بعد أقل من 72 ساعة على أعمال الشغب التي شهدتها مباراة فريق الرجاء البيضاوي وضيفه الأهلي المصري يوم السبت الماضي، وتسببت في وفاة مشجعة للفريق المضيف، عادت هذه الآفة “المدمرة” لتضرب مجددا، وتحديدا مباراة في كرة القدم في قسم الهواة بين فريقي الاتحاد البيضاوي والنادي المكناسي على أرضية ملعب “العربي الزاولي”.
واندلعت أعمال شغب أول أمس الثلاثاء من طرف محسوبين على الجمهور المكناسي، لم يستسغوا نتيجة التعادل الإيجابي (2-2) برسم الدورة 25، ليبدؤوا في عمليات تخريب طالت الملعب ومحيطه وانتقلت إلى ممتلكات عامة وخاصة، ناهيك عن مهاجمة رجال الشركة والقوات المساعدة.
وأفادت ولاية أمن الدار البيضاء في بلاغ لها، بأن المشتبه فيهم الموقوفين على خلفية أعمال الشغب في هذه المباراة، قد بلغ عددهم 270 شخصا، من بينهم 53 قاصرا وأشخاص من ذوي السوابق القضائية العديدة.
وذكر البلاغ أن قوات حفظ النظام كانت قد باشرت عمليات نظامية واسعة لمواجهة أعمال الشغب التي ارتكبها محسوبون على الفريق المكناسي، بعدما حاولوا ولوج الملعب بالقوة رغم قرار إجراء المباراة بدون جمهور.
وعمد المشتبه فيهم، يضيف المصدر ذاته، إلى تعييب ممتلكات عامة وخاصة، وتعنيف عناصر القوات العمومية باستعمال أدوات راضة، وتهديد أمن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم، مما نجم عنه إلحاق خسائر مادية بواحد وعشرين مركبة وسيارة، من بينها حافلة للنقل الحضري وشاحنة تابعة للشرطة، وتكسير الواجهات الزجاجية لشركات خاصة، كما تسببوا في إصابة 40 موظفا عموميا بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم 12 عنصرا من القوات المساعدة و28 شرطيا من مختلف الوحدات الأمنية.
كما مكنت هذه العمليات الأمنية من حجز أسلحة بيضاء وأدوات راضة وأخرى حادة، كانت بحوزة بعض الموقوفين والتي يشتبه في تسخيرها واستعمالها لغرض ارتكاب أفعال الشغب المرتبط بالرياضة.
وتم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم الراشدين تحت تدبير الحراسة النظرية، بينما تم إيداع القاصرين تحت إجراء المراقبة، على ذمة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد الأفعال الإجرامية المنسوبة لجميع الموقوفين، كما تتواصل إجراءات التشخيص البصري والتحريات الميدانية بغرض توقيف كافة المتورطين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
وتأتي هذه الأحداث بينما تتواصل الدعوات لتحديد المسؤوليات في حادث وفاة مشجعة رجاوية بمحيط مركب محمد الخامس، بعد تزاحم للجماهير سبق مباراة الفريق الأخضر مع الأهلي برسم إياب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا.
وخلف هذا الحادث حزنا كبيرا عبر عنه رواد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية، حيث أطلق الثلاثاء وسم “العدالة لنورة” على موقع (فايسبوك).
وتواصلت أيضا مطالب بتحقيق موسع في سوء التنظيم الذي حرم مشجعين من دخول الملعب رغم توفرهم على تذاكر.
وأعلن عن فتح بحث قضائي السبت لتحديد ظروف الحادث، لم يكشف عن نتائجه بعد.
وسبق أن شهد ملعب محمد الخامس الواقع وسط الدار البيضاء مشاكل مماثلة في مباريات دولية أو مباريات الديربي بين قطبي المدينة الرجاء والوداد اللذين يستقطبان جماهير عريضة من كل أنحاء المغرب.
وتعاني الملاعب المغربية عموما حوادث شغب متواترة، تسفر عن العديد من التوقيفات والعقوبات في حق الأندية، والتي لم تنجح في الحد من الظاهرة المسيئة جدا للكرة الوطنية.