أعلنت الأمم المتحدة بداية الأسبوع الجاري، أنها بحاجة إلى مليار دولار لمساعدة الفارين من السودان الذين يتوقع أن يصل عددهم إلى 1.8 مليون شخص هذا العام، هربا من القتال العنيف الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن هذا الرقم يشكل “ضعف” الأموال التي طلبتها في أيار/مايو الماضي، بينما تجد الأمم المتحدة صعوبة في جمع الأموال التي تعهد المجتمع الدولي دفعها قبل بضعة أشهر لمساعدة السودان.
أفاد بيان صادر عن المفوضية الأممية العليا للاجئين، إن أكثر من مليون شخص- بينهم لاجئون- فروا من السودان إلى البلدان المجاورة. وقال مامادو ديان بالدي، المدير الإقليمي للمفوضية الأممية العليا للاجئين في شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي والبحيرات الكبرى، في بيان إن “الأزمة أدت إلى طلب ملح على المساعدات الإنسانية، أولئك الذين يصلون إلى المناطق الحدودية النائية يجدون أنفسهم في ظروف يائسة بسبب عدم كفاية الخدمات وضعف البنية التحتية ومحدودية الوصول”. وأضاف “يبذل الشركاء النشطون في هذه الاستجابة قصارى جهدهم لدعم الوافدين ومضيفيهم، ولكن بدون موارد كافية من الجهات المانحة، سيتم تقليص هذه الجهود بشدة”. وبحسب المفوضية فإن البلدان التي تستقبل اللاجئين – جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان – كانت تستضيف بالفعل مئات آلاف النازحين قبل هذه الأزمة. وتابع بالدي “من المحزن للغاية أن نتلقى تقارير عن وفاة أطفال بسبب أمراض يمكن الوقاية منها بالكامل، إذا كان لدى الشركاء الموارد الكافية”. وقال أيضا “يتعين على المجتمع الدولي أن يتضامن مع الحكومات والمجتمعات المضيفة وأن يعالج النقص المستمر في تمويل العمليات الإنسانية”. وفي غضون ذلك، عاد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إلى بلاده بعد زيارة أول أمس الاثنين إلى جنوب السودان حيث “بحث” تطورات الحرب في السودان. وأعلن مجلس السيادة، أعلى سلطة حاليا في السودان، أن البرهان وصل إلى بورتسودان على البحر الأحمر، بعدما أجرى محادثات الاثنين مع رئيس جنوب السودان سلفا كير، المتمرد السابق على الخرطوم الذي أعلن استقلال بلاده عام 2011. وبحث الزعيمان “الجهود التي تبذلها دول الإقليم، لا سيما دولة جنوب السودان، لمعالجة الأزمة في السودان”، بحسب المصدر نفسه. ومنذ استقلال جنوب السودان، أصبح كير الوسيط التقليدي للسودان. وقال وزير شؤون الحكومة في جنوب السودان مارتن إيليا لومورو إنه “من المعروف أن الرئيس كير هو الشخص الوحيد الذي لديه معرفة بشأن السودان، ويمكنه إيجاد حل للأزمة السودانية”. وهذه هي الزيارة الخارجية الثانية للبرهان منذ اندلاع النزاع بين الجيش بقيادته وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو في 15 أبريل الماضي. والبرهان هو الحاكم الفعلي للسودان منذ تنفيذه انقلابا في العام 2021. وزار البرهان مصر في 29 غشت الماضي حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في مدينة العلمين. وتأتي المحطتان الخارجيتان للبرهان في ظل تقارير عن وساطات للتفاوض بينه وبين دقلو خارج البلاد، سعيا لإيجاد حل للنزاع. وأدت الحرب إلى مقتل خمسة آلاف شخص على الأقل ونزوح 3.6 ملايين شخص داخل البلاد، بالإضافة إلى فرار مليون شخص آخرين إلى الدول المجاورة. وتعتبر تشاد من أبرز الجيران الذين استقبلوا أعدادا كبيرة من النازحين السودانيين إذ بلغ عدد الفار ين إليها