أولمبيك خريبكة .. فريق دون هوية وسط أجواء مكهربة

اختيار المدرب يوسف المريني لإنقاذ فريق أولمبيك خريبكة من السقوط إلى بطولة القسم الوطني الثاني خلال الموسم الماضي لقي معارضة شديدة من طرف كل اللترات وجمعيات المحبين بدعوى العلاقة المتشنجة التي تربطه مع الجماهير الخريبكية التي فات وأن كانت سببا في انفصاله مع الفريق في عهد الرئيس الدرداكي.

السكادي باق رغم مطالب الرحيل

بيد أن الرئيس الحالي المصطفى السكادي كان له رأي معاكس لمطالب الجماهير التي ظلت تطالبه هو الآخر بالرحيل طوال الموسم الماضي، فأينما وليت وجهك بمدينة خريبكة تقرأ عبارة (سكادي ارحل) بعد النتائج السلبية.
ورغم الفوز بلقب كأس العرش حيت تشبث بتعاقد مبدئي مع المريني لإنقاذ الفريق مقابل منحة البقاء 50 مليون سنتيم والتعاقد معه لمدة موسمين ورغم إنقاذ الفريق من النزول بقيت الجماهير الخريبكية تطالب برحيل السكادي الذي تشبث بالبقاء على رأس الفريق.
السكادي أضاف أربع سنوات أخرى ضمنها بعد جمع عام عرف كيف يوجهه لصالحه رغم ترشح ستة منافسين له لرئاسة الفريق، لكن اللعبة انكشفت بعد انسحاب خمسة منهم وبقي منافس واحد راهن على ملتمس تأجيل الجمع العام.
لكن هدا الملتمس رفض ما دفعه هو الآخر للانسحاب من سباق الرئاسة ليبقى السكادي مرشحا وحيدا صوت لصالحة المنخرطون والمنافسون ليتضح جليا دهاء وتجربة السكادي في المناورة ويضمن بقائه على رأس الفريق لولاية جديدة.

هجرة غير مسبوقة ورقم قياسي للقادمين

من هنا ستنطلق حكاية الأوصيكا نحو مستقبل مجهول وآفاق غير واضحة خاصة بعد إعلان كل ركائز الفريق مغادرتها ورفضها لعروض السكادي وهم إبراهيم البزغودي ورشيد تيبركانين وعبد النبي لحراري وإبراهيم لاركو ومحمد أمين البورقادي وعثمان العساس (نهاية العقد) وجواد ياميق (انتقل إلى الرجاء البيضاوي) وممادو سيدي باي وسوري دياموندي ولاسانا فاني وعبد الغاني العدناوي وفوزي عبد الغني وعدنان الوردي (فسخ العقد) وساليف كوليبالي (إعارة).
14 لاعبا غادروا الفريق دفعة واحدة مما خلق نوعا من الارتباك داخل منظومة الفريق، ما دفع بالرئيس والمدرب إلى البحث المكثف عن لاعبين جاهزين لسد الخصاص المهول الناتج عن هذه الهجرة الغير المسبوقة في تاريخ الفريق.
من جهة، استغل المريني التجمع الأولي الإعدادي بخريبكة بعد توافد عدد مهم من اللاعبين الراغبين في الانضمام إلى الفريق، وبعد حصص تجريبية تم اختيار أشرف الهيلالي القادم من يوسفية برشيد وأيوب المراوي من اتحاد أبي الجعد و وإلياس لبيض من أندرلخت البلجيكي ونبيل لبويزي من الرجاء البيضاوي وياسين واكيلي من النجم الرياضي ومتلول التونسي وعبد الصمد أمعيش وعبد العالي العبوبي من اتحاد طنجة.
كما استعاد الفريق لاعبين معرين حمزة قلعي ونور الدين العقال واستقدم من مدرسة الفريق ستة لاعبين هم أشرف الصديق ومحمد الهاشمي وخالد هشادي ومحمد رمزي  وحكيم الطاهوري وصلاح دامين، كما تعاقد الفريق مع المهاجم الكاميروني دانكي نكومي والنيجيري أكونا لمدة أربع سنوات وأيوب لكحل القادم من تطوان لمدة سنة والكونغولي بيذيمبو جورج قادر لمدة أربع سنوات.
رقم قياسي آخر وهو تعزيز الفريق بـ 18 لاعبا جديدا، هذه الترسانة من اللاعبين أدخلت لمريني في دوامة البحث عن تشكيلة قارة مما جعل الفريق يظهر مفكك الخطوط ودون انسجام.
تشكيلة بموافقة الرئيس ومباراة
مصيرية ضد الوداد

