أشغال متواصلة لإنجاز الخط الثاني للترامواي

تتسبب أشغال الحفر المتعلقة بإنجاز الخط الثاني للترامواي وتمديد الخط الأول بكلمترين بمنطقة ليساسفة، في حالة ازدحام كبيرة جراء غلق بعض الطرقات وضيق بعضها، خصوصا، عند المحور الطرقي ليساسفة، مما يشتكي منه السائقون، لاسيما، أصحاب سيارات الأجرة الذين يلجأ بعضهم للطرقات الفرعية التي تفتقر للتهيئة الضرورية بل بعضها توجد في وضعية كارثية بسبب انتشار الحفر، وهي العيوب أمست مادة دسمة تلوكها ألسنة أصحاب المركبات.

تتواصل أشغال إنجاز الخط الثاني لترامواي الدار البيضاء الذي سيربط عددا من الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، حيث سيقطع مسافة تفوق 15 كلمترا، انطلاقا من حي البرنوصي ووصولا إلى مسجد الحسن الثاني، مرورا، عبر كل من أحياء مولاي رشيد ودرب لكبير والفداء، قاطعا شوارع 2 مارس وأنوال وعبد المومن، تماما كما تتواصل اشغال تمديد الخط الأول للترامواي.
وتتسبب أشغال الحفر المتعلقة بإنجاز هذا الخط، في حالة ازدحام كبيرة جراء غلق بعض الطرقات وضيق بعضها، خصوصا، عند المحور الطرقي ليساسفة، مما يشتكي منه السائقون، لاسيما، أصحاب سيارات الأجرة الذين يلجأ بعضهم  للطرقات الفرعية التي تفتقر للتهيئة الضرورية، بل بعضها توجد في وضعية كارثية بسبب انتشار الحفر، وهي العيوب أمست مادة دسمة تلوكها ألسنة أصحاب المركبات ويستند إليها سائقو سيارات الأجرة في تبريراتهم عند تغيير مسار الطريق وتطويل المسافة للوجهة المقصودة، مما يرفع من كلومترات العداد ويثير احتجاج الزبناء على الزيادة في ثمن الركوب، بخاصة في أوقات الذروة، حيث الازدحام يبلغ أعلى مستوياته في بعض المواصلات العمومية التي تضطرها ظروف الرحلة واشغال الطريق لقضاء ضعف ما تستغرقه من الوقت للوصول إلى وجهتها المعلومة.
بيان اليوم رصدت ظاهرة الاكتظاظ في المحور الطرقي ليساسفة حيث الأشغال على قدم وساق لتمديد الخط الأول للترامواي واستمعت لآراء بعض المواطنين الذين أبدوا جميعهم تفهمهم للإزعاج الناتج عن الازدحام المرروي الناتج عن ضيق الطريق وضعف انسياب الحركة.
علاء الدين موسى، طالب جامعي، قال في تصريح للجريدة بأنه لا يخفى على أحد ما يعانيه سكان العاصمة الاقتصادية جراء الازدحام المروري الشديد الذي يزداد يوماً بعد آخر، ليس فقط في المحاور المرتبطة بإنجاز اشغال الخط الثاني لترامواي، بل على كل الطرقات تقريبا، مرجعا ذلك، إلى التوسع العمراني المتزايد الذي تعرفه هذه الحاضرة وارتفاع عدد السيارات التي تجوب شوارعها ومعظمها سيارات خاصة. ويضيف علاء الدين: من هنا جاءت فكرة إنجاز الترامواي، لتكون أنجع حل للمشكلة على المدى الاستراتيجي. في الحقيقية، من شأن إنجاز الخط الثاني لترامواي الدار البيضاء وتمديد خطه الأول، المساهمة في حل إشكالية التنقل على مستوى محوري عين الذئاب -سيدي البرنوصي ومحطة نهاية السير الكليات – ليساسفه، وذلك من خلال ضمان نوع من التكامل بين شبكتي الحافلات وسيارات الأجرة.
سعاد لكراتي، طالبة جامعية صادفتها بيان اليوم بالقرب من محطة الكليات وسألتها عن تأثير أشغال الترامواي على مواعيدها الدراسية، فأكدت على إيجابيات هذه الوسيلة الاجتماعية التي ستؤمن التنقل للجميع، مبرزة، أن المشكلة التي يصافها الطلاب لا تتمثل فقط في ازدحام الطرقات في المحاور التي تعرفها الأشغال المرتبطة بالترامواي، بل في رفض بعض أصحاب سيارات الأجرة نقلهم كلما تعلق الأمر بمسارات فيها الأشغال العمومية. وتابعت المتحدثة، أن تجنب بعض أصحاب التاكسيات نقل الزبناء إلى وجهات معلومة، بحجة ضياع الوقت وكثرة الأعطاب التي تصيب سياراتهم جراء أشغال الحفر، يمثل كابوسا مزعجا لمستعملي هذه الوسائل، بخاصة الطلاب الذين عليهم الالتحاق بمدرجاتهم في الوقت المحددة وتفادي الغيابات المتكررة لئلا يؤثر ذلك نتائج سنتهم الدراسية. واستطردت المتحدثة، أن الترامواي يساهم في عصرنة العاصمة الاقتصادية، تماما كمشاريع مارينا الدار البيضاء، وموروكو مول، وبرج دبي كازابلانكا تاورز، مشيرة، أن هذه المشاريع تدخل ضمن مخطط تنمية جهة الدار البيضاء الكبرى، من خلال إقامة توازن بين مختلف المناطق وفك العزلة عن الأحياء الهامشية عبر ربطها بالدينامية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، وتمكين الساكنة البيضاوية من وسيلة نقل عمومية نظيفة وإيكولوجية.

