أن تحرج غانا…

إلى حدود الأمس القريب، كان الوقوف ندا لند أمام الفئات السنية لكل من غانا ونيجيريا، حلما صعب المنال، نظرا للفارق الكبير في المستوى، وقيمة اللاعبين الذين تنجبهم هاتين المدرسين الكبيرتين، بتاريخهما وعطاءاتهما الذي لا يقارن إفريقيا على الأقل.
ورغم كل المحاولات التي بذلت، والإمكانيات التي سخرت على مستوى الفئات الصغرى بكرة القدم المغربية، فإن الحصيلة لا تتعدى مشاركات قليلة بكأس العالم للشبان، ولعل أبرز النتائج التي تحققت، الفوز باللقب القاري سنة 1996 بالمغرب، والمشاركة الإيجابية بمونديال هولندا سنة 2005، باحتلال المرتبة الرابعة.
منذ ذلك التاريخ، كان الإخفاق هو سيد الموقف، بل إن المنتخب المغربي لم يتمكن من الوصول حتى لكأس الأمم الإفريقية الخاصة بالشبان، أو ما أصبح يصطلح عليه بأقل من 20 سنة.
بعد 15 سنة من الغياب القاسي، عاد أخيرا أشبال الأطلس لمونديال القارة، ليجددوا الحضور، على أمل أن تعكس هذه المشاركة المجهود المبذول على مستوى كل الفئات السنية خلال السنوات الأخيرة، أو بالأحرى منذ تخصيص اهتمام غير مسبوق بكل منتخبات هذه الفئة، وفي سن مبكرة.
بدورة موريتانيا، حكمت القرعة على الأشبال بالتواجد بالمجموعة الثالثة، إلى جانب غامبيا، تنزانيا وغانا، وفي أول مباراة فازوا على غامبيا بهدف لصفر، بينما أمطر الغانيون شباك تنزانيا برباعية نظيفة، لتتجه الأنظار إلى الموعد الكبير بهذه المجموعة، حيث المواجهة القوية بين المنتخبين المغربي والغاني.
وبالفعل جاءت المواجهة قوية، صعبة ومثيرة، كما حظيت باهتمام متابعي هذه الدورة، وما أعطى قيمة للمباراة، هو البروز القوي للمنتخب المغربي، خاصة بدورة شمال أفريقيا بتونس، وتألق مجموعة من اللاعبين الواعدين بمختلف الخطوط.
انتهت المواجهة بالتعادل الأبيض، لكن مجريات المباراة أظهرت تفوقا ملحوظا، لأشبال المدرب الوطني عبوب زكرياء، إذ كان بإمكانهم تحقيق فوز مستحق، بالنظر للعديد من فرص التسجيل التي صنعوها خلال الشوطين، والفرصة الوحيدة التي أتيحت للنجوم السوداء، جاءت من ضربة خطأ مباشرة على بعد 30 مترا، إلا أن براعة الحارس المغربي بولعورش كانت حاضرة.
والملحوظ أن قوة المنتخب الغاني وقيمة لاعبيه، لم تبرز أمام المستوى اللافت الذي ظهرت به العناصر الوطنية، وهو مؤشر إيجابي على التقدم الذي سجل بمجموعة من المحطات والحفاظ على الاستمرارية المطلوبة بين مختلف الفئات.
أن تتمكن من إحراج غانا القوية، فهذا مؤشر جد ايجابي يعكس قيمة العمل القاعدي، المبذول على مستوى الفئات السنية بكرة القدم الوطنية، وأن الرعاية الاستثنائية والاهتمام غير المسبوق، من الطبيعي أن يعطي النتائج المنتظرة، ودورة موريتانيا موعد لتأكيد هذا التطور المتلاحق.
نتمنى لأشبال الأطلس كامل التوفيق.

>محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top