دعت الأحزاب التقدمية بالمنطقة المغاربية إلى وحدة الصف والعمل والتنسيق وتعميق النقاش من أجل معانقة حلم الوحدة المغاربية وتجديد التفكير حول المشروع الاشتراكي وفتح الآفاق أمام الشعوب نحو الحرية والتقدم والمساواة والعدالة الاجتماعية، مؤكدة رفضها لما تعرفه العلاقات بين دول المنطقة المغاربية من تشرذم، يترجمها إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب وفرض الفيزا بين دول المنطقة وعرقلة تنقل الشعوب.
وأكد أحمد زكي، عضو المكتب السياسي المنتهية ولايته ورئيس المؤتمر الحادي عشر لحزب التقدم والاشتراكية خلال تقديمه لضيوف المؤتمر من الأحزاب المغاربية التي شاركت حزب الكتاب هذه المناسبة، على ضرورة العمل بشكل حثيث من طرف الأحزاب التقدمية ببلدان المنطقة المغاربية لتحقيق حلم شعوب المغرب الكبير ممثلا في الوحدة والتكامل وانتفاء الحدود في اتجاه تحقيق التنمية والرفاه لبلدان المنطقة”.
وقال زكي”على ضيوفنا من بلدان المغرب الكبير أن يحملوا رسالة للقوى الديمقراطية عبر مختلف بلدان المنطقة في اتجاه تحقيق الوحدة والتكامل المغاربي، وحتى لايصير هذا الحلم في خبر كان، علينا أن نقوم بخطوات ولو بسيطة في اتجاه تحقيق وحدة المغرب الكبير”، معلنا أن حزب التقدم والاشتراكية وجه دعوة للأحزاب الجزائرية التي تعذر عليها الحضور، مردفا” نتمنى أن يكون هذا العذر دون خلفيات، مشددا على اليد الممدودة اتجاه القوى الديمقراطية الجزائرية التي تناضل من أجل الدولة المدنية والحرية والديمقراطية الحقيقية”.
وشكل توالي الضيوف على منصة المؤتمر لإلقاء كلمات باسم أحزابهم لحظات قوية عرفتها فعاليات المؤتمر الحادي عشر لحزب التقدم والاشتراكية.
فقد اختار أيمن برواق عضو المكتب التنفيذي للحزب الاشتراكي التونسي، التنبيه في كلمته التي ضمنها تحايا عالية لحزب التقدم والاشتراكية من مؤسس الحزب الاشتراكي التونسي محمد الكيلاني، والأمين العام للحزب منصف الشريكي، (التنبيه) إلى الأخطار و التهديدات التي تتعرض لها شعوب ودول المنطقة المغاربية، نتيجة ما يشهد العالم من تحولات عميقة وجوهرية من عالم القطب الواحد إلى عالم متعدد الأقطاب.
وقال في هذا الصدد ” إن هذه التحولات محفوفة بالانزلاقات والأخطار التي تهدد شعوب العالم والإنسانية وشعوب المغرب الكبير أيضا التي تشترك في وحدة المصير وليست بمنأى عن هذه الأخطار، داعيا الأحزاب الاشتراكية وكل القوى التقدمية والديمقراطية والاجتماعية أن تبادر إلى توحيد صفوفها وتكثيف جهودها للتصدي لكل أشكال الهيمنة وإبعاد المغرب الكبير عن المحاور الإقليمية التي أصبحت تتدخل في الشؤون الداخلية بصورة فجة، وتجنب تبعات الصراع الدولي التي تعمل من أجل إعادة اقتسام مناطق النفوذ، والتصدي للإرهاب الذي لم يمثل ليس فقط عامل تسريع للارتداد الاجتماعي، بل يشكل أداة بين أيدي القوى الإقليمية والعالمية لإنهاك الدول والتعدي على سيادتها ووحدة أراضيها ومقدراتها والتدخل في قراراتها وخياراتها”.
ومن جهته، اعتبر عبد السلام حرمة، رئيس حزب الصواب الموريتاني، ما تضمنته الوثيقة السياسية التي قدمها الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الحادي عشر للحزب، بأنها بقدر ما تجسد قضايا وآفاق وتحديات الشعب المغربي بقدر ما تجسد آفاق وتحديات كل الشعوب المغاربية والعربية وشعوب العالم الثالث، قائلا” إن ذلك يعني أن مصير هذه الشعوب والأمم هو مصير واحد وتوجد في خندق واحد”.
ودعا في هذا الصدد إلى العمل من أجل تحقيق التكامل لمواجهة مختلف التحديات التي تشهدها المنطقة، معلنا رفض حزبه التام لفرض الفيزا بين الشعوب خاصة بين موريتانيا والمغرب، كما أعلن رفضه إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب، مشددا على ضرورة العمل من أجل المضي في تحقيق حلم الوحدة المغاربية والاتحاد المغاربي الذي شكل موضوع إعلان مراكش سنة 1986، وأن هذا الحلم لازالت له راهنيته خاصة في ظل هذه الأوضاع العصيبة اقتصاديا واجتماعيا.
ومن جهته، أكد عبد السلام الشيباني رئيس المجلس الوطني لحركة المستقبل الليبية، على عمق العلاقات اللبيبية المغربية، والتي هي علاقات قديمة عريقة خاصة على المستوى الأفقي وهي لا تحتاج إلى أي بروتوكول، حسب تعبير المتحدث، موجها التحية للشعب المغربي ولحزب التقدم والاشتراكية وقيادته، داعيا الأمين العام نبيل بنعبد الله إلى تحميل نواب حزب التقدم والاشتراكية في مجلس النواب رسالة مؤداها الدفع بالملف الليبي الذي يهم الصراع الليبيي المدفوع من دول إقليمية ودولية، وذلك لينال اهتمام المؤسسة التشريعية المغربية بما يؤدي إلى حلحلة هذا الصراع ، قائلا” إن هذا ليس غريبا على المغرب فهو احتضن لقاء الصخيرات 1 وبوزنيقة 2 “
وأكد رئيس المجلس الوطني لحركة المستقبل الليبية على العمل الكبير والمهم الذي ينتظر القوى التقدمية في بلدان المنطقة، سواء على المستوى السياسي والاجتماعي والبيئي، وتعزيز العمل مع الأحزاب داخل إفريقيا، فالعمق الإفريقي للدول المغاربية وإفريقيا هي امتداد لنا في هذا العمل الحزبي والشعبي، يقول المتحدث.
وأردف ملفتا” علينا جميعا أن نستعد للدفاع عن حقوقنا المشروعة ونستعد للدفاع عن أوطاننا فالحركة الرأسمالية الإمبريالية تحاصرنا في كل مكان، علينا أن نوحد الجهود على المستوى الشعبي والحزبي لكي تكون لنا كلمة واحدة ورأي واحد من أجل تحقيق حلم شعوب المغرب الكبير في الوحدة والتكامل وتحقيق التنمية والرخاء “.
فنن العفاني
تصوير: موسى رضوان
عقيل مكاو