أصبح التنقل عبر أحياء مدينة الدار البيضاء قطعة من جحيم لساكنة العاصمة الاقتصادية. فقد باتت هذه العاصمة المليونية ورشا مفتوحا. إذ لا تكاد الأشغال تنتهي من هذا الفضاء إلى أن تتم مباشرة الحفر من جديد في فضاء آخر.
وتسبب هذه الأوراش ازدحاما شديدا في الشوارع المؤدية إلى وسط المدينة، حيث تستقبل البيضاء يوميا عددا كبيرا من السيارات والشاحنات والحافلات، سواء من الهوامش أو مدن أخرى لنقل السلع والبضائع من ميناء الدار البيضاء.
وعبر البيضاويون لبيان اليوم عن استيائهم للوضع الذي أصبحت عليه المدينة منذ عدة سنوات، معتبرين الأمر لا يطاق. فرغم الأشغال التي يباشرها مجلس المدينة، لا يتغير وضع البنيات التحتية للمدينة بالشكل الذي يسمح بالخروج من أزمة الاختناق.
بعد سنتين أو ربما أكثر من انطلاق الأشغال لا تزال ظروف النقل سيئة بالعاصمة، ولاتزال الطرق مهترئة، وتعاني مجاري الصرف الصحي من أعطاب تنذر بالكارثة، فالقليل من الزخرت المطرية كفيل بإغراق شوارع لالمدينة المليونية، وهو ما يثير تساؤل الساكنة حول نتائج كل هذه الحفر؟
وعاينت بيان اليوم بشارع محمد السادس، وولاد زيان، اشتغال الآلات الثقيلة بأصواتها المزعجة في حفر الطريق لإنشاء الخط الثالث والرابع للطرامواي، وهو ما يسبب في اضطراب مروري متكرر، خصوصا خلال الفترة الصباحية والمسائية، ومعه تتعالى أصوات المنبهات المزعجة طيلة اليوم!.
وتطالب ساكنة البيضاء بوضع حد لهذا التدبير العشوائي للمدينة، بدل تقاذف المسؤولية بين المنتخبين الذين يتعاقبون على تدبير شؤونها المحلية، خصوصا في ما يتصل باحترام موعد انتهاء الأشغال كما هو محدد في العقود.
ومع شدة الاختناق المروري، تطفو على السطح، مجموعة من الانفلاتات المرورية، من قبيل استعمال سكة الطرامواي أو رصيف الراجلين، وهو ما يؤدي إلى المتابعة القانونية للكثير من السائقين لعدم احترامهم مدونة السير فيما يتصل بقواعد حركة السير والجولان.
يوسف الخيدر
تصوير: احمد عقيل مكاو