أربع سنوات حبسا نافذا لمتهمين بجناية السرقة الموصوفة

أدانت غرفة الجنايات الابتدائية ب بمحكمة الاستئنافية بمدينة الجديدة، مؤخرا، متهمين، الأول سائق شاحنة، والثاني سائق جرافة، يعملان بشركة، وحكمت على كل واحد منهما بسنتين حبسا نافذا، بعد متابعتهما في حالة اعتقال من قبل الوكيل العام بجناية السرقة الموصوفة.
وجاء عملية إيقاف المتهمين  من قبل عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي لسيدي بوزيد، التابع للقيادة الجهوية بمدينة الجديدة، إثر شكاية تقدم بها الممثل القانوني بالمجمع الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر، أفاد من خلالها أنه ضبط سائق شاحنة من الحجم الكبير، متلبسا بسرقة الأسلاك النحاسية.
وبناء على ذلك، توجهت دورية للدرك الملكي للجرف الأصفر، وباشر عناصر الضابطة القضائية بحثا في النازلة بإجراء معاينة، فتبين بالفعل توقف الشاحنة المذكورة أعلاه، وتحت مقطورتها،  توجد كمية كبيرة من الأسلاك النحاسية، إضافة إلى وجود حراس الأمن الخاص والممثل القانوني للمجمع. وأثناء استفسار المتهم اعترف تلقائيا بحيازته للأسلاك النحاسية المسروقة، ودل عناصر الضابطة القضائية على المكان الذي سرق منه الأسلاك النحاسية، والموجود بمطرح النفايات داخل المجمع . كما صرح، بكل تلقائية، أنه قام بنقل النحاس بمساعدة المتهم الثاني سائق الجرافة، الذي يعمل معه بنفس الشركة الخاصة، وأنه شريك له في عملية السرقة، والذي لم يكن موجودا وقت حضور عناصر الدرك الملكي إلى عين مكان توقيف الشاحنة ومحاصرة سائقها.

وبعد ذلك، قام المحققون الأمنيون على اقتياد سائق الشاحنة إلى مركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد، التابع للقيادة الجهوية للدر الملكي بمدينة الجديدة. وبعد إشعار النيابة العامة المختصة، الممثلة في شخص نائب الوكيل العام المداوم باستئنافية الجديدة بحيثيات الواقعة، واطلاعه على الموضوع أصدر تعليماته، بوضع المتهم الأول تحت تدابير الحراسة النظرية، وتعميق البحث للوصول إلى المتهم  الثاني، وتكثيف الأبحاث لتحديد هوية مشتري المسروق الذي يملك دراجة نارية ثلاثية العجلات، الذي اعترف به سائق الشاحنة، إضافة إلى التأكد من الوضعية القانونية للشاحنة ،باعتبارها وسيلة النقل التي استعملت في عملية السرقة.
واستهل البحث بالاستماع مجددا للطرف المشتكي والذي صرح، في محضر قضائي، أنه كان رفقة  حراس المدخل الشرقي للمجمع الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر، يقومون بجولة تفقدية اعتيادية، وفجأة  لمحوا وجود شاحنة من الحجم الكبيرة ،توجد في موقف يثير الشك، فتمكنوا من توقيفها بالمدخل نفسه، وكانت محملة بكمية من أسلاك النحاس، تبين لهم، فيما بعد،  أن سائقها  قام بسرقتها من داخل المجمع  الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر ،وأنه كان متوجها بها صوب وجهة مجهولة.

 وأنه لحظة توقيف الشاحنة ومحاصرة سائقها، ترجل منها هذا الأخير وحاول التغلب على نفسه، غير أنه عند استفساره  ارتبك وتلعثم في الكلام، ولما قام حارس المدخل بتفحص الأسلاك النحاسية المسروقة، اكتشف أنها تعود ملكيتها إلى المجمع الشريف للفوسفاط، وأن السائق حاول إخفاءها و  تخزينها في الإطار الحديدي وهيكل مقطورة الشاحنة .

كما أكد، نفس المشتكي، أن الشاحنة التي ضبط المحجوز بها، تنشط بصفة قانونية بالمجمع المذكور في مجال التنظيف الصناعي، موضحا أن الكمية المسروقة من النحاس تبلغ 172 كيلوغراما وهي في ملكية المجمع الشريف للفوسفاط، وتبلغ قيمتها حوالى 69 ألف درهم. وأضاف أن المكان نفسه شهد في فترات سابقة عمليات سرقة مماثلة، كما أصر على متابعة كل من ثبت تورطه في عملية السرقة. وأثناء الاستماع للسائق تلقت عناصر الدرك إشعارا من ممثل إدارة المجمع  الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر، أخبرت من خلاله أن المتهم الثاني يوجد بمكان اقتراف الجريمة، فانتقلت دورية راكبة وعملت على إيقافه واقتياده إلى مقر مركز الدرك الملكي. وبعد مواجهته بالمنسوب إليه اعترف بالتهم الموجهة إليه.

 وبعد إتمام البحث التمهيدي، أحيل المتهمان الموقوفان على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، الذي استنطقهما ،ومن تم قرر متابعتهما في حالة اعتقال ، حيث تم إيداعهما السجن المحلي بسيدي موسى، وإحالتهما على غرفة الجنايات لمحاكمتهما.

 ويوم محاكمتهما، اعترف المتهمان ،من جديد، بالتهم المنسوبة إليهما، وحاولت مرافعات هيئة الدفاع، في إطار المساعدة القضائية، التخفيف من الحكم المتوقع، و بالرغم من ذلك ،اقتنعت هيئة المحكمة الموقرة بالتهم الموجهة للمتهمين الاثنين، ومن تم أدانتهما بسنتين سجنا نافذا لكل واحد منهما.

محمد الغوات

Related posts

Top