تغيير الصورة السائدة عن النقل الحضري

فبعد أن حلت هاته الوسيلة الجديدة بعضا من مشاكل النقل التي تتخبط فيها العاصمة الاقتصادية، تتواصل اشغال انجاز الخط الثاني لترامواي الدار البيضاء والذي سيربط عددا من الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية حيث سيقطع مسافة تفوق 15 كلمترا في قلب البيضاء النابض، انطلاقا من حي البرنوصي ووصولا إلى مسجد الحسن الثاني، مرورا عبر كل من أحياء مولاي رشيد ودرب لكبير والفداء، قاطعا شوارع 2 مارس وأنوال وعبد المومن، في حين سيمدد الخط الأول ليصل إلى منطقة ليساسفة. ومن المنتظر أن ينطلق الخط الثاني من ترامواي الدار البيضاء بشكل فعلي في نهاية عام 2018، كما من المرتقب أن تتوصل الشركة المكلفة بالمشروع «كازا ترنسبور» التي وقعت عقدا من أجل اقتناء مقطورات للخط الثاني، بأول مقطورة في شهر يوليوز القادم.
وتعد مسألة فك العزلة عن الأحياء البعيدة من بين أهداف وضع نظام منسجم للنقل الحضري، وذلك عبر تمكين الجميع من التنقل بسهولة، إذ تمكن وسائل النقل هذه من التخفيف من حدة اللامساواة، وتصبح أداة للحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن التموقع الجغرافي. إن جعل مسار الخط الأول للترامواي يأخذ شكل جدع بفرعين جرى التفكير فيه ليصير «ممرا استراتيجيا»، يسمح بربط الأحياء البعيدة بمركز المدينة، وبالتالي إنعاش مركز المدينة ومراكزها التجارية والخدماتية والمالية والصحية والتعليمية، كل ذلك مع تسهيل الربط مع وسائل النقل الأخرى. ييسر الترامواي إمكانية التنقل للسكان بمن فيهم الذين يحتاجون إلى الولوج للخدمات الترفيهية والصحية والتعليمية وغيرها، وبالتالي، فإن الخط الأول لترامواي الدار البيضاء ينطلق من محيط المدينة ليقطع عددا من المواقع الحساسة: محطة القطار المسافرين (محطة تي جي في مستقبلا)، ومحطة الوازيس ومركز المدينة والأحياء التجارية ومراكز التسوق والجامعات والشواطئ والأماكن الترفيهية.
لقد راهن مشروع الترامواي على تغيير الصورة السائدة عن النقل الحضري من خلال القدرة على منح جميع مستعمليه الراحة والأمان بأثمنة في متناول الجميع. بذلك يسمح استعمال ترامواي بالتمتع الكامل من فضاءات المدينة مع ضمان جودة الخدمات وسهولة التنقل، بما في ذلك تقديم خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة. لقد أخذ، في إطار الخط الأول من الترامواي، بعين الاعتبار هؤلاء الأشخاص الذين يعتبرون محدودي الحركة (ضعاف البصر والمعاقين)، أو العاجزين (المسنين والأطفال)، وذلك عبر اعتماد مجموعة من الوسائل المساعدة: المنحدرات من أجل تيسير ولوج الكراسي المتحركة، والأرضيات المنخفضة التي تسهل ولوج القاطرات، والتجهيزات الخاصة بالسلامة على مستوى الأرصفة والطرقات وأجهزة الإنذار بالقرب من المحطات وبداخل العربات. إن الحق في التنقل يجب أن يصاحبه الحق في السلامة بالنسبة لجميع مستعملي الترامواي، ولضمان ذلك بدلت جهود ملحوظة تجلت في وضع فيديو للمراقبة وتقوية تواجد وحدات للمشرفين والمراقبين ورجال الشرطة، وذلك على طول مسار خط الترامواي، 140 مشرفا، 210 موظف مراقبة في المحطات وبدخل العربات، 200 رجل شرطة بداخل العربات وبفضاءات المحطات.

