أصوات جديدة في الرواية العربية

> محمد توفيق أمزيان(صحافي متدرب)
في حلقة جديدة من سلسلة أصوات جديدة في الكتابة، احتضنت قاعة فاطمة المرنيسي، لقاء أدبيا برز خلاله ثلاثة مبدعين روائيين حصلوا على جوائز، ويتعلق الأمر بالروائي السوداني حمور زيادة من السودان، وعبد الرحيم حبيبي وإسماعيل غزالي المغربيين،  وعرف هذا اللقاء الأدبي الذي ترأسه عبد الفتاح الحجمري استفاضة في النقاش حول مضامين روايات المحتفى بهم، كما تم التطرق إلى خصوصيات الكتابة الروائية.
وافتتح اللقاء عبد الفتاح الحجمري بإعطاء مدخل تأطيري للنقاش استحضر فيه مضمون الرواية ، حيث أشار بداية إلى الكتاب المحتفى بهم، مشيرا إلى عمل كل منهم، حيث عرج في مستهل الجلسة على الكاتب السوداني حمور زيادة وروايته شوق الدرويش التي حازت على عدة جوائز، وأبرز الحجمري خصوصية هذه الرواية وتميزها، ثم اتجه صوب ابن مدينة آسفي عبد الرحيم حبيبي، حيث تحدث عن روايته تغريبة العبدي، كما تطرق لروايته خبز وحشيش وسمك، وأبرز الحس السردي الذي يتمتع به الكاتب، والذي أضفى جمالية أدبية على الرواية، ثم انتقل لإسماعيل غزالي وأعماله الأدبية، منها موسم صيد الزنجور، التي تميز من خلالها بعدة خصوصيات، حيث الكتابة تحتفل بالصداقة وشروخ القلب لتحول اللحظة وتغير معالم الأفكار.
وخلال مداخلته قال حمور زيادة، إنه سعيد بتواجده في المغرب بمعرض الكتاب بالدارالبيضاء، كما أنه سعيد بالاحتفاء به وتقديم بعض أعماله الروائية، وقال إنه سيواصل الكتابة وخصوصا كتابة الرواية  بأسلوب الحكي، مبرزا شغفه بالحكاية منذ أن كان طفلا، حيث استحضر ذكرياته مع جدته في السودان والحكايات الأسطورية أو الدينية التي كانت تحكيها له، وقال إن حلمه هو أن يكتب حكاية تبقى راسخة في الأذهان حتى تقول الأجيال القادمة، جاء للوجود سوداني استمتعنا بحكايته، قبل أن يختم حديثه بالتطرق لروايته شوق الدرويش التي اعتبرها ثمرة مجهودات قام بها، متمنيا أن يحقق أفضل منها في أعماله القادمة.
 ومن جهته أبرز عبد الرحيم حبيبي أسلوب كتابته لرواية تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية التي اعتمد فيها على المتن كما ميزتها اللغة السهلة السردية، حيث قال حبيبي إن كتابتها ليست بلغة المؤلف فقط وإنما بلغة المؤلفين وبلغة العبدي وبشخصيته، كما أشار كذلك إلى روايته خبز وحشيش وسمك، حيث أبرز في هذه الرواية بعض الأحداث التي رافقت مرحلة سنوات الرصاص التي شهدها المغرب، حيث قال إن شخصيات الرواية تميل إلى الواقع أكثر من ميولها إلى الخيال، وعن روايته سعد السعود اعتبرها تركيبا وتجميعا للشخصيات والأحداث، ما جعلها تشتمل على قضايا جديدة بنظرة مخالفة.
وبدوره قال إسماعيل غزالي إنه يدرك أن حديث الكاتب عن عمله محفوف بالمخاطر، حيث أن العمل ومنذ نشره يصبح في ذمة القارئ، إلا أنه قد يشير إلى ما دفعه للكتابة، وتحدث عن تأثره بالأشياء التي دفعته للكتابة وعن ولعه باللعب والمتاهة والأحلام، حيث قال إن هذا ما يزيده رغبة في الكتابة والتفكير في أعمال روائية مستقبلية، كما تحدث كذلك عن خصوصيات الكتابة حيث شبه الكاتب بالبهلوان أو رجل السرك في خلق التوازن، حيث قال إن على الكاتب أن يحرص على خلق توازن في كتابته، كما يفعل البهلوان في ألعاب السرك، وذلك حتى ترقى كتابته لمستوى مقبول وتلقى النجاح.
وفي ختام الجلسة، طرحت بعض الأسئلة والملاحظات خلقت جوا من النقاش استطاع من خلاله الجمهور فهم بعض النقط الإضافية، كما تمكنوا من الإطلاع أكثر على الأعمال الروائية للكتاب الثلاثة، حيث شكلت هذه الجلسة الأدبية مناسبة سانحة للوقوف عن قرب على خصوصية الكتابة الروائية.

Related posts

Top