أول محطة لمعالجة النفايات الطبية على الصعيد الوطني

أشرف البروفيسور الحسين الوردي وزير الصحة، الجمعة الماضي، على تدشين أول وحدة لمعالجة النفايات الطبية بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، وتعتبر هذه الوحدة ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، في مجال تدبير ومعالجة النفايات الطبية.
وقد رصد لإنشاء هذه المحطة استثمار مالي قدر بـ 20 مليون درهما. وتصل القدرة العلاجية لهذه الوحدة المجهزة بأحدث الآليات، التي تحترم المعايير الدولية المعتمدة في ميدان تدبير النفايات الطبية، إلى 8.5 أطنان في اليوم.
ويندرج هذا المشروع في إطار المحافظة على الصحة وحماية البيئة من خطر العدوى التي قد تتسبب فيها النفايات الطبية، بحيث سيساهم في تقوية المسؤولية البيئة والإيكولوجية للمستشفى، وذلك تماشيا مع الالتزامات الدولية للمملكة في ميدان الحفاظ على البيئة، واحتراما للمقتضيات القانونية التشريعية والتنظيمية المتعلقة بتدبير النفايات الطبية (خاصة القانون 00 -28).
وأكد خالد آيت الطالب مدير المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس على أن إنشاء هذه المحطة يندرج في إطار التوجهات الاستراتيجية لوزارة الصحة 2012-2016. كما يدخل في إطار تفعيل وأجرأة مشروع المؤسسة للمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني برسم 2015- 2019 والذي يجعل من المسؤولية الاجتماعية والبيئية للمستشفى ركيزة أساسية للتنمية الجهوية المستدامة.
وأضاف مدير المستشفى الجامعي أن من شأن هذه المبادرة، أن تشكل نموذجا بيئيا يحتذى به في ميدان المحافظة على التوازنات الإيكولوجية وإكراهات التنمية المحلية، في ظل تنامي الطلب على العلاجات وارتفاع إنتاج النفايات الطبية، خاصة وأن المغرب على مشارف تنظيم الدورة 22 لمؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ.
وأشار المتحدث إلى أن هذه الوحدة تتشكل من ثلاثة أجهزة تعمل بطاقة استيعابية تصل إلى 6000 طن سنويا أي ما يعادل ضعفي النفايات الطبية لجهة فاس –  مكناس، مؤكدا على أنها ستساهم بالنهوض بالقطاع الصحي بالمغرب، وخصوصا ما يتعلق بالنفايات الطبية، معتبرا أن هذه المحطة الأولى من نوعها تشكل مسؤولية مضافة للمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، كما تعتبر دفعة وتشجيعا لباقي المستشفيات الجامعية الوطنية لنهج نفس التوجه، الذي يساهم بشكل كبير في الحفاظ على البيئة وضمان التقليل من خطورة هذه النفايات الطبية.
وفي سياق متصل عاين البروفيسور الحسين الوردي معهد البحث في أمراض السرطان الذي يوجد برواق المستشفى الجامعي، كما اطلع على طرق اشتغاله والأهداف التي يصبو إليها. كما كانت مناسبة لإعطاء تصور عام عن طرق اشتغاله وأهدافه.
وفي حديثها لبيان اليوم، أكدت الدكتورة كريمة الغازي مديرة معهد البحث في أمراض السرطان، أن الهدف الأساسي للمعهد هو فهم أسباب السرطان وتنسيق البحث عن أسباب هذا المرض على الصعيد الوطني والدولي، كما يهدف المعهد إلى تطوير خدماته، بحيث يرمي على المدى القريب إلى وضع برنامج خاص لتكوين الأطر الصحية المختصة في المجال، من أجل محاربة ناجعة لأمراض السرطان، مؤكدة على أن الهدف الرئيسي اليوم هو إخراج ومراكمة البحوث حول مرض السرطان في أفق تطوير خدمات المعهد لتشمل تكوين الأطر.  
يشار إلى أن هذا المعهد سبق أن دشنته الأميرة للا سلمى مارس الماضي، بحيث يعد ثمرة تعاون وشراكة بين مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر ووزارة الصحة، إذ يمتد على مساحة أرضية قدمها المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، وذلك بغلاف مالي بلغ 15 مليون درهما ممولة بالكامل من طرف مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان.

 محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top