 الحد من اعتماد السيارات الخاصة في التحرك داخل في المدينة

تهدف استراتيجية الشبكة المستقبلية للنقل الحضري بمسارات خاصة في الدار البيضاء أيضا إلى إدماج وسائط متعددة من وسائل النقل (القطار والحافلات والترامواي الخ) بالشكل الذي يؤدي إلى تشجيع التكامل فيما بين هذه الوسائط والحد من اعتماد السيارات الخاصة في التحرك داخل في المدينة. فمع إحداث أول خط لترامواي الدار البيضاء جرى إنشاء 5 مراكز للتبادل متعددة الوسائط لتغيير الاتجاه، وتقع بكل من الحي المحمدي، وساحة سيدي محمد أمام محطة البيضاء – مسافرين، وساحة الأمم المتحدة، وعند مدار حي باشكو وشارع عبد المومن وحي مستشفيات، وذلك لتسهيل الترابط والتكامل فيما بين هذه المناطق المختلفة.
وبإحداث أول خط للترامواي، عرفت مدينة الدار البيضاء تحولا عميقا استهدف منح هذه الحاضرة وجها عصريا جديدا. وكان مركز المدينة، الذي يحمل بصمات تاريخية، موضوع تأمل عميق، باعتبار مكانته وجاذبيته كتراث حضري معماري. وهكذا جرت إعادة تهيئة شارع محمد الخامس عبر تبليط أرضية جزء منه، ما أضفى عليه جاذبية وجمالية، إلى جانب ترميم ساحتي سيدي محمد والأمم المتحدة. فهذه المناطق التي جرت تهيئتها بالكامل ستظل فضاءات لتجوال البيضاويين وزوار المدينة، ما سيمكن من تنشيط الإقبال على المحلات التجارية المتواجدة بهذه الفضاءات.

ممرات خضراء وتجهيزات عمرانية جديدة

لقد ساهمت إعادة تهيئة الأرصفة والواجهات وتجديد الإنارة العمومية وتأثيث الشوارع بتجهيزات توفر لحظات للاستراحة، وإحداث ممرات خضراء على طول خط الترامواي، في إضفاء جمالية ورونق على المدينة. فبالإضافة إلى إعادة إصلاح الطرق والأرصفة وفقا لمعايير تجعلها تلعب أدوارا جديدة، ركزت التهيئة الحضرية على إحداث شبكة تحت أرضية، وتثبيت 2000 من المصابيح (ذات الاستهلاك المنخفض) وزراعة أكثر من 4000 شجرة. وقد جرى التفكير في وضع سقيفات للمحطات، حملت زخرفات مستوحاة من الهندسة المعمارية للدار البيضاء ومن الزليج، كل ذلك من أجل جعل هذه السقيفات مندمجة بانسجام داخل فضاء المدينة. وتم، إلى جانب ذلك، صباغة مجموع التجهيزات الجديدة بطلاء يقاوم الحرارة والرطوبة لحمايتها من التآكل والصدأ ومنحها جمالية حديثة وأناقة. ولترصيص الأرضيات تم اختيار مواد ذات قوة عالية ومثانة فائقة، مثل الخرسانة الشبيهة بالحجارة أو الجرانيت الأصفر.

 سعيد أيت اومزيد

Related posts

Top