«أناطو» أول تجربة سينمائية للمخرجة المغربية فاطمة بوبكدي

في أول تجربة سينمائية لها، وقعت المخرجة وكاتبة السيناريو المغربية فاطمة علي بوبكدي فيلمها الجديد الذي حمل عنوان «أناطو»، والذي تم تقديمه في عرضه الأول ضمن فعاليات مهرجان الاسكندرية لسينما البحر الأبيض المتوسط في نسخته السابغة والثلاثين.
ونال الفيلم، الذي شارك في مسابقة الأفلام الطويلة لدول البحر المتوسط، تقدير وإعجاب النقاد وجمهور المهرجان واعتبروه تجربة فريدة ومتميزة في السينما المغربية والإفريقية.
الناقد المصري عماد النويري قال،إن هذا الفيلم السينمائي «يعكس عملا احترافيا جادا وتجربة مهنية محترفة تقف وراءها مخرجة محترفة»، مبرزا أن كل تفاصيل الفيلم تم اختيارها بدقة وعناية كبيرتين.
وأبرز في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم أن «وراء هذه التجربة مخرجة مثقفة وواعية بالقضية التي تطرحها وحنكتها جديرة بتقديم تجربة سينمائية جديدة ومتميزة فكريا ومهنيا».
وتابع ،أن الجميل في هذا العمل هو تركيزه على موضوع الهوية، في قالب درامي محبوك حيث البطلة الأساسية تجسد نفسها ولكن أيضا تجسد قارة بالكامل التي ما تزال إشكالية الهوية مطروحة فيها بقوة.
من جهته عبر عامر الشرقي المدير الفني للفيلم عن ارتياحه الكبير للصدى الذي خلفه هذا العمل في المهرجان، مبرزا أن لجنة الانتقاء «كان لها موقف راق من الفيلم واعتبرته تجربة فريدة وجديدة في السينما المغربية والإفريقية».
ولفت إلى أن قصة الفيلم تم نسجها بطريقة مشوقة وسلسة تعكس عموما سمات الإبداع عند المخرجة فاطمة بوبكدي.
وبالنسبة لمخرجة الفيلم فاطمة بوبكدي، فقالت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن هذا العمل، وهو تجربتها السينمائية الأولى، يتحدث ظاهريا عن مأساة ومعاناة فتاة إفريقية لكن ترمز في الواقع لمعاناة القارة الإفريقية برمتها .
وأضافت بوبكدي أنها حاولت من خلال هذه الشخصية (أناطو) أن تتناول موضوعا يتجاوز مأساة البطلة ليعبر عن مأساة قارة بأسرها طالها الاستغلال والاستبداد وطالتها شتى أنوع الاضطهاد.
وعبرت عن سعادتها لكون العرض الأول لهذا الفليم يتم بمهرجان الاسكندرية، مبرزة أن الفليم نال تقدير وإعجاب الجمهور والنقاد الذين كانت لهم كلمة جميلة عن العمل وهو دليل على أن رسالة الفيلم وصلت للجمهور والنقاد معا.
ويحكي الفيلم قصة امرأة شابة مختلطة الأعراق أصلها من جزيرة سانت لويس، أمها سنغالية وأبوها فرنسي.
نشأت هذه الشابة، في ظل تعايش ثقافتين مما جعلها تؤمن بأن الهوية متعددة وقبول الآخر هو شكل من أشكال تحقيق الذات، رافضة بصفة مبدئية، أي شكل من أشكال الاستغلال وهكذا سعت باستمرار إلى الدفاع المستميت عن كل معاني الحرية والتحرر.
وعهدت المخرجة لم مثلين من بوركينا فاصو، السينغال، فرنسا والمغرب بلعب أدوار في الفيلم « لأجل إعطاء روح متعددة لفيلم مغربي متجدر في الثقافة والعمق الافريقي بكل ألوانه».
وبرأي المخرجة يسعى هذا العمل «إلى الانفتاح على قارتنا والكون من خلال قصة بمكونات إفريقية لكن تتغيا طرح أسئلة كونية.»
وتم تصوير مشاهد الفيلم بين المغرب والسنغال (أزمور ،مراكش ،بني ملال ،وسان لوي) وهو من بطولة ميمونة نداي، نيسيا بنغازي، وشيماء بلعسري، وعبد الله بنسعيد، وصلاح الدين بنموسى، وسعاد خويي.
يذكر أن المخرجة المغربية فاطمة بوبكدي التي نالت دبلوم المعهد العالي للتمثيل والتنشيط المسرحي، كانت بدايتها في الإخراج من المسرح، قبل أن تخرج العديد من الأعمال التلفزيونية الناجحة.
وعرفت بوبكدي باستقاء مواضيع أعمالها من التراث والأساطير الشعبية المغربية، وتسعى لتنويع مواضيع أعمالها للتطرق لقضايا من الواقع المعاصر.

Related posts

Top