أكثر من 400 ألف شخص، تليها مصر (287 ألفا) وجنوب السودان (248 ألفا). وطلبت الأمم المتحدة في ماي الماضي، أموالا لمساعدة النازحين، ولم تتلق سوى ربع احتياجاتها. كذلك طلبت بداية الأسبوع الجاري مليار دولار إضافية، مؤكدة أن “الذين يصلون إلى المناطق الحدودية النائية يجدون أنفسهم في ظروف يائسة”. ويعيش كثر منهم في مخيمات مؤقتة بدون بنى تحتية أو إمكان الحصول على مأوى أو ماء أو غذاء. وأكدت سوزانا بورغيس من منظمة أطباء بلا حدود أن في تشاد مثلا “لم يتلق البعض طعاما منذ خمسة أسابيع”. وقالت بحزن “يطعم الناس أطفالهم الحشرات والأعشاب وأوراق الشجر”. وشددت على أن ذلك يفاقم الأزمة الصحية في حين يواجه العاملون في المجال الإنساني حالات عديدة من “الملاريا والإسهال وسوء التغذية”. وذكرت الأمم المتحدة بأن الأوبئة ولسيما الكوليرا والحصبة، تنتشر بين اللاجئين وتقتل بعضهم. وقال مامادو ديان بالدي، المدير الإقليمي للمفوضية الأممية العليا للاجئين في شرق إفريقيا ومنطقة القرن الإفريقي والبحيرات الكبرى، في بيان “من المحزن جدا أن نتلقى تقارير عن وفاة أطفال بسبب أمراض يمكن الوقاية منها بالكامل، لو كان لدى الشركاء الموارد الكافية”. وتابع بالدي “يتعين على المجتمع الدولي أن يتضامن مع الحكومات والمجتمعات المضيفة وأن يعالج النقص المستمر في تمويل العمليات الإنسانية”. وبحسب المفوضية فإن البلدان التي تستقبل اللاجئين – جمهورية افريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان – كانت تستضيف بالفعل مئات آلاف النازحين قبل هذه الأزمة، وهي تعاني حاليا من أزمات اقتصادية وأمنية خطيرة. ويحتاج نصف سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية، بينهم ستة ملايين على شفير المجاعة. وفي الخرطوم، أفاد سكان بأن القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع الذي يتركز في أحياء مكتظة بالسكان “اشتد” منذ الأحد مع مزيد من “تبادل القصف المدفعي والصاروخي”. وأكد سكان آخرون أن “القوات الجوية قصفت (مواقع لقوات الدعم السريع) قرب القصر الرئاسي”، مشيرين إلى أعمدة الدخان المتصاعدة فوق وسط المدينة. وأكد سكان أنها المرة الأولى منذ بداية النزاع التي يستهدف فيها سلاح الجو قواعد لقوات الدعم السريع منتشرة في وسط الأحياء السكنية. وتصاعدت أعمال العنف أيضا في نيالا عاصمة جنوب دارفور الواقعة في الغرب على الحدود مع تشاد. وبعدما ظل بعيدا عن الأنظار منذ بدء الحرب تقريبا، خرج دقلو عن صمته مساء أول أمس الاثنين إذ نشر رسالة صوتية على وسائل التواصل الاجتماعي مدتها 20 دقيقة عرض فيها وجهة نظره للأوضاع منذ بدأ النزاع وحتى اليوم. وفي رسالته المطولة عرض دقلو جانبا من المحادثات التي جرت بينه وبين البرهان قبل اندلاع النزاع، مؤكدا أن قائد الجيش هو من بدأ الحرب وليس قوات الدعم السريع. وقال دقلو مخاطبا حليف الأمس وعدو اليوم “يا برهان، اتق الله يا أخي، ضربتمونا بالطيران الأجنبي”، من دون أن يحد د أي دولة يقصد، لكنه ألمح إلى وجود عناصر من القوات الجوية المصرية – أقرب حلفاء البرهان – في قاعدة مروي الجوية في شمال السودان. واتهم دقلو البرهان بالسعي لإعادة النظام السابق إلى السلطة، وبارتكاب جرائم حرب وإلصاق التهمة بقوات الدعم السريع. وتأتي زيارة البرهان لجوبا وكذلك أيضا رسالة دقلو التي غلبت عليها نبرة العتاب والشكوى بعد تعثر الجهود الدبلوماسية
المتكررة لإنهاء القتال بين الرجلين.