تشكيلة لها سمة خاصة مكونة من شباب ومخضرمين ومتمرسين ولاعبين جدد عن أجواء البطولة الاحترافية .. كلها معطيات جعلت الفريق يجد صعوبة في بناء الهجمات وإتمام العمليات والعودة إلى الدفاع والانضباط داخل رقعة الملعب.
خلاصة القول إن الفريق الخريبكي يلعب بدون هوية كروية داخل أجواء مكهربة يعمها الاحتجاج للجمهور القليل الذي يحج إلى مركب الفوسفاط في غياب جمعيات المحبين والإلترات التي أعلنت مقاطعتها لمباريات الفريق خاصة وأن الرئيس قرر رفع الدعم عنهم وفرض عليهم أداء واجب الدخول إلى الملعب.
هده المعطيات بعثرت أوراق المريني الذي جعلته يشتغل هو الآخر في ظروف غير مواتية، حيث أصبح مجبرا على تقديم التشكيلة التي سيلعب بها إلى الرئيس للموافقة عليها.
ورغم ذلك فالفريق غادر منافسات كأس العرش مبكرا وحصد هزيمتين متتاليتين واحدة داخل الميدان وأخرى خارجه وتنظره مقابلة صعبة مؤجلة أمام فريق الوداد البيضاوي اليوم السبت بمركب الفوسفاط.
هذه النتائج جعلت الفريق يعيش مبكرا على إيقاع أزمة رافقته لمواسم خلت باستثناء موسم واحد في عهد الرئيس السكادي حيت احتل الوصافة و مثل المغرب بعصبة أبطال إفريقيا التي غادرها مكرها للتفرغ لمشكل ضمان مقعده بين الكبار.
المراهنة على الأجانب والمريني متفائل

الجميع هنا بعاصمة الفوسفاط يراهن على الانتدابين الأخيرين للاعبين النيجيري و الكونغولي لتحقيق نتيجة الفوز أمام الوداد في مؤجل الدورة الأولى للبقاء داخل كوكبة الاطمئنان، أما إذا حصد الفريق هزيمته الثالثة فالأجواء ستزداد تكهربا.
 وسيكون المريني الحلقة المتحركة هو وطاقمه المساعد ثم البحث عن مدرب بديل كما سينطلق مسلسل الجلوس مع جمعيات المحبين والإلترات لخلق أجواء مواتية وعودة الجمهور إلى المدرجات والعمل من الآن لتحقيق نتائج إيجابية تبعده مبكرا عن حسابات نهاية الموسم.
 ورغم هده الوضعية، فقد بدا المريني متفائلا خلال الندوة الصحفية الأخيرة، حيت قال إن الفريق قدم عرضا جيدا وخلق فرصا عديدة وقدم كل ما لديه أمام فريق بركاني متمرس له ترسانة بشرية كبيرة، مضيفا أن المردود كان جيدا مقارنة مع اللقاءين السابقين، مؤكدا أن الهزيمة راجعة إلى فتوة الفريق وأن الانسجام سيأتي مع مرور الدورات.
تشكيلة مكتب جديدة وأشغال
ملعب لم تكتمل

محمد كاتم المنخرط بأولمبيك خريبكة، والذي يشغل مهمة نائب الكاتب العام مكلف بالتواصل والناطق الرسمي للفريق، صرح قائلا إن تشكيلة المكتب قلصت من 15 عضوا إلى 11 عضوا حتى يتمكن المكتب من القيام بعمله في أحسن الظروف حيت تم إقحام أعضاء جدد لأعضاء نفس المكتب المسير، وتم تكوين اللجان وأنيطت لكل عضو مهمة معينة.
أما عن الفريق فقال كاتم إن المدرب في صدد تكوين فريق متكامل، مضيفا “يلزمننا متمم للعمليات. أظن هذا الفراغ سيملأ بعد إقحام الدوليين النيجيري أكونا والكونغولي بيذيمبو جورج الفريق يعول عليهما كثيرا”.
وفيما يخص الملعب، قال كاتم إن هناك أشغالا لازالت لم تكتمل خاصة الأبواب لضبط دخول الجمهور وهناك منصة الإعلام التي ستعاد هيكلتها وستنظم بشكل جيد لتسهيل ظروف عمل الصحفيين، كما سيتم إحداث منصة للضيوف وهناك مشاكل أخرى سنعالجها مع مديرية التجهيز المكلفة بإعادة هيكلة الملعب طبقا لدفتر التحملات.

 خريبكة: عبد الرحيم أيت القصري   

Related posts

Top