لا تخفى على أي أحد أهمية الدبلوماسية الرياضية، والدور الذي تلعبه في خدمة القضايا الوطنية، انطلاقا من التعريف بالبلد والترويج لصورته وثقافته ومميزاته ومرتكزاته…
والإيجابي أن هناك وعيا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة بهذا الجانب المؤثر، والدليل على ذلك حجم الحضور المغربي على مستوى المناصب بالهيئات والتنظيمات، على الصعيدين الإفريقي أو الدولي، بوتيرة ارتفعت بشكل قوي خلال السنوات الأخيرة، ليصبح هذا الحضور النوعي والكمي ظاهرة حقيقية، وقف عليها المتتبعون بالعديد من مختلف المستويات.
ففي ظرف قياسي احتل أعضاء مغاربة مناصب عليا، بعدة أجهزة دولية وازنة كالاتحاد الدولي لكرة القدم، كما هو الحال لفوزي لقجع وبشرى حجيج بالكرة الطائرة ومحمد بلماحي بالدرجات وأيضا علي غربال بالإنقاذ الرياضي…
قبل هذه الشخصيات، يتواجد مغاربة آخرون على رأس اتحادات قارية، كما هو الحال بالنسبة للمصارعة والريكبي، دون أن ننسى الصامبو والطاي جيتسو والملاكمة والتايكواندو.
وطبيعي أن نشير بكثير من التقدير للمكانة البارزة التي تحتلها نوال المتوكل، ومنذ سنوات طويلة ولازالت، باللجنة الأولمبية الدولية، حيث تعتبر من بين الشخصيات النافذة والمؤثرة في قراراتها، وأيضا داخل الاتحاد الدولي لألعاب القوى.
وهناك العديد من الأسماء المغربية التي تحتل مراكز مهمة كتقنيين بارزين، في ألعاب القوى، والتنس والدرجات وكرة القدم واليد والسلة والجيدو… وغيرها من الأنواع الرياضية التي أصبح للمغرب دورا بارزا من حيث التكوين والتأطير والإدارة.
والأكيد أن هناك أسماء مغربية أخرى لها حضور وازن على المستوى التقني قاريا ودوليا، لا يتسع المجال في هذا الحيز لذكر الصفات والأنواع الرياضية التي يشتغلون بها، لكن المؤكد أن هناك حضورا مشرفا لأطر تكونت وطنيا لتبرز خارجيا، وبكفاءة لا يمكن تجاهلها…
حضور يشكل بالفعل قيمة حقيقية، يساهم في إشعاع المغرب، ويروج لقيمة الرياضة المغربية التي ورغم المشاكل الهيكلية التي تعاني منها، إلا أنها استطاعت إنجاب مسيرين وأطر إدارية وتقنية من مستوى عال، وهذا ما يجب تسجيله والوقوف عليه، بل الافتخار به إلى أبعد الحدود…
في السابق استطاعت أسماء مغربية الوصول إلى مناصب عليا، بفضل مجهود وطموح فردي، وتوظيف علاقات وإمكانيات شخصية، أما الآن فهناك دعم ملحوظ واستراتيجية دولة، تدفع في اتجاه تقوية الدبلوماسية الرياضية المغربية، وهذا توجه وطني مهم يسجل بكثير من التقدير والإشادة.
كانت هذه الاستراتيجية مطلبا محليا، وغيابها لسنوات خلت، شكلت دائما نقطة سوداء، انعكست سلبا على مصالح المغرب وأثرت كثيرا على إمكانية حضوره المؤثر والوازن.
والآن وبعد أن تم تدارك هذا الفراغ المهول، لابد من التأكيد على شيء أساسي بداية من الكفاءة في الاختيار، وضرورة التنسيق الدائم مع أجهزة الدولة ومؤسساتها، والأهم من كل هذا، نظافة اليد والسلوك السليم، وهذه من الصفات الأساسية الواجب توفرها في أي شخص يطمح للتمثيل الخارجي…
>محمد الروحلي