أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت الماضي، عقد أول اجتماع وزاري لقمة دول جوار السودان غدا الأحد، في تشاد، لإيجاد حل شامل ووقف القتال المستمر منذ منتصف أبريل الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبوزيد في بيان إن وزير الخارجية سامح شكري توجه أمس الأحد إلى تشاد، للمشاركة في الاجتماع الأول للآلية الوزارية المنبثقة عن قمة دول جوار السودان التي عقدت في القاهرة.
وأضاف أن وزراء خارجية دول جوار السودان سوف يبحثون في اجتماعهم مختلف جوانب الأزمة السودانية بكافة أبعادها الأمنية والسياسية والإنسانية وتأثيراتها على الشعب السوداني وتداعياتها الإقليمية والدولية.
وأوضح أن الاجتماع يهدف إلى وضع مقترحات عملية تمكن رؤساء الدول والحكومات المجاورة للسودان من التحرك الفعال للتوصل إلى حلول تضع نهاية للأزمة الحالية وتحافظ على وحدة السودان وسلامته الإقليمية ومقدرات شعبه.
وكانت القاهرة قد استضافت قمة دول جوار السودان في 13 يوليو الماضي لبحث تداعيات الأزمة السودانية المندلعة اشتباكاتها المسلحة منذ أبريل الماضي.
وشارك في قمة دول جوار السودان، التي انعقدت في القاهرة رؤساء دول وحكومات ستة دول هي جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، وإريتريا، وإثيوبيا، وليبيا وجنوب السودان، بحضور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وأمين عام جامعة الدول العربية.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في البيان الختامي للقمة إنه تم “الاتفاق على إنشاء آلية وزارية تعقد اجتماعها الأول في تشاد لوضع خطة تنفيذية تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال”، بحسب بيان للقاهرة وقتها.
وكلف قادة دول جوار السودان الآلية ببحث الإجراءات التنفيذية المطلوبة لمعالجة تداعيات الأزمة السودانية على مستقبل واستقرار السودان ووضع الضمانات التي تكفل الحد من الآثار السلبية للأزمة على دول الجوار، على أن تعرض الآلية نتائج اجتماعاتها على القمة القادمة لدول جوار السودان.
واعتبرت النائب غادة عجمي، عضو مجلس النواب عن المصريين بالخارج ولجنة العلاقات الخارجية، أن مشاركة وزير الخارجية سامح شكري في الاجتماع الأول للآلية الوزارية المنبثقة عن قمة دول جوار السودان، تأكيد على تنفيذ توصيات قمة دول جوار السودان لوضع نهاية للأزمة الحالية، وتحافظ على وحدة السودان وسلامته الإقليمية ومقدرات شعبه الشقيق.
وأشارت عجمي، في تصريحات صحافية إلى أن توصيات قمة دول جوار السودان تؤكد حرص مصر على اتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.
وأكدت أن الحفاظ على أمن وسلامة السودان والحفاظ على الدولة الوطنية جزء رئيسي من السياسة الخارجية لمصر، علاوة على سعيها الدائم لإيجاد حلول فاعلة بالمشاركة مع دول الجوار للأزمة وعودة الاستقرار والأمن للسودان الشقيق.
ومنذ منتصف أبريل الماضي، يدور قتال شرس بين الجيش قوات الدعم السريع، أدى إلى تشريد نحو ثلاثة ملايين شخص، بينهم نحو مليون لاجئ في دول الجوار، ومقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص أغلبهم مدنيون، في الخرطوم وعدد من مدن البلاد الأخرى، لا سيما في دارفور وشمال كردفان، ولم تفلح وساطة سعودية – أميركية وأخرى بواسطة دول مجموعة “إيغاد” في وقف القتال بين الطرفين رغم توقيعهما أكثر من اتفاقية هدنة.
ويتبادل الجيش بقيادة الفريق الأول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.