أسماء عزيزي.. مهووسة السفر والمغامرة في عالم الشركات الكبرى

بين الوصول والمغادرة لإسطنبول، لا تكف أسماء عزيزي من التمرد ضد الراحة ومعيار الحياة من وظيفة جيدة الأجر للذهاب قدما إلى الأمام، والبحث عن تجربة جديدة لإشباع هذا الانفعال الدفين ومواجهة المزيد من التحديات. هذه السيدة التي تنحدر من مدينة وجدة، مسلحة بالإيمان وبغد أفضل، دون أن يكون “الاستقرار” في العمل كافيا لإشباع رغبتها الفكرية وثقتها بأن التجارب في الحياة تنمو باستمرار عن طريق الخبرات المهنية، التي تضيف ماهو جديد لسيرتها الذاتية.
أسماء قالت إنه في أي فرصة تتاح لها، تجمع في أقل من يومين أغراضها وتركب الطائرة للذهاب إلى مكان آخر، وتعلم أن هناك شيء جديد في السفر الذي وصفته بأنه “ينظف الروح” في مسيرة حياتها ويجعلها تشعر بالحرية. بعد حصول عزيزي على البكالوريا شعبة العلوم الرياضية في مسقط رأسها، درست في جامعة محمد الأول، وذهبت على خطى أعمامها، سافرت إلى كندا للحصول على الماجستير في إدارة الأعمال في “لافال” أكبر مركز للبحوث في العمليات التقنية ، وسرعان ما حصلت على وظيفة في الألياف البصرية، مع دبلوم للدراسات العليا في التجارة الدولية من (جامعة مغييل).
عزيزي اشتغلت أولا مديرة بالقسم العلمي في (اكس فو كيبيك)، ومهندسة تسويق إقليمية مكلفة بسوق الولايات المتحدة في البصريات الضوئية في (أوتاوا). وفي سنة 2000، انتقلت إلى صناعة السلامة العامة في مونتريال، كرئيسة الانتاج والتسويق وتنمية الأعمال المشرفة على منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج وأفريقيا ومنطقة بحر الكاريبي والدول الاسكندنافية وتركيا، التي وقعت في سحرها. ولكن في هذه الفترة كانت هناك نقط هبوط على خريطة العالم،”سنة للتفرغ” استأنفت خلالها في باريس في عام 2004، كطالبة لتحضير الدكتوراه في الدبلوماسية الإستراتيجية الدولية، وبعد ذلك حصلت عند مجموعة تاليس (الدفاع والفضاء والأمن)، على منصب تطوير الأعمال في جميع أنحاء العالم ثم قفزت لمنصب مديرة التسويق لنظم الأمن في منطقة (مينا).
وتعتبر أسماء أن الاستثمار في التجارب وتقييمها أهم من أن تمتلك المجوهرات. وتقول بأن التفاؤل جعلها تحظى في تركيا، بمنصب مديرة أنشطة السلامة في “إدارة تاليس” لأربع سنوات.
 فجأة ودون سابق إنذار، غادرت في عام 2011، “عالم الأعمال” بحيث أسست شركة “العزيزي الخاصة بالاستشارات الدولية”، لمساعدة الشركات على تطوير استراتيجيات السوق الدولية في مجال الاستثمار. ومنذ ذلك الحين عملت كمستشار رئيسي لشركة فينميكانيكا (واحدة من المجموعات الرئيسية لصناعة الطيران في العالم) في تركيا و”اس تي اف ايه” (متخصصة في مجال الهندسة البحرية وبناء الموانئ)، أقدم شركة البناء في تركيا (تأسست في 1938) والتي تديرها أيضا تومريس تاسكنت، “امرأة قوية وأنيقة للغاية.” فالمجموعة المتخصصة في مجال الهندسة البحرية وبناء الموانئ “كونسورسيوم” التي تحقق 89 في المائة من معاملاتها التجارية الدولية، تقوم ببناء الميناء الجديد لآسفي في المغرب ودخلت في مناقصة لتشييد مجمع ميناء الناظور غرب المتوسط. العزيزي تتحدث في العديد من الندوات والاجتماعات عن نجاح المرأة في عالم الرجال، ومن بينها مؤتمر قمة البوسفور، التي هي عضو اللجنة المنظمة له.
أسماء تم تكريمها أيضا في عام 2009 في باريس من قبل غرفة التجارة الفرنسية والبريطانية لإنجازاتها على المستوى الدولي.
 في عقدها الرابع، تقول المغربية أسماء، إنه ما زالت لديها “القدرة على العمل والعطاء بشكل نشيط والعودة إلى الجامعة ” للحصول على دكتوراه لتحقيق رغبة والدها، حيث وضعت دائما هذا التحدي نصب أعينيها. العزيزي “نشيطة جدا” ولديها “هوس” للسفر ولا تسعى بأي حال من الأحوال للحد من طموحاتها.

Related posts

Top