أهمية “الشان”

أجريت مطلع الأسبوع الجاري قرعة نهائيات كأس أمم إفريقيا في كرة القدم للاعبين المحليين “الشان”، والتي ستحتضنها الكامرون في الفترة من 4 إلى 25 من شهر أبريل القادم، بعدما كان مقررا لها بداية السنة الجارية.
حكمت القرعة على المنتخب المغربي بالتواجد في المجموعة الثالثة إلى جانب منتخبات طوغو وأوغندا ورواندا، وستكون أول مباراة للعناصر الوطنية ضد طوغو ثم رواندا فأوغندا.
وجاء تأهل المنتخب المغربي بعد تجاوز نظيره الجزائري في تصفيات عرفت مشاركة 47 منتخباً، تأهل عنها 15 منتخباً، لكن الأنظار ستتركز أكثر على المحليين المغاربة بصفتهم أبطال النسخة الماضية، والتي جرت بالمغرب سنة 2018.
وكلما اقتربت هذه التظاهرة التي تجرى كل سنتين، إلا وعاد الحديث من جديد حول أهمية المسابقة التي أقرها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) سنة 2009، وفاز خلالها منتخب الكونغو الديمقراطية بأول نسخة، لكنه اختفى بعد ذلك عن الأنظار، ليفسح المجال أمام منتخبي تونس وليبيا الفائزين بنسختي 2011 و2014، قبل أن يعود الكونغوليون مجددا سنة 2016 إلى منصة التتويج.
صحيح أن ضغط برمجة المباريات بين تلك الخاصة بالمنتخبات أو المتعلقة بالأندية، جعل جهات معارضة تنتقد إجراء هذه التظاهرة من أصلها، واعتبارها مجرد مضيعة للوقت وزيادة ضغط على اللاعبين، لكن التفكير في تخصيص مسابقة خاصة بالمحليين، كان الهدف منه أساسا منح الفرصة أمام المواهب المحلية للبروز على الصعيد الإفريقي، والوقوف أكثر على منتوج الدوريات المحلية.
وانطلاقا من هذه الأهمية، فإن مسابقة “الشان” تكتسي قيمة أساسية في منظومة كرة القدم الإفريقية، وهي أيضا مقياس يمكن الجميع من معرفة المستوى الحقيقي للاعب الإفريقي المرشح للانتقال للاحتراف الأوروبي في سن مبكرة.
وبحكم التطور الذي بدأت تعرفه البطولة المغربية، فإن “الشان” فرصة مواتية لتأكيد هذه القيمة، والاستفادة من التسويق الذي تشكله التظاهرة، والتعريف أكثر بإمكانياتها التقنية والمالية وبنياتها التحتية والأساسية.
وكرة القدم المغربية محكوم عليها بالمشاركة والبحث بجدية عن التتويج القاري انطلاقا من عدة اعتبارات تتعلق أساسا بقرارات سيادية تتخذ على أعلى مستوى، وبالتالي لا يمكن اتخاذ أي موقف معاكس لهذا التوجه الرسمي والقاضي بالتواجد في جل المحافل بالقارة السمراء، خاصة في جانبها الرياضي لما له من تأثير مباشر على مجالات أخرى جد مهمة.
ننتظر إذن مشاركة إيجابية لأشبال الحسين عموتة، والمنافسة بقوة لكسب لقب النسخة السادسة، والحفاظ على تقدم يحفظ لكرة القدم الوطنية مكانتها المتميزة إفريقيا…

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top