لجأت مجموعة من الأطفال في مدرسة عباد الرحمن النموذجية الخاصة في غزة، إلى نسخ أحلامهم على الورق الأبيض بفعالية مميزة تعتمد على الرسم كوسيلة للتفريغ النفسي، وتعلم الانضباط في أصعب المواقف، وحيث أن هذه الفعالية أصبحت واجهة افتتاح الفصل الدراسي الجديد ومنذ عدة سنوات، فقد أقبل الأطفال على ممارسة النشاط بروح الجماعة وعملوا بنفس الفريق وأنجزوا وأبهروا معلماتهم ومعلميهم وكذلك الضيوف ممن وفدوا إلى المدرسة.
وجاءت هذه الفعاليات، هروباً من الواقع المؤلم الذي يعيشه مواطنو قطاع غزة، وخاصة في الوقت الذي كان القطاع يتعرض لهجمة جديدة من القصف الإسرائيلي، وبدأت وكالات الأنباء تلوح بعدو اسرائيلي جديد على غزة مشابها لعدوان صيف 2014 .
ولجأ أطفال غزة بروح من التفاؤل والمرح، لدرجة أن يمسكوا بالفرشاة ويغمسوها في الألوان ليرسموا أحلامهم بها.
وأوضحت المشرفة التربوية في المدرسة سائدة البنا، أنهم استطاعوا أن ينتزعوا الخوف من روح الصغار من خلال انخراطهم بفعالية تفريغ نفسي سريعة، وقد خصصت إدارة المدرسة هدية قيمة مغلفة وضعت أمام ناظر التلاميذ والتلميذات الذين شاركوا في الرسم من أجل تشجيعهم، وقد تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات، كل مجموعة كانت ترسم على ” رول” من الورق الأبيض المقوى بطريقة جماعية ومتناغمة ومتعاونة.
وبينت معلمة الفنون في المدرسة أمل البرعاوي، بأن مدرستها تهتم بممارسة التلاميذ والتلميذات للرسم منذ سن الحضانة، وتظل تتابع الموهوبين منهم حتى بعد أن يتخرجوا من المدرسة الثانوية ليبدأوا بعد ذلك بإقامة معارضهم الشخصية أو التوجه لدراسة الفن في الجامعة، ومن أبرز طلابها الكبار الفنان الشاب محمد عوض الله والذي تخرج من كلية الهندسة وكذلك الفنانين : كريمان المشهراوي ومحمد الحايك ومحمد الكردي.
وقالت إحدى الطالبات المشاركات في فعالية الرسم هيا دكا : ” لا يهمني القصف من حولنا لأنني قوية وأستطيع أن اضبط نفسي ومشاعري، لا يمكن أن أصرخ بها وأبكي وأنقل الخوف لإخوتي أو زميلاتي، ساعدني على ذلك الرسم، حيث أنني تعلمت أن أكون متماسكة. فالتعامل مع الفرشاة وغمس الألوان يحتاج إلى الدقة، وهذه الدقة تتطلب مني طول الصبر وبالتالي أصبحت أتحكم بنفسي في كل المواقف مهما كانت صعبة، حتى لو كانت الطائرات فوق رؤوسنا، ربما كان قدرنا أننا نعيش في منطقة معرضة للحرب باستمرار، ولكننا لا زلنا نملك الأمل في أن نكون مثل باقي أطفال العالم.”
 رام الله : وليد أبو سرحان