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الخريجين من الجامعات والمعاهد الروسية.
وشكل اللقاء مناسبة لتنويه كل من سفير روسيا ومدير المركز الثقافي الروسي بالمجهودات المبذولة من قبل جمعية أساتذة اللغة الروسية بالمغرب وكذا المهتمين بالثقافة الروسية بالمغرب والتي قالوا إنها تعكس تجذر العلاقات الثنائية والتبادل العلمي والثقافي، مبرزين الدور الخاص الذي تلعبه جمعية الخريجين من جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي سابقا.
من جانبهم، استعرض الأساتذة الجامعيون الحاضرون في اللقاء وعشرات الطلبة الذين يتابعون دراستهم في مسلك اللغة الروسية بالجامعات المغربية أبرز التحديات والرهانات وكذا الطموحات المنتظرة من دراسة اللغة الروسية.
وقدم الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم بالعديد من الجامعات المغربية مقترحات لتطوير حضور اللغة الروسية والإمكانات المتاحة لاستكمال الدراسة والتبادل العلمي بين روسيا والمغرب، وكذا مقترحات لإشعاع هذا المسلك الجامعي على مستوى أكبر.
اللقاء الذي عرف نقاشا واسعا وصريحا بين المسؤولين الروس والأساتذة والطلبة الجامعيين، عرف الاتفاق على توسيع التعاون والتشاور من خلال تنظيم ورشات مشابهة وإعداد أوراق عملية في هذا الصدد بغية تحقيق النجاعة والتطوير الذي يطمح إليه الطرفان.
في هذا الصدد، قال مدير المركز الثقافي الروسي إن هناك تفاعلا على مستوى أعلى في الدولة الروسية من أجل الاستمرار في الدينامية المتزايدة لانتشار اللغة الروسية وإشعاعها خصوصا على مستوى السلك الجامعي والتعليم العالي والبحث العلمي.
وشدد مدير المركز الثقافي الروسي على ضرورة التعاون المشترك من أجل تحقيق الطموحات المنتظرة ومد خطوات أكبر في سبيل تعزيز حضور الروسية في الميدان العلمي والجامعي بالمغرب.
من جانبه، قال عبد اللطيف منشد الأستاذ الجامعي في تخصص اللغة الروسية بجامعة محمد الخامس بالرباط وعضو الجمعية المغربية لأساتذة اللغة الروسية إن اللقاء شكل مناسبة لاستشراف آفاق اللغة الروسية وتعزيز حضورها على مستوى التعليم الجامعي بالمغرب.
وقال منشد في تصريح لـ “بيان اليوم” إن هناك مجهودات تبذل من أجل النهوض باللغة الروسية في المرحلة المقبلة، حيث أكد أن الجانب الروسي الذي أشرف على اللقاء أبرز أن هناك تعليمات من أجل الاستماع إلى مطالب والمشاكل التي تواجه المغاربة في تدريس اللغة الروسية.
وأضاف منشد أن اللقاء تميز بحضور عدد من طلبة سلك الإجازة والماستر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، الذين شخصوا أبرز ما يمكن العمل على تطويره، كما طرحوا بدورهم التصورات والمقترحات التي يطمحون إلى تنزيلها من أجل توسيع قاعدة الطلبة المقبلين على دراسة اللغة الروسية.
وبعدما أشاد بمستوى التعاون والتواصل الذي يربط المركز الثقافي الروسي والجمعية المغربية لأساتذة اللغة الروسية، أوضح منشد أن اللقاء كان مناسبة أيضا لتشخيص الصعوبات، التي قال إنها تبقى موجودة والمتمثلة أساسا في الموارد البشرية والتحفيزات وكذا على مستوى الآفاق المنتظرة من قبل الطلبة.
في هذا الصدد، كشف المتحدث عن عمل أساتذة اللغة الروسية والمركز الثقافي الروسي بإشراف السفير الروسي بالرباط على إعداد ورقة تقنية حول هذه الصعوبات وكذا المقترحات والتصورات لتطوير تدريس اللغة الروسية في المغرب، حيث شدد منشد على أن هناك توجيه من أعلى مستوى من قبل الدولة الروسية ورغبة في توسيع قاعدة تدريس اللغة الروسية بعدد من الدول، وأساسا منها المغرب، معتبرا أن هذه التوجهات تعكس مدى الدينامية المتميزة التي طبعت العلاقات الثنائية في الفترة الأخيرة.
يشار إلى أن اللقاء الذي حضره إلى جانب السفير الروسي بالرباط ومدير المركز الثقافي الروسي كل من ممثل الملحقة التجارية الروسية بالمغرب وعدد من الأساتذة المغاربة والمسؤولين الروس، عرف تكريم محمد غزال رئيس الجمعية المغربية لأساتذة اللغة الروسية بالمغرب، عرفانا لما قدمه من مجهودات في تدريس وإشعاع اللغة الروسية بالمغرب، خصوصا وأنه من ضمن الأساتذة الأوائل الذين درسوا هذه اللغة بالمغرب.
كما يشار إلى أن اللقاء عرف مشاركة كل من جمعية تنمية الصداقة المغربية الروسية والجمعية المغربية لخريجي الجامعات والمعاهد السوفياتية، وعدد من الأساتذة والطلبة المغاربة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط وكذا بجامعات فاس والمحمدية.

بيان اليوم

Related posts

Top