“أسود الأطلس” ضد “فهود” الكونغو في ذهاب الدور الفاصل وسط ظروف تنظيمية سيئة

يخوض الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، اليوم الجمعة (الرابعة عصرا) مباراة مهمة بكينشاسا ضد منتخب الكونغو الديمقراطية، والتي تدخل في إطار ذهاب الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر.
كل المؤشرات تؤكد أن المواجهة لن تكن أبدا سهلة، ولا في المتناول بالنسبة للطرفين، خاصة أمام العناصر الوطنية المطالبة بتحقيق نتيجة إيجابية، بتفادي الهزيمة، في انتظار كسب رهان التفوق والحسم النهائي، خلال مباراة الإياب يوم الثلاثاء القادم، بمركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء.
وتبين من خلال الأخبار القادمة من العاصمة الكونغولية، أن هناك تعبئة كبيرة تشارك فيها كل أجهزة الدولة، من أجل تجاوز “أسود الأطلس”، والوصول للمرة الثانية في تاريخ هذا البلد إلى المونديال، بعد مشاركة في نسخة 1974 بألمانيا.
وللمغاربة ذكرى سيئة مع هذا الحدث، بعد ظلم تحكيمي فادح، تعرض له المنتخب المغربي خلال مباراة الذهاب بكينشاسا، والتي جرت سنة 1973، وكانت ضد منتخب الزايير (التسمية القديمة للكونغو) في إطار الإقصائيات، هذا الأخير حقق تأهيله على حساب أصدقاء أحمد فرس، بعد مجزرة تحكيمية، رفض بسببها الجانب المغربي خوض مباراة الإياب بالدار البيضاء، احتجاجا على عدم الإنصاف من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، رغم الاعتراض الذي تقدمت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
الآن، أصبح هذا الحدث جزء من الماضي، وهناك رغبة من أجل تجاوز مخلفات الفساد الذي نخر جسم الكرة الإفريقية لعدة عقود، إلا أن الأخبار القادمة من العاصمة الكونغولية، تؤكد أن هناك ممارسات غير سليمة، تتعرض لها البعثة المغربية، بعدم احترام الإجراءات التنظيمية المتفق عليها في مثل هذه المناسبات.
حدث هذا، بالرغم من كل الترتيبات والضمانات التي اتخذتها جامعة كرة القدم، إلا أن هناك رغبة على ما يبدو من طرف المسؤولين المحليين، لوضع كل العراقيل أمام المنتخب المغربي، في محاولة للتأثير على معنويات اللاعبين، وتشتيت تركيزهم واستعدادهم الذهني، وهو الهدف الذي يبدو أن كل مكونات البعثة المغربية انتبهت له، وما رسالة الاحتجاج التي بعثها المسؤولون المغاربة لدى (فيفا)، والاتحاد الكونغولي، إلا دليل على الجدية والحزم والصرامة التي تطبع تعامل البعثة المغربية مع هذه الممارسات غير الرياضية تماما، والتي من المفروض أنها باتت جزء من الماضي.
المؤكد أن المباراة ستكون مغلقة، ولن تعرف فرصا كثيرة للتسجيل، وسينصب التركيز أكثر على ربح معركة وسط الميدان، ومن يتحكم في هذه المنطقة الأساسية سيفرض بدون أدنى شك طريقة لعبه وأسلوبه في الأداء.
فالفريق الوطني المغربي لن يسعى بكل تأكيد لأخذ المبادرة، وإظهار الرغبة في امتلاك الكرة، وهذه مسألة طبيعية وعادية، لأن الهدف الأساسي، تفادي الهزيمة بالدرجة الأولى، وانتظار الفرص السانحة لكسب السبق، وتحقيق الامتياز، وعليه فإن المبادرة ستكون للكونغوليين، بقيادة مدرب داهية، يتمتع بتجربة كبيرة، وخبرة دولية من خلال إشرافه على أندية أوروبية وقيادة منتخبات معروفة، حقق معها نتائج لافتة.
والإيجابي بالنسبة لـ “أسود الأطلس أن المجموعة توجد بصفوف مكتملة، وأن العناصر الرسمية المكونة للخطوط الثلاثة، والتي شاركت بكأس إفريقيا للأمم الأخيرة بالكاميرون، حاضرة بنفس الجاهزية، وهذه نقطة تعتبر امتيازا، مقارنة مع المنتخب الكونغولى الغائب عن “الكان” الأخيرة، والأكثر من ذلك حقق تأهيله لهذا الدور بصعوبة كبيرة، بالرغم من سهولة المجموعة العاشرة التي ضمت منتخبات مدغشقر وبنين وتنزانيا.
كلنا أمل أن توفق العناصر الوطنية في تحقيق نتيجة إيجابية خلال مباراة اليوم، حتى تكسب كل الضمانات الممكنة، من أجل خوض مباراة الإياب في ظروف مواتية، والعبور لأعراس المونديال للمرة السادسة…

محمد الروحلي

Related posts

Top