حسن اومريبط
تتوصل الجريدة خلال الأسابيع الأخيرة، بالعديد من الشكايات من سكان وجمعيات المجتمع المدني الفاعلة في الدواويرالتابعة للجماعة القروية لأمسكرود، مفادها أن المسؤول الجديد المكلف بتدبير شؤون المركز البريدي بذات الجماعة، ومنذ التحاقه بهذا المركز، نصب نفسه فوق القانون مستغلا طيبوبة ولطافة ساكنة المنطقة،وقصر ذات البين في احايين كثيرة، ليفجركل نزواته المكبوتة. وعبر كل المشتكون عن امتعاضهم البالغ واستيائهم العميق من سلوكات هذا الموظف الذي دأب على الوصول إلى مقر عمله، متأخرا، (تأخر يتجاوز في أحايين كثيرة الساعة من الزمن) تاركا، طوابير من المرتفقين تنتظر قدوم هذا “المسؤول” الذي تفتح أبواب المكتب وقت مشيئته وحسب أهوائه، دون مراعاة ظروف ساكنة الجماعة التي تشتغل معظمها في الفلاحة أو بعيدا عن أمسكرود المركز الشيء الذي يجعلها تتأخر عن عملها وهو ما يؤثر سلبا على علاقتهم بمستخدميهم.
معاناة الساكنة مع هذا الموظف، الحابل ماضيه المهني بسوابق لا أخلاقية من هذا القبيل وغيرها، لم تقتصر فقط على تعاليه واستهتاره المبالغ فيهما، بل تجاوزته إلى ما هو أخطر، وهو التحرش بالنساء والفتيات اللواتي يرتدن هذا المرفق العام، وكيله بمكيالين في تعامله مع زوار المؤسسة البريدية التي يشرف على “تدبيرها”حيث الأولوية والاستقبال بالابتسامة العريضة وبكلمات أقل ما يمكن وصفها بالخادشة للحياء، تكون للزائرات من الجنس اللطيف في الوقت الذي يواجه فيه الذكور بالجفاء وقلة المعاملة المشفوعة في غالب الأحيان بردود أفعال سلبية مثيرة لحفيظة الزوار، يقول عبدالله، أحد المكتوين بتقلبات مزاجية السيد “الرئيس”، وهو ما دفع بعون الأمن العامل في نفس المركز، بعد انتشار خبر تحرش البريدي بنساء المنطقة، كالنار في الهشيم في كل أرجاء المنطقة، إلى التدخل لثنيه على هذا السلوك غير السوي وإرجاعه إلى جادة الصواب، إلا أن ردة الفعل المسؤول البطل كانت أقوى بتدخله لدى الشركة التي ينتمي إليها العون ليكون مصيره الطرد، حتى يفسح له المجال لممارسة هواياته المفضلة بعيدا عن أعين ومراقبة هذا المستخدم البسيط الذي حاول التستر على فضائح وسلوكات هذا “الرئيس” الذي تعكس حركاته أثناء عمله، عدم براءة أفعاله، لعله يتعظ ويتوقف عن غيه.
سلوك، استنكرته كل الهيئات والمنظمات النشيطة بالمنطقة، لاسيما، وان الضحية المكلف بالأمن مشهود له بتفانيه في عملهوبدماثة أخلاقه مؤكدة على استعدادها التام لعدم السكوت على هذه التجاوزات والممارسات اللاأخلاقية التي يعرفها هذا المرفق العمومي، منذ أن وطأت أقدام هذا الموظف أرضيته.
ومن بين المتضررين الذين ضاقت درعه من سلوكات هذا “المسؤول” اللامسؤول، أحد مديري المؤسسات التعليمية العاملين بالمنطقة والذي رفض هذا البريدي المتعنت والمتعجرف، موافاته برصيد جمعية دعم مدرسة النجاح الخاص بمؤسسته، رغم تقديمه لطلب في هذا الشأن، يحمل طابع الجمعية وتوقيع رئيسها، بداعي عدم معرفته بما “يسمى بجمعية دعم مدرسة النجاح”. التصرف ذاته كان مصير رئيس الفرع الإقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي بنيابة أكادير إداوتنان، الذي وصدت في وجهه أبواب المركز بالمبررات نفسها.
وكانت أقوال كل الأشخاص الذين أدلوا للجريدة بشهاداتهم تصب في اتجاه واحد، وهو عدم استسغاء ما يقدم عليه هذا الموظف المعين، مؤخرا، والذي أصبح حديث كل القرى والمداشر المنتشرة عبر تراب الجماعات القروية أمسكرود وإضمين والدراركة، ليس بعمله المتقن والمتميز، بل بسلوكاته ومعاملاته التي تشمئز منها النفوس وتنفر منها القلوب، مستنكرين، عدم توصلهم ببريدهم في وقته المحدد، كما جرت العادة مع من سبقوه، وتعمده تأخيره قبل إرساله مع أحد أزلامه الدائرين في فلكه، (دوار أكافاي نموذجا)، عوض الاستعانة بـ”الشيوخ”و”المقدمين” الذين دأبوا على القيام بهذه المهمة عبرعقود من الزمن لمعرفتهم الدقيقة بتضاريس وخبايا الدواوير والمداشر ولمسؤوليتهم الأخلاقية مع الوزارة التابعين إليها.